2024-10-16

تكريم الأبطال عهد ووفاء

2015-03-16

 

كتب /أسامة فلفل

في الوقت والزمن الصعب تظهر معادن الرجال الأوفياء الذين أخلصوا الجهد والعطاء عبر مراحل النضال الرياضي الفلسطيني ومحطاته الطويلة من أجل المحافظة على ديمومة واستمرارية النشاط والحركة والمحافظة على الهوية الرياضية وتثبيتها على الخارطة العالمية الرياضية.

قرار الاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال الذي يترأسه عزام عبد الكريم الشوا تكريم وتخليد المرحوم محمد سعيد أبو شهلا أحد أبرز أهرامات الرياضة الفلسطينية بإقامة بطولة خاصة لرفع الأثقال تحمل اسم الفقيد على مستوى المحافظات الجنوبية رغم الظروف الصعبة والحصار والإغلاق والمعاناة والظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن نتيجة إجراءات الاحتلال هو تأكيد واضح في نهج الفلسفة والمنهج الرياضي لوالده من أجل السير قدما على درب هؤلاء القادة والرواد والعمالقة الذين حفروا في ذاكرة التاريخ أسمائهم بحروف من نور ونار وسجلوا انجازات تاريخية خالدة للوطن فلسطين.

فالراحل محمد سعيد أبو شهلا هو من الرباعيين الفلسطينيين الأوائل الذين ذاع صيتهم بعد نكبة العام 1948م وكان له شرف تمثيل الوطن في أول مشاركة عربية عام 1953م في جمهورية مصر العربية وحقق أول ميدالية برونزية لفلسطين لرفع الأثقال.

كذلك شارك الفقيد في العديد من الدورات والمشاركات العربية والدولية لاسيما الدورة العربية الثالثة بالدار البيضاء عام 1961م والدورة العربية الرابعة بالقاهرة وفي دورة الصداقة في كمبوديا عام 1966م.

شارك الفقيد في مراكز تدريب لرفع الأثقال تحتذ إشراف الجامعة العربية فتركزت هذه المشاركة على النواحي الفسيولوجية والنفسية وتناسق العضلات وكيفية رفع منسوب اللياقة البدنية بالطرق الصحيحة والعلمية.

شارك أيضا في بعثة رياضية لرفع الأثقال في الاتحاد السوفيتي عام 1963م للاحتكاك والخبرة مع أبطال العالم الروس.

إن تكريم وتخليد ذكرى رجل من رجالات العمل الوطني والرياضي يعكس بوضوح هوية وشخصية الاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال الوطنية والرياضية ويعزز الثقة بأن مجلس إدارة الاتحاد ولجانه المختلفة وقواعده يعملون بمهنية عالية وفي إطار إستراتيجية وطنية هدفها الأساس رفع المستوى الفني والبدني والمهاري وتعزيز نشر هذه الرياضة على مستوى الوطن وتوسيع رقعة انتشارها والاستمرار في عملية بناء المنتخبات الوطنية للعبة ولكافة الفئات العمرية بما ينسجم مع الطموح الفلسطيني وحالة النهضة الرياضية التي تعيشها الرياضة الفلسطينية.

ختاما…

الرياضيون الفلسطينيون على اختلاف مشاربهم وألوانهم وانتماءاتهم آمنوا برسالتهم الرياضية والوطنية والإنسانية السامية فمن الطبيعي أن يكونوا سباقين ومبادرين للوفاء لمن جسد وصنع التاريخ وحقق الانجازات لفلسطين التاريخية لأن الرواد الأوائل كانوا عبر الزمان الماضي والحاضر لهم دور مهم في تحقيق الرفعة والتقدم والازدهار للحركة الرياضية الفلسطينية.