الارتداد يهزم الاستحواذ
بقلم / سفيان صيام
تعيش مدرسة (التيكا تاكا) أوقاتا صعبة نوعا ، فمهدها في برشلونة يكاد يخرج خالي الوفاض من أي بطولة هذا العام ، ليس هذا فحسب بل أنه تعرض لهزائم عديدة من فرق لم تكن تحلم بالفوز ،، بينما النسخة الجديدة الألمانية (بايرن ميونيخ ) تخرج من بطولة دوري الأبطال بخسارة مدوية من ريال مدريد .
التيكا تاكا تعتمد على عنصر الاستحواذ بشكل كبير فلا يوجد فريق يستطيع مجاراة برشلونة او بايرن ميونيخ جوارديولا في نسبة الاستحواذ والتي قد تصل لنسب 70% -80% ، وتقوم على تمريرات أرضية قصيرة وسريعة جدا باتجاهات مختلفة في منتصف ملعب الخصم غالبا تؤدي إلى خلخلة خطوط الدفاع لديه وإحباط لاعبيه واستفزازهم ( لأنهم يصبحون كمن يدور في ساقية ) بما ينتج عنه أخطاء تؤدي لفتح ثغرات تسهل عملية إحراز الأهداف .
التيكا تاكا تقوم أيضا على إستراتيجية الهجوم خير وسيلة للدفاع ، حيث القدرة على تسجيل عدد كبير جدا من الأهداف يجعلك متفوقا وفائزا دوما حتى لو تلقت شباكك بعض الأهداف أحيانا .
تمكنت برشلونة (مهد التيكا تاكا ) بفضل هذا الأسلوب من فرض سيطرتها على الكرة العالمية لسنوات عديدة ، وتمكن المنتخب الأسباني بفضله بالفوز بكأس العالم لأول مرة في تاريخه في 2010 ، ونقل جوارديولا الأسلوب لبايرن ميونيخ فحسم الدوري الألماني قبل انتهائه بمراحل كثيرة ، وتأهل لنهائي الكأس ولكنه خرج من بطولة دوري الأبطال .
الطريقة الأفضل لمجاراة فريق يعتمد هذا الأسلوب هو سلاح الارتداد (الهجمات المرتدة ) فكل فريق يهاجم يحتاج حماية لظهره وخطوطه الخلفية ، و كل جندي يقتحم ميدان معركة دون تغطية من زملائه هو جندي ذاهب للانتحار بكل تأكيد ، والهجوم القائم على الاستحواذ إن فشل في التسجيل سيستقبل أهدافا لاسيما في حالة ضعف دفاعه وحارس مرماه .
وهذا ما حدث مع برشلونة وبايرن ميونيخ حين واجها ريال مدريد ، وكذلك يمكن القول أنه ما حدث في مباراة تشيلسي مع ليفربول في الدوري الانجليزي قبل أيام كمثال لتفوق سلاح الارتداد على الاستحواذ ،
و بينما تعتمد مدرسة الاستحواذ على أن الهجوم خير وسيلة للدفاع ، تعتمد مدرسة الارتداد على أن الدفاع هو خير وسيلة للفوز في مواجهة فريق يعتمد على الاستحواذ ، لا سيما مع فريق يمتلك سرعة رونالدو وجاريث بيل ويعتبر أسرع فريق في نقل الهجمة المرتدة ، ويقوده مدرب قادم من مهد الدفاع في الكرة العالمية (ايطاليا ) وهو أنشيلوتي الذي شرب الدفاع شربا وعرف كيف يوظفه من أجل الفوز .
وهكذا تبقى كرة القدم متعة المشاهدين بسحرها وتصارع مدارسها وأساليبها فتارة تتفوق مدرسة الاستحواذ وتارة أخرى تهزمها مدرسة الارتداد ، وفي النهاية نحصل نحن كمشاهدين على متعة متابعة هذه الساحرة المستديرة .