2024-11-22

الحمد لله على سلامة الشجاعية

2014-07-21

بال جول : كتب / سفيان صيام

( موسم للنسيان ) ربما يكون هذا لسان حال إدارة ولاعبي ومشجعي ومحبي ومتابعي نادي اتحاد الشجاعية ، فما حاجتهم لتذكر موسم ربما يعتبر الأسوأ على مدار تاريخ فريقهم الرياضي ، والأكيد أنه لن ينسى أبدا بل سيحتل في ذاكرة التاريخ مكانا بارزا لعقود وعقود ، رغم أنه سيكون بالطبع في الصفحات السوداء .

بالتأكيد لم يكن لائقا لنادي بحجم وعراقة اتحاد الشجاعية أن ينتظر للأسبوع الأخير ليحسم مسألة بقائه في الدوري الممتاز ، بدلا من المنافسة على الفوز بلقب البطولة . ليس هذا فحسب بل إن الناظر لنتائج الفريق على مدار الدوري هذا العام يرى تراجعا رهيبا لمستوى الفريق ونسبة تسجيله للأهداف وكذلك عدد مرات الفوز ، وللإنصاف فإن معدل تلقيه للأهداف مقبول ، ولكن ما عدا ذلك فهو كارثة بكل معنى الكلمة ، فكيف لنا أن نتخيل أن عدد مرات الفوز التي حققها الشجاعية لا تزيد عن أربع مباريات بينما خسر ضعفها و تعادل في عشر مباريات ، وكيف لنا أن نستوعب أن عدد الأهداف التي سجلها في اثنين وعشرين مباراة فقط ستة عشر هدفا بمعدل أقل من هدف في المباراة الواحدة ، كما خسر من فرق كانت تعمل له ألف حساب ، فإذا بها تأخذ من الشجاعية فوق ما كانت تأمل وتحلم .

تجربة قاسية بكل المقاييس ولكن لا يجب طي صفحتها كأن شيء لم يكن ، بل يجب أخذ الدروس منها والعبر _وهي كثيرة _ فالتجارب الصعبة هي أم الدروس المصيرية ، وعلى ذلك وجب على إدارة النادي ولاعبيه وجماهيره أخذ العبر والدروس والاستفادة القصوى من الأخطاء التي كادت تودي بالفريق إلى متاهات الدرجة الأولى ،

دون تقصير أو تهاون أو كسل وجب على الجميع تشمير السواعد وشحذ الهمم في ورشة عمل مفتوحة لدراسة التجربة وسبر غور أسبابها ووقائعها وسبل الاستفادة منها بما يكفل ويضمن عدم تكرارها مرة أخرى ، عبر قرارات توضع فورا موضع التنفيذ وفق خطة كاملة شاملة تهيئ الطريق للفريق لأخذ مكانه الطبيعي في مقدمة فرق الممتاز .

ولا يخفى أن هناك فرصة كبيرة جدا لإثبات تعلم الدرس في بطولة الكأس التي يحقق فيها الفريق نتيجة مرضية حتى الآن بتأهله إلى نصف النهائي ، ولديه فرصة كبيرة ليكون أحد طرفي اللقاء النهائي للبطولة ، لا سيما وأن مستوى الفريق يشهد نوعا من التحسن في الفترة الأخيرة ، كما أن نجاحه في الهروب من الهبوط هذا الموسم سيجعل لاعبيه وجهازه الفني أكثر هدوء .

الوردة الجميلة التي زينت صحراء هذا الموسم بالنسبة لاتحاد الشجاعية كانت جماهيره الوفية ، التي أثبتت بحق أصالة معدنها حين حزنت فصبرت ثم خافت فآزرت و زحفت بعشرات الآلاف داعمة مؤيدة لفريقها ، وتكتلت خلفه كأفضل ما يكون الوفاء والإخلاص حتى وصلت به معه إلى بر الأمان بعد رسو سفينة الدوري الممتاز في ميناء شباب رفح بينما رست سفينة الشجاعية بعيدا بعيدا عن المقدمة وقريبا قريبا من الهبوط ، ولهؤلاء المخلصين أقول بعد الوعكة الصحية التي أصابت ناديهم فكادت تفتك به (الحمد لله على سلامة الشجاعية ) .