منتخبنا في استراليا ليس مجرد مشاركة
بقلم : إيهاب الأغا
كثيرة هي المواضيع والقضايا التي تستحق تناولها بالتحليل وإبداء وجهات النظر فيها وكلها مهمة للرأي العام إلا انه من الصعب تناول أي منها في ظل انتظارنا لأهم وابرز حدث رياضي ينتظره شعبنا الفلسطيني وهو المشاركة الأولي في نهائيات كاس أمم آسيا في استراليا مطلع العام القادم ، مشاركة أولي للفدائي الفلسطيني بين عمالقة القارة الآسيوية بلا شك ستبقي خالدة في نفوس الجميع نعم انه الوطني والفدائي والذي سيجمع حول مساندته ودعمه كل أطياف اللون الفلسطيني .
هذا الانجاز غير المسبوق والذي لم يأت اعتباطاً بل جاء بعد جهد وتخطيط وعمل دؤوب من كل أركان المنظومة الرياضية التابعة للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والتي بهذا الانجاز أكدت أن لكل مجتهد نصيب وان التأهل للنهائيات هو مكافأة للجميع علي اجتهادهم وتعبهم الكبير ، والسؤال ماذا بعد ما المطلوب منا كرياضيين هل الإسراع للاشتراك في القنوات المشفرة الناقلة للمباريات تمهيدا لمشاهدتها ، ربما من سوء حظ الكثيرين منا أن البطولة ستقام في قارة أخري بعيدة جداً عن محيطنا وهو الأمر الذي سيحرم ألاف الفلسطينيين من متابعة الفريق وتشجيعه من داخل الملاعب لكن ذلك لايمكن أن يمنعنا من السعي لدعم مشاركة منتخبنا بكل الطرق والأساليب المتاحة والتي من شانها أن تساهم في استقطاب دول عديدة في دعم ومساندة قضيتنا الفلسطينية بشكل عام .
فبالإضافة إلي الحملة المميزة التي أطلقها الأخ عبدا لسلام هنية مؤخراً وهي بادرة رائعة يشكر عليها وهي تهتم بالجانب الإعلامي الرياضي من خلال الإعلانات والبوسترات والجداريات وتوزيع شعار الحملة وسباق ماراتون وغيره وكل ذلك جميل إلا أن هذا الحدث الكبير يحتاج إلي الاستفادة من كل دقيقة خلاله في دعم مشروعنا الوطني وفضح الاحتلال الإسرائيلي وممارسات جنوده ضد شعبنا يجب أن تكون هناك حملة وطنية تمثل الكل الفلسطيني واعتبار هذه البطولة والتي كان مجرد الوصول إليها قبل سنوات حلم صعب المنال هي فرصة تاريخية لإيصال صوت شعبنا إلي العالم اجمع والذي سيتابع بلا شك هذا الحدث الكبير .
أنني أري أن وجود رئيس السلطة الرئيس ابومازن ووزير الخارجية الدكتور رياض المالكي إضافة إلي عدد كبير من قادة العمل الرياضي والوطني في افتتاح الحدث العالمي وحضور أولي مباريات البطولة أمر سيلفت الانتباه بشكل كبير مع ضرورة وجود لجنة عاملة في مكان تجمع منتخبنا ومكان إقامة مبارياته وعرض أفلام وتوزيع ملصقات وتعليق الجداريات واستقطاب الجماهير والحديث لكافة وسائل الإعلام عن معاناة شعبنا وأسراه البواسل .
والسعي لتشجيع الفريق بطريقة حضارية وروح رياضية أضف إلي ذلك ضرورة قيام البلديات برفع علم فلسطين وشعار البطولة علي الأعمدة والمباني ليشعر الجميع بأهمية الحدث واستقطاب كل فئات شعبنا له حني غير المهتمين بالرياضة والبدء بتحضير أماكن عامة لعرض المباريات علي شاشات عملاقة أسوة بما يحدث في كل بلاد العالم ودعوة الشركات والمؤسسات الوطنية لأخذ دورها في دعم أول مشاركة لمنتخبنا في النهائيات الآسيوية .
ومما لا شك فيه أننا سنحصد ونستثمر الكثير من وراء تأهل منتخبنا التاريخي للنهائيات فقد استعادت أنديتنا مكانها بين كبار القارة بعودتها إلي بطولات الأندية والقادم بالتأكيد أفضل لكل منظومة كرة القدم الفلسطينية بدءاً من الأندية والحكام والإداريين والمدربين والإعلاميين والفئات العمرية المختلفة .
كل الأمنيات القلبية نتمناها لفريقنا الوطني الفدائي الكبير بتحقيق نتائج ايجابية وإسعاد كل أبناء الشعب الفلسطيني ولنثبت للجميع أن وجودنا في استراليا ليس مجرد مشاركة .