حلم فلسطيني جديد !
بقلم : فايز نصار
تفخر فلسطين شامخة بثلة من رجالها الاوفياء، الذين يصلون الليل بالنهار لتجسيد أحلام الشباب الفلسطيني في التقدم والرقي .. ويرفع الخيرون – من أبناء هذا الشعب – القبعات تثمينا لجهود من يحفرون في ثنايا هذا الليل ثقوبا ، ستتشرق منها شمس الحرية الفلسطينية ، وستعبر على جسورها طموحات الشباب الفلسطيني !
ومنذ تفتحت على هذه الأرض ازهار الحراك الرياضي ، بعد تولي القائد أبو رامي العارضة القيادية للقطاع الرياضي ، تحولت فلسطين – من شمالها الى جنوبها – الى ورشة عمل متواصل ، تنجب كل يوم حلما فلسطينيا جديدا ، بفضل الفعل الصادق ، الذي مس الانشاءات الرياضية ، ووفر الأدوات اللازمة لمختلف الرياضات ، واستفر الخلايا النائمة من المواهب ، التي خضعت لدورات في مختلف المجالات ، بما حولها الى كوادر تشارك في النهوض الرياضي .
واليوم الخميس ينطلق الأسبوع الأولمبي الرياضي الفلسطيني الأول ، حيث يزهر المشروع الرياضي الفلسطيني الكبير مولودا جديدا ، يحقق حلما رياضيا طالما راود مخيلة شبابنا ، ممن يتطلعون للمشاركة في خدمة الوطن من خلال الملاعب ، بدءا من حاضنة الرياضة الأولى المدارس ، بما تضم في جنباتها من تربة خصبة ، تتفتح في رحابها بواكير النجوم الرياضية .
نرفع القبعات للخطوة الفلسطينية الجديدة ، التي تجسد المشاركة الحقيقية للفعل الوطني ، من خلال تضافر جهود مختلف المؤسسات الرسمية والأهيلة بعيدا عن الحساسيات ، التي طالما وضعت العصي في دواليب نهوضنا .. ومصدر الفخر هنا ان قيادتنا الفلسطينية تعي بمسؤولية أهمية هذه المحطة الجديدة .
من هنا يحق للخيرين على هذه الأرض التصفيق للحكومة الفلسطينية ، التي تقف بهمة والتزام وراء هذا الفعل ، من خلال وزارة التربية والتعليم العالي ، وذراعها الفني “الاتحاد الرياضي المدرسي “، بمشاركة واقعية مع حاضنة الاتحادات الرياضية ، والراعية الفنية للرياضة الفلسطينية “اللجنة الأولمبية الفلسطينية ” وعلى راسها الأخ القائد جبريل الرجوب ، دون ان ننسى الدور الملتزم لقطاع المال والاعمال ، ممثل المجتمع المحلي ، من خلال السبونسور الذي يقدمه بنك القدس للأسبوع الأولمبي الرياضي المدرسي الأول .
ونرفع القبعات أيضا لكل العاملين في قطاع الرياضة المدرسية ، ممن يلاحظون – في الملاعب المدرسية – المواهب الفلسطينية الواعدة ، ويعملون بإخلاص لتأهيل هذه المواهب وصقلها في مختلف الرياضات ، على اعتبار ان المدرسة هي الحاضنة الأولى للرياضة ، ومن جنباتها يمكن الانطلاق لبناء اللاعب ، قبل توجيهه بوعي من قبل الاتحادات الرياضة ، وصولا به الى ذروة العطاء .
ولعل التحدي الأول الذي ينتظر الرياضة المدرسية بعد نجاح حلم الأسبوع الأولمبي ان يتشارك الجميع في مهمة لا تقل أهمية ، تتعلق بضرورة احداث تغيير مؤثر في فلسفة الرياضة المدرسية ، والعمل على اقناع مختلف أبناء المجتمع بجدوى الرياضة المدرسية ، وصولا الى قناعة راسخة بان الرياضة المدرسية هي اهم الأنشطة غير المنهجية ، التي تساهم في نجاح الأنشطة المنهجية .
وحتى يتواصل الحراك الفاعل في الرياضة المدرسية ينتظر ان يتحول اخر يوم في الاسبوع الأولمبي الأول الى اول يوم في التحضير للأسبوع الرياضي الثاني ، من خلال قراءة متأنية لكل الجوانب الإدارية والفنية لهذا الأسبوع ، في عملية تقييم واع ، للوقوف على الجوانب الايجابية لتعزيزها ، وكشف بعض الزلات ، التي يجب ان يتم علاجها مستقبلا ، في عملية تقييم مدرك ، يُفَعل فلسفة استخلاص العبر ، لتحسين الأداء .
والاهم ان هذا الأسبوع الأولمبي المدرسي يجب ان يتحول الى سنة رياضية حميدة ، وموسم وطني للرياضة المدرسية ، بمشاركة كل الحريصين على مصلحة أبنائنا ، والأمر يتصل بكل أبناء الوطن ، علما بان اليوم الأخير من الأسبوع سيصبح يوما فلسطينيا للرياضة ، يستفيد منه كل أبناء الوطن ، الذين يجب ان يتجاوزوا حواجز الحرج ، ويتقدموا الصفوف لممارسة الرياضة في العهد الفلسطيني الجديد .
وحتى نضمن النجاح لهذا الحلم الأولمبي الرياضي المدرسي يجب ان نتجاوز كل المعيقات السابقة ، التي طالما عطلت دواليب الرياضة المدرسية ، بما نملك من إرادة فلسطينية صلبة كفيلة بدحر ممارسات الاحتلال على رياضتنا .. وبما نملك من خيرين قادرين على رأب الصدع بين العاملين في قطاع الرياضة ، للتخلص من عيوب التنازع ، وبما نملك من فلسفة رياضية جديدة ، حولت البلد الى مركز تأهيل متواصل للكوادر الرياضة ، بما يتجاوز مرحلة عدم الإدراك وغياب الوعي ، التي طالما اخرت رياضتنا .
نرفع القبعات لكل من يجتهد للنهوض بالرياضة المدرسية ، ونصفق بحرارة للخيرين العاملين على تحقيق أحلام شبابنا الرياضية ، على امل ان يتحول الأسبوع الأولمبي الرياضي المدرسي الأول الى موسم فلسطيني ، يتداعى الى فعالياته كل أبناء الوطن ، المطالبين بتعزيز توجه أبنائهم نحو الرياضة ، والمشاركين أيضا بممارسة الرياضة بأنفسهم .
والحديث ذو شجون .