2024-11-26

هاردلك يا سموع!!!

2015-03-16

انتابني الحزن, توقفت للحظات كانت الأصعب رياضيا, لحظات عاندها الحظ والتفت حولها الإرادة التي أبعدت سموعنا عن دوري الاحتراف, تلك كانت وقفة أفرزت مظاهر الحدث المؤلم الذي لم يتمناه أي غيور عاش وترعرع على تراب هذه البلدة الزكية المكافح أهلها، لكن بصمت و دقات قلب أعلى من الصراخ نؤمن بحتمية أن الرياضة ربح و خسارة ولغيرك الحق أن يعيش ما يتمنى، تلك هي روح المنافسة.

شباب السموع اسم عشقته منذ أن نشأت وفئاته العمرية، لاعبا , مشجعا و إداريا حتى أن خط قلمي أولى الكلمات والى أنفاس النهاية , تاريخ بعيد و طويل لهذا الصرح بني بعرق أجيال تعاقبت بانتماء جالت ربوع الوطن، يفوح عطرها مسك، وذكراها خالدة لن تمحيها الذاكرة و سيبقى شموخ هذا النادي للأبد.

انطلاقة النادي نحو المحترفين كانت على بعد خطوة, قدر الله و ما شاء فعل, لكن ذلك لم يلغ البداية الصاخبة التي وصفها اللواء الرجوب بالصاروخ، أبطال لكل دوري منذ انتظام الحراك الرياضي، وانطلاقه من بعيد بأداء ومستوى, بناء للمنظومة الجماهيرية ودعم إداري غير مسبوق, كل ذلك الاهتمام والجهد والتعب جعل من السموع اسم أوجدها على خارطة الوطن عنوة في ظل موقعها الجغرافي المهمش، ومعاناة أهلها الالتفاف الصهيوني لمعسكرات قطعان مستوطنيه, ومصادرة أراضيها وجفاف اقتصادها ومصادرها, بلغت من الرياضة حدود تجاوزت أي مصادر أخرى للرقي, ولم ينته الحلم أو تتعطل مسيرة الفريق, فلنا جولات بهمة أبناء هذه البلدة ستحقق الطموح, وتعيد الفرحة إلى كل من عاد من ارض القدس حزينا على النهاية الأليمة التي لم تتوج السموع .

لم ينته شباب السموع، كان منافسا صعبا منذ انطلاقة البطولة, حقق نتائج طيبة، وحظي بكل مقومات الصراع, توج بإدارة مثالية هي الأفضل, لم تبخل على فريقها وسهرت الليالي بكل أجواءها, لم تخرج عن النص بحق أي لاعب وأنصفت الجميع ماديا واجتماعيا, والتف حولها جماهير رافقت فريقها في السراء والضراء تشجع كوكبة من اللاعبين لم تشهر في وجه أي منهم البطاقة الحمراء دون كل الأندية المتنافسة، ولم يبخلوا بعزيمة وإصرار من اجل رسم البسمة في كل موقعة، ارتدوا الزي السموعي صاحب وسام الأفضلية بانتماء وإخلاص, الأطفال, الشباب, الشيوخ وحتى النساء اللواتي تابعن بعض اللقاءات في الملاعب, والبيوت جميعهم يؤكدون أن ليث السموع قادم ولن يتنازل عن بطاقة الاحتراف التي يستحقها بكل جدارة في المحطات القادمة.

قد يكون الموقف لا يحتمل الحديث في هذه اللحظات, لان جماهيرك يا سموع لم تجف دموعها, وتحاور ذاتها فيما آلت إليه النهاية القاسية, لكن لا بد أن ننصف جنود المعركة الذين خاضوا مواقع عدة على طول خط الصراع, أفرحونا, وابتهجنا بظل انتصاراتهم, أوصلونا إلى القمة, ولم يبخلوا حتى أخر رمق, يجب أن نسعد لما نحن فيه وما وصلنا إليه, علينا أن نعيد ترتيب الصفوف لنلتف حول الإدارة ونعزز تواجدها ونرمم الفريق ببعض الركائز الأساسية لنمضي سويا وبثقل اكبر يعكس واقع قوي لموسم قادم, لا ربح بدون خسارة, ولا صواب بدون أخطاء, والحزن والفرح خليط لكل ارتقاء, علينا بعدم التراجع وطي صفحة كنتم أبطالها بكل اقتدار, كافحتهم واجتهدتم ونعم الاجتهاد، خسرتم جولة لكن لم تخسروا بهجة الجميع ليبقى الليث صامدا بعزيمة الرجال الذين صمدوا في محافل عديدة , لنعود سريعا بعيدا عن أي تشنج وما حدث ليس سوى ضربة تزيد قوة، وتجعل القادم منارة نشعلها سويا حتى تحقيق الطموح والوصول إلى القمة بتضافر الجهود والالتفاف حول هذا الفريق الذي يحتاج الجميع في هذه الأوقات.

Khalil-rawashdeh@hotmail.com