ماراثون سيدة الأرض يتوهج
يوم مشهود سطرته سيدة الأرض الفلسطينية أم البدايات وأم النهايات تألقت وتوهجت في يومها وأقلقت مضاجع الغلاة الحاقدين المحتلين وانطلقت بأهزوجة المشاركة والتضامن الدولي مع أبنائها في ماراثون فلسطين الدولي الثاني معلنة انتفاضة على الحصار والجدار لتنتصر البسمة على الناب وتعلو الهامات أعلى من جدار الفصل العنصري الماثل على كاهل ارض مهد المسيح ابن مريم لتصحو العذراء مباركة خطوات لها وقعها مؤكدة أن لا سيادة لغاصب على ارض الأجداد وارض الرسالات .
كم أنت رائعة سيدتي وكم شعبك معطاء يلتف حولك ويدافع عن حياضك بشتى الطرق والوسائل يستميت من أجلك ويرسم لوحات من الفخار والاعتزاز ليبرهن للعالم يوما بعد يوم بأن شعبك حي غير آبهة لسطوة الاحتلال وجبروته وسياطه وغطرسته فهاهو اليوم شعبك يكشف الوجه القبيح للاحتلال ويميط اللثام عن عنصريته وخداعه وزيفه بمنعه كوكبة من العدائين من المشاركة في الماراثون الدولي ورغم كل ذلك وكما هي العادة مرغ أنفه في الوحل وانتصرت الرياضة الفلسطينية بماراثونها على الجلاد وشكلت أجمل اللوحات البشرية كان زينتها الطفل والشاب والشيخ العجوز والمرأة والشابة والفتاة والطفلة من خلال مشاركتهم جنبا إلى جنب ليلتفوا حول جدار الفصل العنصري المتلوي كالثعبان على ارض بيت لحم ومخيمها الصامد عايدة ولم يكن يدري بخلدهم بأن راسم سياسة الرياضة الفلسطينية وباعث ثورتها اللواء العرفاتي جبريل الرجوب من كان سجينا في أقبيتهم وسجونهم على مدار سبعة عشر عاما ما زال يشمخ ويسمو وبفكره النير قد أطاح بشموخهم وغرورهم واقلق مضاجعهم المرة تلو المرة من خلال ثورته الحضارية التي أعلنها منذ تسلمه دفة القيادة الرياضية .
ما لمسناه على ارض الواقع أذهلنا وأذهل الجميع وادخل البهجة في النفوس لترتسم البسمات على شفاه ووجوه الأصدقاء المتضامنين من كافة أرجاء العالم الذين شاركوا بأعداد كبيره غير مسبوقة ناهيك عن اصطفاف المئات منهم على جنبات الطرقات لتحية المشاركين وحثهم على مواصلة المسير حتى بلوغ آخر المشاركين لخط النهاية لتسجل فلسطين بلجنتها الاولمبية ومجلسها الأعلى للشباب والرياضة وداعمي هذا العرس الماراثوني انتصارا للإرادة والتحدي والإصرار على تحقيق كافة الأهداف .
وهنا أسجل صفحات من الشكر والتقدير لمن عمل بجهد وإخلاص وتفاني لإنجاح الماراثون بدءا من محافظة بيت لحم وبلديتها ولجميع المؤسسات المحلية والدولية و الشركات الداعمة ولرجال الأمن وفرق الكشافة والمتطوعون ولرجالات الهلال الأحمر الفلسطيني ورجال الإعلام بكافة أشكاله وأطيافه وألوانه من كافة البلدان والدول وعلى رأس كل ذلك المشاركون من الدول الصديقة ولطلاب المدارس والجامعات ومديريات التربية والتعليم وكل من ساهم في هذا النجاح الباهر فطوبى لكل من لبى النداء وحطم الحواجز العنصرية بمشاركته أيا كان نوعها ففلسطين دوما تفتح أذرعها لتحتضن مناصريها ومؤيديها ولكل من ساهم في صناعة الحضارة الإنسانية ونشر الحب والسلام على ارض السلام ولكل من لامس هم ووجع فلسطين جراء السياسة الاحتلالية التي حاولت جاهدة لإفشال الحدث الرياضي التضامني مع شعب أعزل يكافح من اجل حريته بوسائل حضارية .
نعتز ونتيه فخرا ونمتلئ شموخا بما أنجز ولن تسقطه الحواجز والأسلاك الشائكة وجدار الفصل من الذاكرة فهذا هو ارث حضاري ودورنا في التأثير الاممي ولا يستطيع أيا كان أن يهزم إرادتنا فنحن من يصنع الإرادة ويصدرها للآخرين فنحن من نتماهى مع ارض الشهداء التي منحتنا الاخلاقيات المتفوقة والقيم العربية الأصيلة وعلمتنا كيف نكون فرسانا نواجه مصائرنا ونصنع اقدارنا بكثير من الصبر والتضحية والفداء وعنفوان الانتماء والولاء لاطهر بقاع الأرض فنحن شعب محفز على العطاء والخلق والإبداع وممارسة الهوية منذ ولادتنا منذ فجر التاريخ وامتداداته إلى يومنا هذا فإيماننا بعدالة قضيتنا راسخ وعميق بالجذور وبالأرض والإرث ومن هنا لن يستطيع أحد تركيع شعبا اتخذ من الرياضة وسيلة لمقارعة مخططات الاحتلال ولنا لقاء آخر في ماراثون فلسطين الثالث على ارض القدس إنشاء الله.