حــكــــاوي المــــــلاعـــــــــــــب
غزة – جهاد عياش
الحكاية الأولي : ما بعد التكريم والتصوير
في فترة التوقف الشتوية لدوري الوطنية موبايل، تجتهد العديد من المؤسسات الإعلامية المهتمة بالشأن الكروي، والتي يقف على رأسها بعض الزملاء المجتهدين، لتصنع حدثا رياضيا من حين لآخر، كي لاتنسي جماهير كرة القدم، أن لديها بطولة دوري، نظرا لطول فترة الاستراحة بين الدورين،وقلب الجميع أوراقه بحثا عن المتميزين الذين تركوا بصمة واضحة، في قلوب وعقول المهتمين ببطولة الدوري، من اللاعبين و المدربين و الحكام ،و المؤسسات الإعلامية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية الرياضية، ومقدمي البرامج والمصورين والصحفيين والكتاب، وحتى أن المنافسة شملت مراكز اللاعبين (حراس المرمي والمدافعين ولاعبي الوسط والمهاجمين) وشمل التكريم أيضا العديد من الشخصيات الرياضية، التي تركت أثرا واضحا في تطور الألعاب الرياضية اضافة إلي تكريم وتتويج العديد من الفرق في الألعاب الأخري، أو المراحل السنية،وكل ذلك لابأس به كونه يشجع عناصر الرياضة على المنافسة الشريفة، ويعطي حافزا أكبر للمجدين ،ويفتح المجال واسعا أمام المواهب الشابة،ومع التقدير والشكر لكل من ساهم في إثراء الساحة الرياضية بهذا النشاط الإيجابي ،وعلى جميع الذين حظوا بهذه الجوائز وهذه الحفاوة، والتقطوا الصور التذكارية وهم يحملون دليل تفوقهم،عليهم أن يثبتوا أنهم كانوا أهلا لهذا التكريم وهذا التفوق، ومطلوب منهم بذل مزيد من الجهد والعرق، ومواصلة العمل والعطاء، وعدم التراخي والركون كما حدث في مرات سابقة.
الحكاية الثانية : سبات شتوي
مرت أيام الاستراحة الشتوية، وما رافقها من منخفضات جوية وبرد قارس، وعادت عجلة بطولة الدوري للدوران ،ويبدو أن بعض الأندية مازالت تلتحف بفرو الدببة القطبية، وهي تحلم أنها المتوجة بعرش بطولة الشتاء المزيفة، حدث ذلك مع العديد من الأندية على مدار السنوات السابقة: أمثال الصداقة واتحاد خانيونس وغزة الرياضي في الموسم الماضي، وها نحن نعاين بطلا جديدا للشتاء، يكاد الجليد يذوب عن حلمه المزعوم،خدمات رفح الذي توج بلقب الشتاء تلقي صفعة قوية قبل أسبوعين، عندما أجبره متذيل ترتيب الدرجة الأولي، نادي العطاء على العودة إلي البيت خالي الوفاض، بعدما أخرجه من دور 32 من بطولة كأس الراحل شحدة أبو تايه، في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة منذ عدة مواسم، دون أن يأبه بتاريخه، ودون الخوف من كونه بطلا لشتاء الممتازة،وفي مشهد مشابه يسقط البطل في كمين متذيل ترتيب الدرجة الممتازة نادي الهلال، بعد تعادل مخيب بهدف في كل شبكة ،وربما لاتكمن المشكلة في النتائج فقط، وإنما في الأداء الهزيل لبعض اللاعبين والهدوء المفرط من البعض الآخر، والبرود الفني والتكتيكي للجهاز الفني وقلة الحيلة للفريق ككل، فالفريق تأخر بالنتيجة ثم تعادل وكاد أن يخسر، كما فعل في مباراة الكأس حيث تأخر ثم تعادل، قبل أن يغادر البطولة عن طريق ركلات الترجيح،والأمر ينسحب علي حامل اللقب اتحاد الشجاعية الذي يواصل سباته العميق، دون بارقة أمل،ويبدو أن غزة الرياضي لم يتعلم من درس الموسم الماضي ويسير على نفس الدرب الخاطئ.
