2024-11-24

عملية فدائية في الأعماق المالديفية!

2014-07-15

نعم لم يفز منتخبنا ببطولة كأس العالم، ولكن بمعيار الفرحة يمكن القول أن فرحتنا كفلسطينيين بهذه الكأس المتواضعة قد تفوق فرحة شعب البرازيل بالفوز بكأس العالم، لذا فهي أكثر من كأس العالم بالنسبة لنا، فهذه المرة الأولى التي يعتلي فيها منتخبنا منصة التتويج في بطولة رسمية وإن كانت النسخة الأخيرة منها، وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها منتخبنا في بطولة الأمم الآسيوية ودائما للمشاركة الأولى فرحة خاصة.

هذه البطولة لم تكن بطولة رياضية فحسب إنما هي عملية فدائية في الأعماق المالديفية هدفها الاستراتيجي ترسيخ الحق الفلسطيني في التواجد ضمن المحافل الدولية وهي كذلك انجاز سياسي يهدف لمحاصرة السياسات الإسرائيلية الهادفة لمحاربة التجسيد الحقيقي لمفهوم شعب تحت الاحتلال يستحق دولة واستقلال خصوصا إذا ما قلنا أن فلسطين ستشارك في بطولة آسيا بينما عجزت إسرائيل حتى الآن عن المشاركة في بطولة أوروبا التي تشارك فيها بدلا من آسيا.

والمقارنة هنا ليس هدفها مستوى البطولتين الفني بقدر ما هو تجسيد الوجود والتمثيل الفلسطيني على المستوى الدولي ، ولذلك لا أكون مبالغا إن قلت أن نتنياهو وليبرمان ربما هما الأكثر تعاسة بهذا الفوز لا سيما وهما يريان الجماهير المالديفية تشجع بحرارة وحماس منتخب فلسطين وترفع أعلامها طوال المباراة .

سامح مراعبة لم يشارك في البطولة بجسده ولكنه كان اللاعب الثاني عشر في صفوف المنتخب فلا أعتقد أن هناك لاعبا نساه وهو يمرر أو يسدد أو يقطع كرة أو يحتفل بهدف ، لقد تزود القطار الفلسطيني بوقود من روح سامح ومن عبقه ، و يا له من وقود لا ينضب لذلك فالشكر بعد الله عز وجل ينبغي أن يصل لسامح في غياهب سجون المحتل الغاشم وكأني بأشرف نعمان يرسل كبسولة لسامح يقول فيها: من أشرف إلى سامح ، تم انجاز المهمة ، فلسطين في المقدمة ، انتهى .

لن أنظر إلى مستويات الفرق التي نافسها المنتخب الفلسطيني ولكني سأتحدث عن المنتخب الفلسطيني نفسه فقد رأيت نفاثات تجري دون كلل أو ملل رغم ضغط المباريات المتتالية، وأعتقد أنه لو كانت هناك إحصائيات فإنها ستتحدث عن أرقام رائعة جدا للمسافات التي قطعها لاعبو منتخبنا طوال المباراة. رأيت فريقا متكاملا يلعب بخطة وفكر وحماس منقطع النظير .

جمال محمود من حقه أن يفرح وهو المدرب الفلسطيني الأول الذي يقود منتخبنا لمنصات التتويج في بطولة رسمية كما أنه المدرب الفلسطيني الأول الذي سيقود منتخبنا في بطولة على مستوى القارة فكم جميل أن تكون ضمن كبار القارة التي تقع فيها دولتك .

جبريل الرجوب سيزداد قوة وثقة الآن وهو يدافع عن الحق الفلسطيني في الاتحاد الدولي (الفيفا) ضد السياسات التي تمارسها اسرائيل بحق رياضيينا من تضييق وحصار ومنع من السفر واعتقال ، وسيكون عليه استثمار هذا الفوز مع التواجد في بطولة أمم آسيا كأوراق قوة لصالح قضايانا الرياضية العادلة ضد الصلف والتعنت الاسرائيلي .