امتحان الكأس.. ناجحون وراسبون!
انتهت مباراة الختام لموسم كروي شاق لكنه ممتع ومثير ،، وانفض الموسم بعدما حصدت رفح بنادييها الشباب والخدمات بطولتي الدوري والكأس ،، وهو حصاد مستحق بكل موضوعية ،، فكلا الناديين استحق التتويج بالبطولة التي فاز بها ،، واستحقت رفح أن تحتفل
وتفتخر بنادييها وتعلن للجميع أنها قلعة البطولات في كرة القدم الغزية ،، وأستغل سطوري هذه لكي أبارك لكل من شباب رفح وخدمات رفح بالفوز ببطولة الدوري والكأس على التوالي ، وبناء عليه يعتبر كل من شباب رفح وخدماتها أول و أكبر الناجحين في الامتحان ، كيف لا وقد حصدا بطولتي الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في المحافظات الجنوبية ،، ولكن هل هما فقط من اجتاز الاختبار ؟ أم يوجد ناجحون آخرون ؟ ومن ناحية أخرى هل يوجد راسبون ؟
ثاني الناجحين بعد الكبيرين الرفحيين اتحاد الكرة بدون شك ، ولا أقول ذلك مجاملة أو نفاقا ( فقد انتقدت الاتحاد و إدارته من قبل وبالتأكيد سأفعل لو بقي في العمر بقية ) فمن ينجز بطولتين هامتين ويرسو بهما على بر الأمان ، فيصل إلى محطتهما الأخيرة بأقل الخسائر يعتبر ناجحا بدون شك ، نعم قد تحصل إشكاليات وأخطاء ، ولكن من يعمل يخطئ ومن لا يعمل يكتفي بمتعة النقد من فوق مقعد وثير أمام شاشة حاسوب ، ولا يمكن لناقد موضوعي أن يتجاهل الظروف التي يعمل بها طاقم إدارة اتحاد كرة القدم ، و هي الظروف التي تعصف بكل مجتمعنا الغزي وتكاد تهوي به لبئر سحيق ، ولذلك كان من الطبيعي والمنطقي أن نقر بنجاح اتحاد كرة القدم الفلسطيني في اختبار الكأس والدوري والموسم الرياضي بأكمله ، ويدخل مع اتحاد الكرة بكل صراحة الحكام المظلومون دوما كيف لا وهم الشماعة التي يعلق عليها كل نتيجة سلبية يحققها أي فريق ؟ كيف لا والمطلوب منهم يتجاوز حدود البشر ؟ فكيف نطلب من بشر ألا يخطئ ؟ ولا نطلب من أنفسنا أن نتقبل خطأ البشر لأن كل ابن آدم خطاء ؟
وأما ثالث الناجحين من وجهة نظري فهي قناة الكتاب الفضائية التي قدمت عبر شهور الموسم كله مجهود محمود على مدار الدوري والكأس ويكفي أنها كنت تخصص ما يقارب من ثلاث ساعات يوميا لتغطية أحداث الموسم وتحليلها والتعليق عليها ، فكانت مرجعا لكل المتابعين والمشجعين والمهتمين للوقوف على آخر أخبار وتحليلات الفرق والمدربين والحكام وغيرهم ،، وتوجت ذلك كله بالنقل المباشر للمباراة النهائية للكأس في تجربة أولى لا يمكن إلا الثناء عليها ، حتى وإن لم تحقق العلامة الكاملة ولكنها حققت علامة عالية جدا كتجربة أولى ، وأتمنى أن تفكر جديا في نقل المباريات مباشرة ابتداءً من الموسم القادم ،
ويدخل مع قناة الكتاب أسرة الإعلام الرياضي بكافة وسائلها المسموعة والمقروءة وكافة طواقمها التحريرية والتصويرية ، فقد أبدعوا بأعمالهم وتقاريرهم وصورهم وأخبارهم ، ورغم ما قد يشوب الأمر من شوائب لكن علينا أن ننظر للأمر بعين المنصف فلا نقلل من جهد أو ننكر من انجاز لبعض من الشوائب والعيوب ، ولكن التقييم العادل هو التقييم الشامل للتجربة ككل فكل الاحترام والتقدير لأسرتنا الإعلامية بكافة أفرادها وطواقمها في كل المواقع والميادين .
ورابع الناجحين هي المنظومة الكروية في قطاع غزة والتي استطاعت أن تحافظ على وجودها واستمرارها وقدمت نموذجا جميلا في منافسة مثيرة استمرت حتى الأيام الأخيرة من الموسم ، ورغم ما تخللها من مواقف وأحداث وإشاعات واتهامات ولكن هل يوجد مكان في العالم يخلو من هذه الأشياء ؟
فحق للأندية أن تفخر بنفسها على ما قدمته من أجل الرياضة الفلسطينية والحفاظ على استمرار المسيرة الرياضية طوال الموسم ، على أن يكون ذلك دافعا لحماية مسيرة الرياضة في المواسم القادمة .
أما عن الراسبين فلن أتكلم إلا عن التعصب اللعين الذي يكاد يعصف بكل جميل في الرياضة الفلسطينية ، هذا التنين أو الغول القاتل يكاد يخسف بكل الناجحين الأرض ولولا القبضة الأمنية في بعض الحالات لانفلت زمام الأمور وخرجت عن السيطرة ، ولكم أتمنى أن أشاهد مباراة تخلو من الشتائم والسباب واللعن للفريق الخصم فهل حلمي هذا صعب المنال ؟
أُسدل الستار على موسم جميل ومثير وشاق ، وحان وقت الخلود للراحة مؤقتا لكافة عناصر المنظومة الكروية قبل أن تبدأ (إن لم تكن بدأت بالفعل ) فترة الإعداد لموسم قادم ، يحمل منافسة جديدة ويتوج في نهايتها بطل جديد ، وهذا حال كرة القدم التي أتمنى أن يفهمها أولئك المتعصبين فكل ما نراه ونسمعه ونكتبه ونقرؤه لا يعدو كونه وسيلة لتفريغ بعض الطاقات وقضاء أوقات ممتعة لا ينبغي أن ننزلق عن جادة الصواب من أجلها ،، باختصار إنها مجرد كرة قدم في النهاية ،،، وكل عام وأنتم بخير