الحكاية الثالثة :منطقة الجبناء
اسمها الحقيقي في كل ملاعب العالم، وفي القانون الدولي لكرة القدم منطقة الجزاء، ولكن في ملاعبنا أصبحت منطقة الجبناء،ذلك أن اللاعب الذي يدخل هذه المنطقة يرتجف ويخاف ويتصرف بعشوائية غريبة، تنم عن حرص مبالغ فيه يصل إلي حالة الجبن،أو عدم القدرة على اتخاذ القرار السليم، في الزمان والمكان المحددين للتسديد على المرمي، بطريقة تضمن للاعب ولوج كرته إلي الشباك،هذا الأمر ظهر ويظهر جليا عند أغلب المهاجمين، في كثير من الفرق،خاصة عندما يكون الفريق في أمس الحاجة للاهداف والنقاط، كما رأينا في مباراة الشاطئ والشجاعية ومباراة الهلال وخدمات رفح واتحاد خانيونس وشباب رفح، وتجلي ذلك في إهدار جميع ركلات الجزاء التي احتسبها الحكام في مباريات هذا الأسبوع، في مشهد فريد من نوعه،بدأها حازم قفه لاعب الشاطئ ثم هاني المصدر لاعب غزة الرياضي فمحمد أبو موسي لاعب شباب خانيونس ومن ثم ابراهيم الحبيبي لاعب اتحاد خانيونس، كما أهدر حسن هتهت ركلة جزاء للنادي الأهلي امام الجلاء، كانت كفيلة ببقاء فريقه على رأس جدول ترتيب الدرجة الأولي، وكما نرى كل الركلات الضائعة أثرت على الفرق بشكل سلبي، وخسرت نقاط مهمة بسبب إهدارها، باستثناء ركلة شباب خانيونس الذي أكملها اللاعب في المرمي، بعد أن تصدي لها المدهون حارس الرياضي في المرة الأولي ،جرس إنذار نقرعه، وعلى المدربين أن يهتموا بهذا الأمر جيدا- فلم يعد مجال للتعويض في المباريات القادمة- سواء بالتدريب المكثف والجدي، أو المعالجة الذهنية والنفسية، وبث روح الجرأة والمغامرة في مناطق الجزاء لدي لاعبيهم ،وحثهم على عدم الخوف من إضاعة الكرة، أو الخوف من ردة فعل الجماهير أو الجهاز الفني والإداري عند إهدارها.
ملاحظة هامة : معني كلمة جبان( شديد الخوف ممتنع عن الاقدام على ما لاينبغي أن يخاف)وجبان الوجه ( حيي الوجه)فهي صفة وليس إهانة.
الحكاية الرابعة :لماذا هذه الشدة يا اتحاد
ربما نتفهم قرار إقامة مباريات بطولة الكأس الساعة الثانية بعد الظهر، خوفا من انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل واللجوء إلي الركلات الترجيحية، التي تحتاج مزيدا من الوقت، فيحل الظلام ويصبح الأمر صعبا، علما بأن بعض الملاعب مجهزة بأعمدة الإضاءة، ويمكن استغلالها ولكنها لاتستغل رغم تكلفتها العالية، وإلحاح العديد من القائمين على الملاعب، على ضرورة توفرها،ولكن أن تقام مباريات الدوري الممتاز الساعة الثانية، في وقت يطول فيه النهارشيئا فشيئا، فالشمس تغيب بعد الخامسة، والمباريات تنتهي الآن الساعة الرابعة علي أقصي تقدير، فما المانع أن تبدأ المباريات الساعة الثانية والنصف عصرا، وتنتهي الساعة الرابعة والنصف على أقص تقدير، ويبقي للشمس حتى تغرب أكثر من نصف ساعة قابلة للزيادة،إضافة إلي اتاحة الفرصة للعاملين في الحقل الرياضي- وأغلبهم متطوعون، ولديهم وظائف أخري يعتاشون منها- إلي الحضور مبكرا ودون عناء ومشاكل، وكذلك الجماهير التي ترغب بمشاهدة المباريات ومتابعتها .
