هل انتهت بطولة معركة مخيم جنين الكروية؟؟!!
لاول مرة،منذ احدى عشر عاما، يمر شهر نيسان على مركز شباب مخيم جنين، دون ضجة الاجتماعات واللقاءات والاتصالات التي عادة ما كانت تهيء لنسخة من نسخ بطولة معركة مخيم جنين، تلك البطولة الكروية التي انبثقت من وهج معركة الفداء والتضحية التي حصلت في مخيم جنين في العام 2002 ، وكان للرياضيين الشهداء والجرحى فيها اثر دفع اخوانهم واحبائهم لاطلاق بطولة كروية تكرم فعلهم وتعلي اسماءهم واسماء باقي الشهداء الذين صنعوا المجد، فكان من الواجب ان نكون اوفياء لظل ذلك المجد، فكانت النسخة الاولى والثانية والثالثة والرابعة و…حتى بلغت السابعة على ملعب بلدية جنين وسط زخم رياضي كبير وتنافس للمشاركة وحضور جماهيري كبير،لكن بسبب عدم صلاحية ملعب بلدية جنين،نقلت النسخة الثامنه منها الى ملعب رؤيا، ولم تحقق النجاح المطلوب، وغابت عنها الجماهير والمشاركات اللافته، وفي النسخة التاسعة نظمت على ارض لبنان بمشاركة فرق من الشتات الفلسطيني،نجحت اداريا لكنها كانت اقل نجاحا فنيا، في النسخة العاشرة، ارادت ادارة المركز حينها ان تنظمها على ملعبها الاصل، وكان الاقتراح بمباراة افتتاح، نجح التنظيم ، لكن الوهج واللمعان كان خافتا خجولا، اليوم النسخة الحادي عشرة في الادراج مع نوع من التذكير والتفكير المفتقر الى التحرك اللازم، كان الاقتراح ان تنظم في الخارج، او هنا، لكن في النهاية مر نيسان ولم يلحظ منها اي طيف، فهل انتهت تلك البطولة التي وصلت اصداؤها ارجاء الوطن والشتات؟؟ يقول العارفون بها، والمتابعون لها أن اسباب انتهائها او تلاشيها عديدة،
منها:
* الملعب: ملعبها الاساس ملعب بلدية جنين، وهو غير صالح منذ عدة سنوات، ولا امل في اجراء اي اصلاح عليه في المستقبل.
*التاريخ: لارتباطها بحدث كبير ومناسبة وطنية هامة، فقد كان تاريخها مقدسا، تنظم في الاسبوع الاول من شهر نيسان،ولان هذا الشهر بالذات يشهد انتهاء الدوريات البارزة احتراف واحتراف جزئي وثانية، فأصبح من الصعب على الفرق الخارجة من ثقل الدوري ان تفتح مشاركة جديدة.
*الادارات : الجهة المنظمة هي ادارة مركز شباب مخيم جنين في نسخها الاولى ثم اصبحت بعد نسختها الخامسة اصبحت تنظم بالتنسيق والتعاون مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ،لكن الادارات والتي عملت على تنظيم البطولة واستمرايتها لم تضع خطة للتحرك في حال تعذر او تأخر الدعم المال لسبب او لاخر بأن تعيد العمل في التوجه للمجتمع المحلي وبذل الجهود لابقائها .
*إهمال الطرح الذي قدمه الاتحاد بتعميم البطولة لتصبح بطولة على مستوى محافظة الوطن تنظم على ملاعبه على ان تفتتح في جنين في حال وجود الملعب ويتختتم في جنين.
*الضائقة المالية التي يعاني منها مركز جنين والتي وصلت ارقاما قياسية من تعاظم المنصرفات وثقل الديون مع البقاء على حالة شح الموارد، والتي تجعل اللاعبين اللذين يطالبون بإستحقاقاتهم غير مهيئن نفسيا لخوض غمار مباريات جديدة.
*غياب الابداع والحفاظ على نمطية واحدة تقريبا، وعدم ابتكار صور جديدة لتطوير البطولة وربطها بالحدث وبالحالة الرياضية لتسهم جيدا في مسيرة الحركة الرياضية في مقارعة المحتل واظهار ممارساته ضدد الرياضيين بالذات.
لذلك، نستطيع القول أن بطولة معركة مخيم جنين الكروية قد انتهت عمليا،وبقيت تاريخ وامنيات، ولربما تعود للبعث من جديد ، لكن بعد أن تتلاشى كل او معظم الظروف السابقة الذكر.