رحيل الأحبة غصة في القلب
كتب / أسامة فلفل
منذ أياما قليلة رحل علما ونجما بارزا من نجوم الإعلام الرياضي الفلسطيني وواحد من الرجال القلائل الذين عملوا بصمت وعطاء كبير عبر عقود طويلة في بلاط صاحبة الجلالة، وكان نموذجا وطنيا مشبع بالقيم الإنسانية والأخلاقية والعطاء الكبير.
ساهم بقدر وافر في تطوير منظومة الإعلام الرياضي من خلال مواقع ومسميات شغلها الفقيد الراحل وكان علما بارزا لا يشق له غبار عرف بالالتزام الوطني والمهني وكان علامة مميزة في هذا المجال.
أحب الفقيد مهنة الصحافة وأبدع فيها وتألق وكان شعاره الذي يؤمن به ضرورة الاهتمام بتأهيل الإعلاميين ونقل الخبرات من جيل إلى جيل وهذا أساس لتقدم منظومة الإعلام الرياضي لمحاكة العصر ونقل رسالة وطنية عن الرياضة الفلسطينية والتحديات التي تعترض سبل تقدمها نتيجة ممارسة الاحتلال.
ولد فقيد الوطن والمنظومة الرياضية والإعلامية في حي الشجاعية الثائر الذي كان عنوانا للبطولة والمقاومة والعطاء عبر كل المحطات النضالية ومن رحم المعاناة واصل مشوار التعليمي بتفوق.
بدأ عمله الصحفي في السنوات العجاف كانت فيه الصحافة الرياضية الفلسطينية تضم أفذاذا من الكتاب وكبار أهل المهنة من الرواد الأوائل وعمل معهم وتتلمذ على يد المرحوم محمد الدلو “أبو زياد “ونهل من مناهل الخبرة والمعرفة
كانت بداياته بمراسلة جريدة النهار المقدسية ومن ثم البيادر السياسي ثم انضم إلى الشروق وعالم الرياضة ومجلة فلسطين الرياضي، ومع قدوم السلطة عمل كرئيس تحرير ومحرر مسؤل للقسم الرياضي بجريدة الصباح التي أخذت صدى واسع نتيجة التحليلات والتقارير والمقالات النوعية ورصد الحالة الرياضية بمهنية عالية ومسؤولية وطنية.
ساهم الراحل شاهر خماش مع رفاق دربه في وضع اللبنات الأولى لأول إطار نقابي وطني لمنظومة الإعلام الرياضي الفلسطيني وساهم في إثراء الإعلام من خلال كتاباته الهادفة التي كانت تأخذ طابع المعالجات للقضايا الرياضية على الساحة الفلسطينية بأسلوب سلس وبإطار وطني مهني بامتياز.
كان صاحب مدرسة متفردة أساسها السهل الممتنع في أسلوب الكتابة وعرف بحسن اختياره للمواضيع والقضايا الرياضية التي يتناولها ,تساعده قدراته وخبراته التي اكتسبها طوال سنوات عامرة بالعمل المتواصل
هذا الحب للفقيد الراحل أبا كمال والقائم على الإيمان بالمهنة وعشقها كان يعطى انطباعا عاما على أن الرجل يتمتع بحس وطني ومهنية وشافية جعلت منه شخصية إعلامية متميزة لها قرائها وحضورها في الحقل الرياضي والساحة الإعلامية وأصبحت له مدرسة خاصة ميزتها كل مظاهر الإبداع والتميز والاحترافية.
كان مشوار الفقيد الراحل حافل بالانجازات والمحطات المشرفة وكان سفيرا للصحافة الرياضية وعنوانا بارزا من عناوين التميز والتفرد بالإبداع الإعلامي وكتلة نشاط يغذي شريان الحياة الرياضية والإعلامية بعطاء موفور وجهد صادق.
يعتبر أبا كمال من الإعلاميين الرياضيين المخضرمين ، ومن القامات الإعلامية الفذة التي ارتبط اسمها بالانجازات الوطنية الرياضية والإعلامية على مدار عقود طويلة تغيرت المقاعد في رابطة الإعلاميين، وهو محافظ على ذات المقعد، كان الوجه القوي والمشرق للإعلام الرياضي في كل محطاته ومشاركاته.
حمل ملف مقرر الدورات وشؤون المهنة وأبدع في هذا الملف وكانت له مساهماته في صقل وتطوير قدرات الإعلاميين الرياضيين، عمل جنبا إلى جنب مع اللجنة التحضيرية للإعلام الرياضي وقدم الكثير من أجل تحقيق الغايات والتطلعات والطموحات المنشودة ،وظل على مسافة واحدة مع اللجنة حتى أخر أيامه
ختاما…
الزاد الوحيد الذي تركه الفقيد الراحل شاهر خماش وكل القيادات والكوادر الرياضية والإعلامية الذين رحلوا هو النضال والتضحية الصامتة وحجم الانجازات العظيمة التي ستبقى ماثلة في ذاكرة الأجيال وفي سفر التاريخ.
علي العموم هذه هي حال الأيام تتقلب من حال إلى حال ، لم تعد أي فرحة تعم المكان و الإحزان السوداء تعانق الإشجان و يبقي في القلب غصة على رحيل الأحبة و الخلان .