2024-11-22

خطأ فادح: واد النيص ليس بطلا لدوري المحترفين!

2020-09-25

غزة ـ جهاد عياش

في ال28 من نوفمبر سنة 2012 ،وقف الرئيس الفلسطيني أبو مازن على منصة الأمم المتحدة ،وألقي خطابه الشهير ،وطالب في نهايته الدول الأعضاء ، التصويت لصالح منح فلسطين ،صفة دولة مراقب ،وإن كان هذا الحق منقوصا بعض الشيء ، إلا أنه يسمح لدولة فلسطين بالانضمام إلي مؤسسات المجتمع الدولي ،وحضور الجلسات في أروقة الأمم المتحدة ، وبالفعل صوتت 138 دولة لصالح قرار منح فلسطين دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة ، وصفق الجميع لهذا الانجاز ،وكدنا نطير من الفرح بهذا الانتصار الفلسطيني السياسي على دولة الكيان الصهيوني ، وعليه فقد فتح المجال لنا للانطلاق صوب العالمية متسلحين بالقرارات الدولية ، وفتحت سفارات في كثير من الدول ، وتغير اسم الممثليات إلي سفارات ، واستبدلت ترويسة الأوراق الرسمية من ” السلطة الوطنية الفلسطينية ” إلي ” دولة فلسطين ” وكذلك أصبح الجواز الفلسطيني يعنون ” بدولة فلسطين ” ، وفي المجال الرياضي نحن عضو في الاتحاد العربي ، وعضو في الاتحاد الآسيوي ، وعضو في الاتحاد الدولي ، وأيضا في اللجنة الأولمبية الدولية ، كما أن عددا من الفرق الرياضية والمنتخبات، من جميع الألعاب شاركت في البطولات العربية والقارية والدولية ،اضافة إلي زيارة بعض الشخصيات العالمية والعربية ونذكر على سبيل المثال ، زيارة السيد ” جوزيف بلاتر ” رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ،وزيارة فريق برشلونة إلي الضفة ، واستضافة بعض المنتخبات والفرق الآسيوية علي أرضنا ،في بعض المنافسات ، وكل هذا التمثيل وهذه المشاركات وهذه الاستضافات كانت باسم دولة فلسطين ، فإذا كان العالم كله ،باستثناء بعض الدول ، يتعامل معنا بصفتنا دولة ، لها كامل الحقوق ، وعليها واجبات كما الدول الأخرى ، فحري بنا نحن في الأسرة الرياضية ، اتحادات ولجنة أولمبية ،وأندية ، ومؤسسات ، وإعلام ، وجماهير ، أن نتعامل بهذا المنطق ، أننا دولة ،ولا يجوز لنا أن نقول أن ترجي واد النيص بطلا لدور ي المحترفين ، ولا يجوز لنا أن نقول شباب رفح بطل دوري جوال ، فهذه مسميات تقزم من اتحاداتنا وأنديتنا ، وتجهض طموحات الأندية خاصة الأبطال منها ، فمثلا في اسبانيا يقولون برشلونة أو مدريد بطل اسبانيا ، وبايرن بطل ألمانيا ، واليوفي بطل ايطاليا ، والأهلي بطل مصر ، والترجي بطل تونس ، والمريخ بطل السودان وهكذا ، وعليه أناشد الأخوة في اتحاد كرة القدم في الضفة وغزة ، تسمية الفائز بالبطولة ، ” بطل فلسطين ” ، وأن ترجي واد النيص هو بطل الدوري الفلسطيني ،أو بطل دولة فلسطين ، وليس بطل دوري المحترفين ،وأن نادي الزعيم شباب رفح وصيف بطل فلسطين ،والمقياس في هذه التسمية هو عدد النقاط ،( ترجي واد النيص له 46 نقطة ،يليه شباب رفح 43 نقطة ) ،علما بأن كل فريق لعب 22 مباراة ، فتكافؤ الفرص مكفول تماما .

* قرار جرئ من الاتحاد *

هذه الرؤيا الملحة ، التي تساهم في تجسيد دولة فلسطين على أرض الواقع ، وهذا واجب على الأسرة الرياضية بكافة هيئاتها وأعضائها وممثليها وفرقها ،أسوة ببقية مؤسسات الدولة الأخرى ، تحتاج إلي قرار جرئ وحكيم فقط من القائمين على اللعبة ، بعيدا عن معيقات الاحتلال ، وحصاره ومحاربته لنا ، والنيل من عزيمتنا .

وكنت قد تحدثت بين الدورين ،في مقال ،عن امكانية إقامة دوري موحد بين الضفة وغزة ولو بشكل رمزي ،وأن هذا الدوري سينعكس إيجابا على النواحي الفنية والإدارية و المالية والجماهرية ، كون النتائج سترتبط ببعضها بين أندية الضفة وأندية غزة ،وبيان ذلك كالتالي :
أولا : تحديد البطل وبعيدا عن المباريات الفاصلة ، يكون بمقارنة نقاط أول غزة ،بأول الضفة ، والفريق الأكثر نقاطا هو بطل فلسطين والآخر وصيفا ، علما بأن عدد أندية الدوري هنا وهناك 12 في كل دوري فلا ظلم لأحد ،ويبقى الهبوط كما هو .

ثانيا : هذا الشكل لتحديد البطل ،يتطلب إعلان الاحتراف في أندية غزة ،من بداية الموسم الجديد ،أسوة بأندية الضفة ، مما يزيد من الأعباء المالية على الفرق .

ثالثا : زيادة الأعباء المالية على الفرق في غزة ، يتطلب مساواتها بنظيراتها في الضفة ،بأن توزع العائدات والمكافآت بالتساوي ،وهذا يشجع الفرق على الاستثمار في كرة القدم .

رابعا : هذا النظام حتما سيرتقي بالمستوي الفني والتكتيكي للفرق ،كما أنه سيحظى باهتمام غير مسبوق من جماهير الضفة وغزة ،فجماهير غزة ستهتم بنتائج أندية الضفة ،والعكس صحيح ، خاصة في ظل تغطية اعلامية متميزة ، ( تلفزيون ، إذاعة ، مواقع ألكترونية ، صحف ومجلات ، تحليل وتعليق …) ،وهذا سيزيد في قيمة البطولة المادية .

خامسا : هذه الأجواء التنافسية ، وهذه السلعة الرائجة ، سيزيد من قيمتها المادية ، وحتما سيلفت نظر المؤسسات والشركات الخاصة التي تسعي إلي الربح ، وربما تشجع هذه الأجواء ، بعض المستثمرين للدخول في معترك الرياضة فتعم الفائدة على الجميع .

سادسا : الإقبال على منتج كرة القدم ، سيسهل من عملية تسويقه واستثماره وبيعه للقنوات التلفزيونية، والإذاعية والمجلات والصحف والشركات .

سابعا : يضمن هذا النظام ،مبدأ تكافؤ الفرص ،في المحافل العربية والقارية ، فالبطل هو من يشارك في الاستحقاقات الخارجية سواء كان من هنا أو هناك ، ونتخلص من نغمة ” ظلموه “
يبقي هذا الحديث ،يحتاج إلي وقفة جادة من صناع القرار ، تتغلب فيه المصلحة العامة على المصالح الخاصة ،ويحتاج إلي قرار من صاحب القرار ، ولا مانع من عقد ورشة عمل للمعنيين بأمر كرة القدم في فلسطين اصحاب الآفاق البعيدة المدي لاستيضاح مدى امكانية تطبيق هذه الرؤيا .