2024-10-16

تهذيب النفوس بدون دفع فلوس ..!!

2015-04-03

من يُشاهد الابتسامة على وجوه الجماهير، عندما تباغتهم عدسات نقل المباريات في الملاعب الأوروبية، والحرص على تبادل القمصان بين اللاعبين المتنافسين، بعد انتهاء المباريات، مهما كانت النتيجة، يتمنى أن تنتقل هذه التقاليد إلى ملاعبنا المحلية والعربية، لنشاهد الابتسامات بدل الصرخات، ونسمع التحيات بدل اللعنات والعنتريات.

كم هو مؤلم، أن المسافة الفاصلة بيننا وبينهم، في اتباع هذه التقاليد المرغوبة، شاسعة وبعيدة، وخاصة، تبادل القمصان بين اللاعبين، رغم أنها ظاهرة، نمت في كأس العالم 1958 بالسويد، ويُنظر إليها، باعتبارها، مقياساً للاحترام، وتوثيقاً للذكريات، كما تؤكد، على قيمة واعتبار الجانب الآخر من المنافسة، بعيداً عن الربح والخسارة، وهو بلا شك، جانب الروح الرياضية.

من بديهيات المنافسة، في كافة البطولات، أن جميع المباريات، لا تخلو من رابح وخاسر، وحين يُبادر كلاهما إلى تبادل القمصان، فهذا يدلل، على تقبل النتيجة، مهما كانت، ويؤكد، على ضرورة الاحتكام إلى جوهر المنافسة، وهو ترسيخ مبدأ الروح الرياضية، بلا عنجهيات، ولا استفزازات مقززة، كالتي نشاهدها في مدرجات ملاعبنا المحلية.

وما زاد الأمر أهمية، أن الروح الرياضية، صارت ثابتاً لدى الجماهير، كما اللاعبين، فكما يتم التسليم وتبادل القمصان بين اللاعبين، يتم كذلك، التقاط الصور بين المشجعين، والتصفيق للاعبين، بلا مشاحنات أو تشنجات، وبلا إهانات، من تلك النوعية، التي ترفض احترام العواطف، والانتماء لمن نشاء.

ويعجبك أكثر، أن ظاهرة تبادل القمصان بين اللاعبين، ظلت حاضرة ولم تنقطع، وأصبح يُخصص لها ميزانيات من قِبل الأندية. ففي إسبانيا مثلاً، كشف موقع “فوتبول فاينانس”، المتخصص في اقتصاد كرة القدم، في إحصائية سابقة، أن قطبي إسبانيا، ريال مدريد وبرشلونة، يُخصِص كل منهما 130 قميصاً لكل لاعب، ورايو فاليكانو يُخصص 80 قميصاً، لكل لاعب في الموسم الواحد، وإذا ما تخطى هذا الرقم، فإن اللاعب المتجاوز، يدفع قيمة كل قميص، بخصم جزء من راتبه.

ندرك، أن تثبيت ظاهرة تبادل القمصان بين اللاعبين في ملاعبنا المحلية، صعبة التطبيق، نظراً لأن أنديتنا لا تمتلك المال اللازم لها، وهي بالكاد، تتمكن من توفير احتياجات الفريق الأساسية، لكن بقية أخلاق المنافسة، التي تهدف إلى تهذيب النفوس، كالتسليم، وتهنئة الفائز، وتقبل النتيجة بكل روح رياضية، لا تحتاج إلى دفع فلس واحد، أم أننا عاجزون عن فعل ذلك أيضاً؟