المنتخب ما بين الاعلامي الرسمي والمأجور
انتهى الحلم ولم ينته الأمل, انتهت مشاركتنا وبدأ الاعداد والتخطيط للعودة من جديد, خرجنا من بطولة امم اسيا ولكن دخلنا التاريخ.
من هنا تبدأ حكاية جديدة, يبدأ التخطيط للاستمرار مع كبار القارة, وقد يكون هذا الأمر ليس على هوى البعض الذين يتمنون فشل منتخب وطن هم من أهله, يعيشون فيه, ينتفعون من خيراته, يتنفسون هواءه, يتفيئون بظله. …
هؤلاء المرضى سنوا اقلامهم المسمومة ليتباهوا بخروج المنتخب ويتشمتون بخسائره, يزعمون ان هدفهم المصلحة العامة وهم بعيدون عنها كبعد السماء عن الارض, يريدون تصفية حساباتهم مع رجل انتشل رياضتنا من الحضيض واعاد الروح اليها وقادها للعالمية وباتت من أهم وسائل نضالنا المشروع ضد المحتل الغاشم.
ففشل المنتخب كما يدعون هو فشل للواء الرجوب الذي تعامل مع منتخباتنا على انها قضية وطن وشعب, سخر لها كل الامكانيات للوصول الى القمة ولتأدية رسائلها المختلفة على اكمل وجه, وقادها بحمدلله لبر الامان, وتوجت مجهوداته بوصول المنتخب الاول الى اهم واعرق البطولات الآسيوية لأول مرة في تاريخنا.
تناسى هؤلاء ان المنتخب هو عنوان فرحتهم في السنوات الأخيرة, تجاهلوا فوزه بكأس التحدي, أداروا ظهورهم لفوزه بلقب افضل منتخب متطور في القارة, وقللوا من كل هذه الانجازات ولو استطاعوا لأنكروها, واعتبروها ضربا من الخيال.
لكنها حقيقة لا يستطيع أمثالهم القفز عنها لانها ساطعة كسطوع الشمس على القدس.
هؤلاء وأغلبهم أبعد عن الساحة الرياضية لأنهم لا يستحقون الوجود فيها بعد سنوات انتفعوا من خيراتها, فوجدوا أنفسهم خارجها, لأن مرحلة بناء مشروع كياننا الرياضي والشبابي لا تتطلب وجود أمثالهم لأنهم وباء قد يدمر حلمنا.
وخرج بعضهم ليصف الاعلام بأنه مأجور كونه لم يبر اقلامه لهدم المنتخب وجهازه الفني واتحاد اللعبة ورئيسه, ولم يطالب بمحاكمتهم ونصب المشانق لهم لانه حملوا راية الوطن بكل فخر واعتزاز وحققوا مكاسب سياسية عديدة.
اخفاقنا الفني من وجهة نظر الأغلبية جاء منطقيا وواقعيا رغم الاعتراف بوجود اخطاء فنية لكنها عادية جدا تحدث في كل المنتخبات, لكنها لا تستحق ان نحارب المنظومة الرياضية بأكملها, وان اخطأ المدير الفني في بعض الأمور!
وهنا أتساءل أليس الواقع ان نخسر من اليابان البطل برباعية, ومن العراق بثنائية؟ حتى خسارتنا امام الاردن وان كانت ثقيلة لكنها واردة وسبق وان خسرنا امامها مرارا, ولكن النتيجة الثقيلة كان لها ظروفها لا اود الخوض فيها لكنها حصلت.
علينا التركيز على استخلاص العبر ومعالجة الاخطاء بدلا من مهاجمة المنتخب الذي طالما تغنيتم به وبانجازاته قبل فترة وجيزة!
يا سادة.. من يدافع عن منتخب بلاده ليس مأجورا او سفيها, بل وطنيا وشريفا ،يقدر الأمور ويضعها في مكانها الطبيعي, يقدر الانجازات ويحارب السلبيات وفق المنطق والمعقول, ننتقد ولا نبالغ, نبني ولا نهدم.
المنتخب بالمجمل نجح في مهمته وعلينا مساندته حتى يواصل مشوار النجاح دون الالتفات لصغائر الأمور.
في النهاية أسجل عتابا شديدا على الاعلام الرسمي وما أكثر أعضاءه, لأنهم يرون الباطل ولا يحاربونه, يرون الجهل ولا يقمعونه, وتحولوا لمتفرجين في هذه المعركة وكأن الأمر لا يعنيهم.
عليهم الدفاع عن مؤسستنا الرياضية باذرعها الثلاثة, لانهم يدافعون عن الحق, والمنتخب على حق واللواء على حق والمؤسسة على حق وبالتالي سنبقى معهم ما دام شعارهم الحق.
وسبنقى اوفياء لرجل صنع لنا منتخبا نفخر به امام الامم.
والله من وراء القصد.