ابتسم الوطن وبزغت شمس الانجاز
كتب / أسامة فلفل
أضحى يوم الرابع عشر من أغسطس للعام 2015م معلما بارزا في تاريخ الحركة الوطنية والرياضية حيث توحد شطري الوطن في ملحمة رسمت ملامحها صور التحدي والبطولة والإرادة الفلسطينية العصية على الانكسار في غزة هاشم و خليل الرحمن.
لقد تحقق هذا الانجاز التاريخي في ظروف وتحديات جسام وسط متغيرات إقليمية ودولية ليشكل هذا الانجاز العظيم رصيدا جديدا للحركة الوطنية والرياضية وإحياء لمشروع النهضة الرياضية والوحدة الواقعية.
إن مثل هذا الإنجاز الذي شكل قوة طرد مركزية لموقف القيادة الرياضية في مطالبها المشروعة والعادلة التي رفعتها بقوة وثبات في كنغرس الفيفا من شأنه أن يحظى بقدر أكبر من اهتمام الأشقاء والأصدقاء الداعمين للخطوات والمواقف الفلسطينية.
إن المسار التاريخي لقيادة الوطن الرياضية وما اعترضها من تحديات ومعيقات وظروف بالغة الصعوبة ترجم اليوم بانتصارات وانجازات زينت صدر الوطن وبوابة التاريخ وأعادت للشعب والوطن ومنظومته الرياضية الميراث الحضاري العظيم.
اليوم ورغم الإرهاصات تبزغ شمس الانجاز ويتغنى الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بملحمة العبور وعناق الأشقاء ورفاق الدرب والمسيرة في وطن تعزف فيه أناشيد الوحدة والتكامل والترابط وتحلق فيه رايات الشموخ والكبرياء الفلسطيني.
إن الوحدة الرياضية التي تجسدت على أرض غزة هاشم أرض البطولة والتضحية والفداء وعلى أرض خليل الرحمن أرض الشهادة والشهداء هي الأصل في وحدة الأرض والإنسان بخصائصها وخصوصياتها الديموغرافية والجغرافية والتاريخية الواحدة.
اليوم وبعد ملحمة العبور وصلت الرسالة بمضامينها ومساقاتها ومساراتها على أن الوحدة التي جسدتها إبداعات ونضالات القيادة الرياضية هي القاعدة في فلسفة العمل في ساحات النضال والعطاء لانتزاع الحقوق وتحقيق الأهداف الوطنية والرياضية الإستراتيجية والتصدي للاحتلال وسلوكه وممارساته القمعية بحق الرياضة الفلسطينية.
لقد حرصت قيادة الوطن الرياضية ومنذ تسلمها مهامها على تحقيق وتدشين وتعزيز جسور التواصل للحفاظ على وحدة الوطن ومنظومته الرياضية وحرصت رغم كل التداعيات على أداء دورها الحضاري والوقوف في وجه التحديات والسعي إلى التغير من خلال حركة وطنية رياضية أخذت في التنامي والتطور والتأثير في مجريات الأحداث وصنعت وحققت الانجاز في محطة تاريخية سيحتفظ بها الوطن والتاريخ.
لاشك أن انجازا وطنيا عظيما كانجاز توحيد شطري الوطن لابد أن تحف به المخاطر وأن يواكبه الكثير من التضحيات ولاسيما حين يسعى الاحتلال بتعطيل حركة التوحد والتعاظم والمد الشعبي والالتفاف حول القيادة التي صنعت بشائر النصر، فأمام هذه الحالة لابد أن يدرك الجميع أن مسيرة النضال الرياضي ومعارك الجولات القادمة ستكون أشد ضراوة لوقف عرقلة مسيرة الوحدة والنماء والتنمية في الوطن وعلينا جميعا أن نكون على قدر المسؤولية والتوحد خلف القيادة التاريخية لضمان مواصلة حصد وتحقيق الانجازات.