من جداولها يفوح عبق الشهادة
كتب / أسامة فلفل
الرياضة الفلسطينية يتدفق من جداولها سلسبيل عبق الشهادة والرياضيون يلبون النداء كلما أبرقت راية الشهادة كالطوفان يتسابقون لنيل وسامها ، يحملون أروحهم رخيصة فداء الوطن العزيز.
أماه لا تبكي عليا إذا سقطت ممددا ..أماه إني ذاهب للخلد لن أترددا ,بهذه العبارات والكلمات الثرية والغنية بروح الفداء والتضحية والبطولة تقدم أبطال وشهداء فلسطين والحركة الرياضية الركب وقضوا على مذبح الحرية شهداء مخضبين بدمائهم الطاهرة الزكية ليرسموا للأمة خارطة وحدود الوطن في محطة تاريخية سوف يكتب فصولها التاريخ في صفحاته المضيئة.
فهؤلاء الأبطال من صناديد الوطن والحركة الرياضية الفلسطينية استحقوا أن يكونوا وسام على صدر الوطن خالدين في ذاكرته للأبد وهم الذين امتطوا صهوة زماننا ليصنعوا لفلسطين الأرض والقضية والهوية أمجادا لا تغيب.
اليوم وأمام صور وقصص التحدي والبطولة والعطاء الممزوج بالدم القاني يجف مداد القلم وهو يشرع في الكتابة عن مآثر وسير الأبطال من الشهداء ويحتار القلم ماذا يمكن أن يخط عن مآثرهم الخالدة وتتبعثر الكلمات أمام صمودهم وعنفوان بطولاتهم ,حيث دماء الشهداء تعطر ثرى فلسطين وأرواحهم الغالية تتعملق في علياء المجد والخلود.
اليوم روعة الدم المسكوب في جداول الوطن وبساتين الشهادة تصنع لنا فجر الحرية والكرامة فبالسرمدية والدوام تتحد السواعد وتتشابك الأيدي وتتصدى للموت الأسود وتكتب على أضرحة الشهداء قصص وحكايات البطولة والعطاء في زمن عز فيه العطاء.
نقول للذين يمارسون حقدهم الأسود لن يزيدنا جنون قتلكم لهامات الوطن الباسقة وأبطاله الرياضيين سوى مزيدا من التشبث بالأرض وثبات الأقدام المعطرة بعبق الوفاء لدماء الشهداء الأكرم منا جميعا.
إن أبناء الحركة الرياضية الفلسطينية يدركون اليوم حجم المسؤولية الوطنية والرياضية والتاريخية ويعرفون كيف يداوون جراح وآلام شعبهم فشمس عطائهم التي أشرقت منذ فجر التاريخ سوف تستمر بالسطوع لتشرق في سماء الحرية ,فمهما كبرت الجراح ستبقى دماء الشهداء تعطرها لتهدي صباح فجرنا القادم زرعا من سنابل الخير والعطاء وزهورا يانعة من عطر الخلود.
فالشهادة في سبيل الله ثم الوطن مبعث الأمل والرجاء وفيها تتجدد الحياة فليس أعظم من الظفر بمراتب الشهداء حيث الجود بالنفس والروح والدم هي من أرفع أوسمة الشهادة.
ختاما…
لن ينسى شعبنا الفلسطيني ومنظومته الرياضية أبنائه الشهداء الذين سطروا أعظم صور وملاحم البطولة فهم نماذج خفاقة في سماء الوطن كونهم يشكلون نموذجا وطنيا يحتذى به بتقديمهم أرواحهم الطاهرة في سبيل عزة ورفعة الوطن والذود عن حرابه ، وسيبقي الشهداء قبلة الوطن الغالية المطبوعة في مهجة القلب و الفؤاد لا يمكن أن يطاولها النسيان لأنها تسبح في بحور الحب الخالد و للابد