الكشافة الفلسطينية شاخصة للعالمية
القطاع الشبابي همومه وطموحه وتقدمه هي أحد الموضوعات الهامة التي يضعها المجلس الأعلى للشباب والرياضة على سلم أولوياته ويرصد الميزانيات الضخمة ويعمل لرسم السياسات وتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية بإطاراتها العلمية من أجل رفعة وتقدم هذا القطاع الحيوي وخلق من بين ثناياه عنصر تنمية وطنية واجتماعية فاعل.
ولما كانت جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية إحدى هذه المؤسسات الاجتماعية الفاعلة في المجتمع الفلسطيني والتي تشكل سياساتها وأجهزتها التنفيذية إحدى الروافع الوطنية لتثبيت القيم الوطنية والمجتمعية والخدماتية داخل المجتمع حرص المجلس الأعلى على توفير كل أدوات الدعم والمساعدة ليتعاظم دورها الوطني والاجتماعي وتسهم في ترسيخ ثقافة وطنية فلسطينية.
للتاريخ لقد لعبت هذه المؤسسة دورا وطنيا واجتماعيا بارزا خلال العقود الغابرة ولاسيما خلال الانتفاضة المجيدة عام 1987م تحت مسمى لجان العمل الطوعي ولجان العمل الاجتماعي حيث كان غايتها تحقيق الدعم والتعزيز للانتفاضة وتعزيز كل أشكال التكافل والتضامن الوطني والاجتماعي بين كافة شرائح المجتمع الفلسطيني ولاقى هذا الدور الوطني المسئول قبولا واسعا من كافة فئات الشعب وأطره السياسية والوطنية والاجتماعية والإسلامية ، كما لعبت دورا بارزا خلال الحرب الأخيرة علي غزة العزة و قدمت نموذجا في الشجاعة و الإقدام وتوفير الخدمات و تقديم المساعدات وتامين المهجرين من أثار القصف و الدمار.ودعم صمود الأهل و العشيرة
الجميع يعرف أن الحركة الكشفية منطقها التجاوب مع الوطن وأبنائه وإعداد الذات لتؤدي رسالة إنسانية ولتقوم بالواجب الملقى على عاتقها بحيث يكون دورها على مسرح الحياة إيجابيا وهي تعتمد مناهج متعددة تشكل مجموعها تكامل في بناء شخصية المنتسب لها وهي في مجال التطبيق تعتمد أسلوب التدريب بكل وسائله وأشكاله وتركز جل اهتماماتها على صقل وإعداد القادة والاهتمام النوعي بصغار الموهوبين من الكشافة والمرشدات ليكونوا كوادر قيادية يسهمون في نشر الحركة الكشفية في الوطن.
اليوم وأمام تعاظم الانجازات على الساحة الإقليمية والدولية تقدمت فلسطين بطلب رسمي لعضوية المنظمة العالمية الكشفية من خلال أمين عام الكشافة العربية د.عاطف عبد المجيد بناء على توجهات وتوصيات اللواء جبريل الرجوب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وبتفويض من أمين عام المجلس الأعلى عصام القدومي.
إن هذه الخطوة إذا ما كتب لها النجاح ستشكل إنجازا وطنيا مهما في محطة استثنائية وبكل تأكيد سيكون هذا الانجاز له صدى مدوي يعزز ويؤكد عمق الجذور والأصالة الفلسطينية الضاربة جذورها في أصور الحركة الكشفية العالمية.
المتتبع لتاريخ الحركة الكشفية الفلسطينية يعرف أنه يعود إلى أواخر العهد العثماني حيث أنشأت أول فرقة كشفية في مدرسة سان جون في القدس عام 1912م وفي عام 1913م تأسست ثاني فرقة في حيفا وحملت اسم “فرقة القديس لوك” ثم تكونت فرقة كلية النجاح الوطنية في نابلس عام 1921م وفي غزة قام المرحوم ظافر الشوا رئيس جمعية التوحيد بتأسيس فريق كشافة عمر المختار خلال فترة الثلاثينيات ثم تكونت فرق كشفية في يافا والناصرة وغيرها من المدن و الألوية الفلسطينية
ختاما…
نالت جمعية الكشاف الفلسطيني أول اعتراف عالمي بها في عام 1928م ؛ الأمر الذي سهل مشاركة الكثير من قادة الحركة الكشفية الفلسطينية في المخيمات و المؤتمرات العالمية، وخاصة عامي 1929م في بريطانيا، و1933م في بودابست. وفي عام 1944م تأسست جمعية الكشاف العربي الفلسطيني في القدس، والتي اعترف بها المكتب الكشفي العالمي عام 1945م، وبعد نكبة عام 1948م، وقيام الكيان الصهيوني بتأسيس دولة إسرائيل و المصادقة على قرار التقسيم في إطار الأمم المتحدة؛ كان من نتيجة ذلك نهاية الاعتراف العالمي بالكشافة الفلسطينية، وبدلا من ذلك الاعتراف بالكشافة الإسرائيلية. وفي عام 1954م كانت الكشافة الفلسطينية من بين الدول المؤسسة للمنظمة الكشفية العربية ومنذ ذلك التاريخ والكشافة الفلسطينية تسعى جاهدة للحصول على الاعتراف العالمي