2024-11-11

لهذا خسرت الشجاعية !

2014-07-21

قبل مباراة نهائي الكأس دار حديث فيسبوكي بيني وبين الكابتن هيثم حجاج حول استعدادات الفريق للمباراة النهائية ، وقد تكلمت معه كمشجع وتبادلنا أطراف الحديث ، قلت له أن الخطورة الهجومية لخدمات رفح تكمن في اللاعب معتز النحال ، تلك المحطة التي تتقن دوما فن الوصول في المكان والوقت المناسبين ، خصوصا حين يكون سعيد السباخي في الموعد تماما ، وقد قلت له عليكم أن تفرضوا رقابة لصيقة على معتز حتى أني نصحت بأن يكلف أمر مراقبته للاعبين مختلفين بواقع لاعب لكل شوط .

لا يوجد فريق يقوم على لاعب واحد ، ولكن هناك لاعب قد يصنع الفارق فما بالك بثنائي خطير نحال سباخي ، لم أكن بدعا فيم قلت فالجميع كان يعرف أنهما مصدر الخطورة ولكن الشجاعية أُكلت من المكان المتوقع والمعروف .

بعد انتهاء مباراة نصف النهائي بين الشجاعية وخدمات النصيرات ، طرحت سؤالا هاماً كيف لفريق لا يسجل أن يفوز ؟ كنت أعرف أن ضربات الحظ الترجيحية لن تستمر في الابتسام لنفس الفريق في نفس البطولة أكثر من مرتين ، ولذلك ركزت على مسألة عدم التسجيل ، فالشجاعية فريق مصاب بالعقم الهجومي من درجة خطيرة جدا ، وللإنصاف ليس ذلك لضعف في مركز رأس الحربة فعلاء عطية واحد من أبرز الهدافين على مستوى القطاع ( رغم تأثره بالإصابة ) ويسار الصباحين مشروع نجم سيكون له مستقبل كبير ، ولكن لهذا الأمر سببين هامين جدا أما الأول فهو الفقر المدقع الذي يعاني منه خط النصف في الفريق ، وكأن الفريق يلعب بخطي دفاع وهجوم فقط ، فلا يوجد حلقة وصل مطلقا بينهما ولا يوجد صانع الألعاب الذي يمكنه توصيل المهاجمين للمرمى لا سيما بعد الإصابة الطويلة التي ألمت بإبراهيم وادي ، والسبب الثاني نفسي فالنتائج السلبية المتتالية خلال مسابقة الدوري أدت إلى إحباط كبير لدى العديد من اللاعبين وبالتالي ضعف الثقة بالنفس والشعور بعدم المقدرة على الفوز ، ولا أخفي هنا أن توقيت المجيء بالمدير الفني نعيم السويركي كان عاملا مؤثرا في عدم تحسن النتائج لما يعرف عنه من الصرامة والحزم والشدة في وقت كان اللاعبون فيه بأمس الحاجة لمن يمتص توترهم ويهدئ أعصابهم ويعيد ثقتهم بأنفسهم ،

كان أمام الجهاز الفني للشجاعية خياران للتعامل مع المباراة في كل منهما نسبة مخاطرة ، أما الأول خيار هجومي بالدفع بحسام وادي تحت رأس الحربة ليلعب دور صانع الألعاب ، والدفع بمصطفى الداعور كقلب دفاع الى جوار فضل قنيطة ، والخيار الآخر دفاعي أن يبقى حسام في قلب الدفاع والعمل على سحب فريق خدمات رفح لمنتصف ملعب الشجاعية والاعتماد على الكرة العالية الطويلة في النقاط الميتة خلف المدافعين بالاعتماد على سرعة الجناح الأيمن هيثم أبو ظاهر أو سرعة علاء عطية نفسه أو يسار الصباحين ، باختصار الهجمة المرتدة المنظمة والقائمة على الوصول للمرمى بأقل عدد من التمريرات .

اعتمد الجهاز الفني الخيار الثاني ما يدل على أنه هدفه الأساسي كان الحفاظ على نظافة شباكه عبر تأمين الدفاع بوجود حسام وادي ، وهو ما لم يحدث فكان وادي غير موفق وتسبب في الهدف الأول ماركة نحال سباخي ، ثم الهدف الثاني من نفس الماركة ويتحمل مسئوليته خط الدفاع لا سيما فضل قنيطة الذي نظر للسباخي عن يساره ولم يحرك ساكناً .

فما الذي حدث بعد ذلك وجعل الشجاعية تحرز هدفين في غضون خمس دقائق تقريبا ؟
فلسفة الجهاز الفني تغيرت من العمل على عدم تلقي أهداف إلى العمل على تسجيل أهداف عبر تبديلات وتغييرات في الملعب هذا من جهة ، ومن جهة أخرى التحرر النفسي العصبي للاعبين ، ولا تستغربوا من ذلك فلا يوجد أكثر تحررا من فريق ليس لديه ما يخسره ، فقد رسخ في عقول اللاعبين الباطنة أن المباراة انتهت وأنهم خسروا الكأس فانطلقوا متحررين من الخوف والحذر فسجلوا هدفين أوصلا المباراة لضربات المعاناة الترجيحية .

لم يكن غريبا أن تعرض ضربات الترجيح هذه المرة عن الشجاعية ، فقد ابتسمت لها مرتين من قبل ، ولم يفلح حسام وادي في التصدي للضربة الأولى التي كان قاب قوسين أو أدنى من التصدي لها ، ما أدى في النهاية إلى خسارة المباراة والنهائي والكأس ،

في الختام أقول أن فوز الشجاعية بالكأس لو تحقق لكان انجازا كبيرا جدا ، ولكن خسارتها كانت أقرب للمنطق فالخدمات في مستوى وحال أفضل ، بمنطق النتائج والتسجيل والترتيب على مستوى الدوري أيضا ،، مبروك للخدمات وحظأ أوفر للشجاعية .