2024-11-11

صفقوا لبلاتر الفلسطيني !

2014-07-21

سعدت – كما سعد الخيرون في بلادي – بالمواقف الانسانية الجريئة ، التي ما زال رأس هرم الفيفا السيد جوزيف بلاتر يعبر عنها – قولا وفعلا – دعما لكرة القدم الفلسطينية في كافة المجالات .

وخلال رحلتي مع الرياضة ، التي تمتد منذ اربعين سنة لم اسمع برئيس للفيفا زار بلدا كما فعل بلاتر مع فلسطين ، حيث يولي شيخ الفيفا اهتماما خاصا بالمشروع الرياضي الفلسطيني ، لأنه اقتنع ان خارطة الطريق التي يسطرها اللواء جبريل الرجوب تتسم بالواقعية والاتزان .

وشجعت مواقف الاخ ابو رامي المتقدمة كبير عائلة كرة القدم في العالم على اتخاذ مواقف اكثر جرأة في مواجهة صلف المحتلين ، الذين طالما سلطوا ساديتهم على الرياضة الفلسطينية ، بما مس اللاعب والملاعب ، وأسفر عن ألاف الشهداء والجرحى والأسرى من ابناء الحركة الرياضية ، وبما ادى الى تدمير مئات المنشات الرياضية ، وتعطيل آلاف المرافق الاخرى التي تتصل بتأهيل الشباب ز هذه المعادلة فهما – كما ينبغي ان تفهم – القائد ابو رامي ، الذي لمس ببديهته الفلسطينية الطيبة ، وبخبرة نضالية مصدرها سنوات السجون ، ومواقع النضال المتقدم .. لمس ان البكاء على الجراح لا يدحر احتلالا ، ولا يبني منشآت الرياضية ، فعمل على تحويل عذاباتنا الى خطة طويلة الامد ، لإسماع العالم صوتنا الحضاري ، وكشف العورات الاحتلالية ، التي لا يقبلها القانون الدولي .

ورغم ان الصديق جوزيف بلاتر زار فلسطين منذ ولايته الأولى سنة 1998 ، والتقى ملهم الأمة الفلسطينية الراحل ابو عمار ، الا ان زيارات الرجل الى بلادنا اصبحت موسما متكررا ، يحرص من خلاله الشيخ السويسري على التعبير عن الدعم لخارطة الطريق الرياضية الفلسطينية ، وفي كل مرة تراه يعبر عن مواقف اكثر تقدما .

التقيت الصديق جوزيف بلاتر لأول مرة على هامش مؤتمر صحفي في باريس اثناء المونديال الفرنسي ، بعيد انتخابه رئيسا للفيفا خلفا للبرازيلي جو هافلنج ، وجاء اللقاء بمناسبة اعادة قبول فلسطين عضوا كاملا في سلك الفيفا ، ويومها كان الرجل يعبر عن مواقفه هادئة في دعم الفلسطينيين ، ولكن ذلك لم يمنعه من المجاهرة بان قبول فلسطين يشكل علامة فارقة في تاريخ الفيفا .

المهم ان الايام دارت ،ووقف العالم على حقيقة الممارسات الاحتلالية بحق شعبنا ، وترسخت قناعة اسرة كرة القدم الدولية بخطر معيقات الاحتلال على كرة القدم ، فكانت سلسلة من اللقاءات والزيارات التي قادها السيد بلاتر بنفسه ، ومحصلتها توضيح .. قبل تحذير دولة الاحتلال من مغبة مواصلة سياستها بحق كرة القدم الفلسطينية .

وسرعان ما تحول التحذير الى مواقف اكثر صرامة ، وخاصة بعد قبول الملعب البيتي لفلسطين ، وفتح الأمر على كل الاحتمالات ، اذا لم تذعن القيادة الاسرائيلية لمطالب القانون الدولي ، الذي يفرض تسهيل حركة الرياضيين وحمايتهم ، وتسهيل بناء المنشات الرياضية ، وعدم تعطيل وصول المعونات ، وخاصة ما يتعلق بالعتاد الرياضي .

وليلة الاثنين كنا على موعد مع لقاء جديد برجل الفيفا الأول ، الذي شعرت بصدق المصفقين له في قاعة الموفمبيك ، قال أكثر من مرة ، والدموع تكاد تنهمر من عينيه : أن فلسطين تسكن قلبي ، وسأبذل كل جهدي لدعم النهوض الرياضي ، الذي يقوده اللواء جبريل الرجوب ، وسأواصل حثّ الاسرائيليين على القبول بالمعادلة الجديدة ، وراسه امرها ان كرة القدم يجب ان تكون جسرا للسلام والأمن والتعاون ، وان كرة القدم يجب ان تساهم في حل كل النزاعات .

لن نقول شعرا في هذا البلاتر الفلسطيني ، ولكن لن ننسى مكارم هذا الرجل ، الذي سبق لفلسطين تكريمه بجواز سفر دبلوماسي ، وسبق لجامعتي بيت لحم والنجاح منحه الدكتوراه الفخرية ، ليتم تكريمه ليلة الاثنين بجائزة التميز والابداع ، لان بلاتر تميز في مواقفه الداعمة لفلسطين ، وأبدع في انصاف كرة القدم الفلسطينية .

التحية لبلاتر وهو ينصف معذبي كرة القدم على ارض السلام ، والتحية لراعي المسيرة الرياضية اللواء جبريل الرجوب ، الذي عرف ببديهته الفلسطينية مكمن الجرح ، ووصل ببساطته الاصيله الى اقرب الطرق للعلاج ، فوجد في هذا البلاتر ابا حانيا على اسرة كرة القدم الفلسطينية .

والحديث ذو شجون