2024-11-24

دروس على الفدائي أن يتعلمها من أستراليا

2015-03-16

كتب / أمجد الضابوس

رحم الله امرأ عرف قدْر نفسه، وقدْر منتخبنا بين كبار القارة، وفي بطولتها الأقوى، معروف، ولنعترف، أن وجود الفدائي في مجموعة تضم اليابان والعراق والأردن، يزيد من صعوبة المهمة الأولى، حتى لو افترضنا وجوده في أي من المجموعات الأخرى، لما تغير من واقع الحال شيء، وظل الفدائي، الحلقة الأضعف، من بين جميع المنتخبات المشاركة في البطولة، ليدفع ثمن قلة الخبرة، بشهادة الأشقاء العرب. ودعونا نعترف أيضاً، أن المنطق الكروي فرض نفسه، وليس منطق العنتريات، ولا منطق الطبلة والربابة، كما ظن المبالغون، الذين رفعوا سقف توقعاتهم وأمنياتهم، وحسبوا أن الفوز، يأتي من خلال مواهب الخطابة!!

وعلى الرغم من ذلك، فإن نتائج منتخبنا، ليست نكسة ولا وكسة. ومن المرات النادرة، التي أُؤمن فيها بمقولة التمثيل المشرف، والاكتفاء برفع العلم الفلسطيني في بطولة يشارك فيها الوطني. ولكن ذلك، لن يمنعنا، من التأكيد، على أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، وأن ندرس أسباب ثقل النتائج، وكيف لنا أن نعود مرة ثانية وثالثة، للمشاركة في البطولة، وعدم الاكتفاء بالظهور الأول، على اعتبار أن التواجد في النهائيات، أكبر برهان على تطور ممثل فلسطين في المحافل القارية.

وبلا شك، كثيرة هي أسباب ثقل النتائج، والظهور الضعيف، وأهمها: التحضير المتواضع في الناحيتين الذهنية والفنية، بدليل الوهم الذي عاشه بعض لاعبينا، بعد التعادل السلبي أمام الصين، في المباراة الودية التي سبقت النهائيات، وهو ما يؤكد، خطأ الاعتقاد، بأن نتائج المباريات الرسمية، انعكاس لنتائج المباريات الودية، والشاهد على ذلك، خسارة منتخبنا برباعية، وعدم قدرته على الصمود أمام اليابان، وفوز الصين على السعودية بهدف.. وهذا يدفعنا أيضاً، للحديث عن احترام الخصوم، إذ لا يعقل، أن يحترمنا المنتخب الياباني، ويخرج بعض لاعبينا مبشراً بانتظار المفاجأة!!

وفي الحديث عن سوءات الإعداد، رغم صعوبة المجموعة، يلزمنا الانتباه، إلى أهمية مواجهة الأقوياء، وإذا كان الحظ عاندنا وفرض علينا، مقابلة عملاق آسيا الأول وحامل اللقب، عند ضربة البداية، فإننا نتمنى خارج إطار البطولة، أن نلعب أمام اليابان اليوم، وكوريا الجنوبية غداً، واستراليا بعد غد، ولا ندع فرصة للعب أمام بقية كبار القارة الصفراء، إلا ولعبناها، وتذكروا، أن الضعيف لا يقوى إلا بمواجهة الأقوياء.

الهزائم الثقيلة، لن تنسينا مشاعر الفرح والسعادة، التي عشناها، وعاشتها معنا الجماهير العربية، خلال أجمل اللحظات التاريخية في مسيرة منتخبنا الوطني. والمطلوب منذ الآن، تدارك الأخطاء التي قادت إلى الهزائم، والتفكير بابتكار السبل، التي تعيدنا إلى البطولة القادمة، وذلك يحتاج إلى عمل شاق وكبير، حتى تكون أستراليا، محطتنا الأولى لا الأخيرة.