2024-12-04

روح الشجــاعية ونَفَسُــها الطــويل

2015-05-10

بال جول – بقلم : أمجد الضابوس

استبعدت منذ بداية الدوري الممتاز، تتويج اتحاد الشجاعية باللقب، بسبب الانطلاقة غير الموفقة للفريق، وخسارته عديد النقاط، من التي كانت تبدو في متناول اليد، ولكنّي الآن، مثل كثيرين غيري، أُغيّر رأيي، بعد أن غيّر الفريق جلده القديم، بآخر جديد، يوازي جلد الأبطال.

وأعتقد بأن تتويج الشجاعية باللقب، بات مسألة وقت، ليس لأن الفريق يبتعد في الصدارة بفارق ست نقاط، عن أقرب مطارديه، رغم أن هذا الفارق، عامل مهم في حسابات التتويج، ولكن لأنه، عالج كثيراً من عاداته السلبية السابقة. فالأداء الفني والبدني للاعبين، في تصاعد مستمر، بعكس بقية المنافسين، الذين يترنحون بين نتائج التعادل والهزيمة.

أضف إلى ذلك، أن الاتحاد الشجاعي، يمتلك واحدة من أهم مميزات أبطال مسابقات الدوري، وهي ميزة النفس الطويل، والتي مكّنته، من الحفاظ على الصدارة، والابتعاد بها في أحرج فترات البطولة، بخلاف المتصدرين السابقين، الذين انقطعت أنفاسهم في فترات أسهل، ولم يتمكنوا من البقاء في القمة، سوى مراحل معدودة.

من أهم عوامل تتويج الأبطال في كرتنا المحلية، وفي غيرها، ميزة النفس الطويل، التي يمتلكها الشجاعية الآن، وهذا كلام، ليس من بنات أفكارنا، وإنما تعززه تجارب الدوري في المواسم السابقة، وتحديداً في آخر موسمين، حين انقض شباب رفح على القمة في جولاتها الأخيرة، وتمسك بها حتى النهاية.

ومع ميزة النفس الطويل، هناك الروح القتالية العالية التي يتمتع بها، أبناء المدرب نعيم السويركي، والتي تتجلّى بوضوح في بسالة الدفاع، عندما يتعرض مرمى الفريق، لهجمات خطرة من المنافسين، والإصرار على التسجيل وعدم اليأس، حين يريد اللاعبون التقدم في النتيجة، أو تعزيزها بأهداف أخرى، لتأمين الانتصار.. آمنت ببسالة المدافعين وإصرار المهاجمين الشجعان، مع كل تدخل للمدافع خيري مهدي، للذود عن مرماه، ومع كل غزوة ليسار الصباحين، نحو مرمى الخصوم.

وهناك جانب آخر، شديد الأهمية، يوازي المستوى الفني، ويقرب أصحاب الرداء الأخضر، من انتزاع درع الدوري، وهو الجانب الذهني، ونتاجه منع اللاعبين من الإدلاء بأي تصريحات، في قرار صائب وسليم، من قبل مجلس الإدارة، وتنبع قيمته، من أهمية تركيز الانتباه في الملعب، وعدم تشتيت أذهان اللاعبين،  بأمور غير محسومة، خلال أخطر مراحل المسابقة، لأن الاقتراب من إحراز اللقب، لا يعني تحقيقه، والاطمئنان للفوز، يأتي بنتائج عكسية، لا يتمناها اللاعبون والجماهير.

تصاعد المستوى، والنفس الطويل، والتحضير الذهني، والتركيز في الملعب، تمنح الأفضلية لرفاق حسام وادي، وتجعلهم على أعتاب التتويج، وحتى يصبح الحلم حقيقة، مطلوب من كافة أركان النادي، الحفاظ على مكامن القوة، وضبط الانفعالات، لدى اللاعبين والجماهير، اليوم وغداً، وفي كل وقت.