الشرطة البرازيلية أمام مهمة صعبة لمكافحة الشغب في المونديال
برازيليا – رويترز
في الوقت الذي تتحسب فيه الشرطة البرازيلية لمواجهة احتجاجات محلية محتملة ضد تكاليف استضافة كأس العالم، تتأهب أجهزة الأمن أيضاً للتعامل مع الوصول المحتمل لمجموعات كبيرة من روابط المشجعين المتعصبين من الأرجنتين.
وتلجأ تلك الروابط التي تسمى “باراس برافاس” في الأرجنتين للعنف في كثير من الأحيان مما دفع السلطات البرازيلية لتعزيز إجراءات الأمن داخل وخارج الاستادات التي سيلعب عليها منتخب الأرجنتين.
وقال مسؤولون أمنيون في بعض المدن المستضيفة للنهائيات أن الإجراءات ستشمل نشر رجال شرطة سريين والاستعانة بضباط شرطة أرجنتينيين لتحديد مثيري الشغب.
وقال أندريه رودريجيز المسؤول عن تأمين النهائيات: “لا يهمني ما يطلق عليهم فالشرطة البرازيلية وبالتعاون مع رجال شرطة أجانب ستكون حازمة في التعامل مع أي شخص يأتي إلى هنا لارتكاب جرائم.”
ويتوقع أن تستقبل البرازيل أكثر من 50 ألف مشجع أرجنتيني يدخل العديد منهم البلاد براً على متن سيارات خاصة وحافلات.
وتستعد الحكومة البرازيلية لاحتمال اندلاع احتجاجات ينظمها برازيليون يعارضون التكلفة العالية للبطولة. وكانت مظاهرات عارمة اندلعت في العام الماضي واستمرت لبعض الوقت ولكن على نطاق أضيق وشابتها أيضاً بعض أعمال العنف.
ورغم أن وقوع حوادث مميتة أمر نادر الحدوث في منافسات كأس العالم، إلا أن مشجعي باراس برافاس لديهم تاريخ من العنف من أبرز حوادثه طعن مشجعين إنجليز في المكسيك عام 1986 والشجار مع بعضهم البعض خلال البطولة السابقة في جنوب أفريقيا.
وكغيرهم من مشجعي البلدان الأخرى، فشل العديد من الأرجنتينيين في شراء تذاكر مباريات بكأس العالم وسيحتاجون للبحث عنها حول الاستادات خلال البطولة. وقد يتسبب هذا في حدوث مشاكل إذا تواجه مشجعو روابط باراس برافاس مع المشجعين المحليين “تورسيداس” الذين يلقى عليهم باللوم في موجة عنف متنامية في الملاعب البرازيلية.
وطبقاً لدراسة في البرازيل، سجلت البلاد رقماً قياسياً في عدد قتلى حوادث العنف المرتبطة بكرة القدم بلغ 30 شخصاً العام الماضي وهو ثالث أعلى معدل في العالم بعد الأرجنتين وإيطاليا.
وقال رفائيل الكاديباني الأستاذ في مؤسسة جيتوليو فارجاس التي تقوم بدراسة الاحتجاجات المرتبطة بكأس العالم: “سيغضب الكثير من شباب تورسيداس إذا ما عجزوا عن شراء التذاكر باهظة الثمن وإذا ما واجهوا مجشعي باراس برافاس الأرجنتينيين قد تتفجر الاشتباكات بسهولة.”
وأضاف: “إنه خليط خطير جداً. أصبح اندلاع أعمال العنف خطراً وشيكاً خلال كأس العالم.”
وكمشجعي باراس برافاس الأرجنتينيين، يعتقد أن بعض المنتمين لمجموعات تورسيداس البرازيليين ينتمون لحلقات الجريمة المنظمة التي تستغلهم في توزيع المخدرات والأسلحة في الأحياء الفقيرة في المدن الكبيرة مثل ساو باولو وبوينس آيرس.
وينتاب الشرطة البرازيلية القلق من احتمال اشتباك المشجعين الأرجنتينيين مع نظرائم الإنجليز في مدينة بيلو هوريزونتي حيث يلعب الفريقان بفارق ثلاثة أيام عن بعضهما.
وللأرجنتين وإنجلترا تاريخ طويل من الخصومة في المحافل الرياضية أججتها حرب جزر فوكلاند عام 1982 وهدف الأرجنتيني دييجو مارادونا المثير للجدل الذي سجله بيده وساهم في إخراج إنجلترا من نهائيات 1986.
لكن هذه المرة لن يتقابل الأرجنتينيون والإنجليز إلا في حال وصولهما للمباراة النهائية.
وبالنسبة للمشجعين الإنجليز المتعصبين فإنهم يشكلون خطراً أقل في هذه البطولة نظراً لبعد المسافة وتكلفة السفر إلى البرازيل علاوة على القوانين الإنجليزية الصارمة التي تمنح السلطات إمكانية منع مثيري الشغب من مغادرة البلاد.
وتبدأ منافسات كأس العالم يوم الخميس المقبل بلقاء البرازيل وكرواتيا ضمن المجموعة الأولى.
وأوقعت القرعة الأرجنتين في المجموعة السادسة التي تضم أيضاً البوسنة ونيجيريا وإيران.