الحكاية الخامسة : المنسق الإعلامي في ورطة
منصب جديد استحدثه اتحاد كرة القدم، بالتعاون مع الزملاء الإعلاميين، من أجل تنظيم عمل رجال الإعلام والصحافة، المكلفين بتغطية الأحداث الرياضية والمباريات ، وتسهيل مهامهم وتذليل العقبات التي قد تعترضهم، وضمان دخولهم إلي أرضية الملعب دون عناء أو مضايقة من أحد،ويبذل الزملاء المنسقون جهدا كبيرا من أجل تنظيم العمل داخل الملعب، على الرغم من الظروف الصعبة التي تصاحب تغطية المباريات، بسبب قلة الامكانيات وعدم تجهيز الملاعب بأماكن مخصصة للصحفيين، وأدي ذلك إلي تذمر بعض الزملاء، وعدم انصياعهم للقرارات، وربما يكون لدي البعض العذر فمثلا: هناك المراسلون الذين يقومون بنقل رسائل حية وعلى الهواء مباشرة، ويجب أن تكون معلوماته صحيحة ودقيقة من مصدرها، فيضطر للذهاب إلي دكة البدلاء أو الحكم الرابع،وهناك المصورون الذين يحتاجون إلي حرية التنقل لالتقاط بعض الصور، وهناك المحللون والنقاد، وهناك المحررون والكتاب ولديهم أجهزتهم الخاصة بالعمل، وهناك من يعد تقارير تلفزيونية ويحتاج إلي الحركة هنا وهناك إلي غير ذلك،وهذا كله يحتاج إلي جهد شخصي واجتهاد من كل صحفي، نظرا لعدم وجود مركز إعلامي يغذي الجميع بالمعلومات،إضافة إلي عدم وجود مكان محدد مزود بالمقاعد ليجلس عليها الصحفيون،فالكل يقف على قدميه، وفي كثير من الأحيان تسوقه قدماه إلي مكان آخر، برفقة أحد الزملاء دون أن يدري، خاصة أن كثيرا من الأشخاص يجوبون الملعب عشرات المرات جيئة وذهابا دون أن يعترضه أحد، وكأنه يسعي بين الصفا والمروة على رأي أحد الزملاء،فالقرار يجب أن يخلق في بيئة مناسبة قابلة للحياة.
الحكاية السادسة : عقوبات ولكن
اتخذ اتحاد كرة القدم العديد من العقوبات الهامة، من أجل ردع المخالفين، والحفاظ على الصورة الجميلة التي يحبها عشاق كرة القدم، وحفظ حقوق الآخرين من خلال تطبيق القوانين على الجميع ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص،ولكن يجب أن تكون العقوبات واضحة وصارمة، وتحد من المشاكل والسلبيات،ولكن ما حدث في مباراة اتحاد خانيونس وشباب رفح، التي أقيمت على ملعب اليرموك بدل ملعب المدينة الرياضية، وهي مباراة عقابية بدون جمهور، ما كان ليحدث لو كانت المباراة بجمهور،البوابة كانت مزدحمة، وهناك بعض الأشخاص لديهم تذاكر، وبعض الأشخاص لديهم كشوف أسماء لجماهير من كلا الناديين، ورجال الأمن ورجال الاتحاد في حيرة من أمرهم، ومن لديه بطاقة عاني كثيرا قبل الدخول، ومن حين لآخر أسمع أن فلانا قد أتي ويجب أن يدخل، وفلانا اتصل بعلان، وهذا صفته كذا، وذاك ابن كذا، واختلط الحابل بالنابل،وهذا كله لم يكن ليحصل لو كانت الأمور والقرارات صريحة وواضحة،كأن تأمن البوابة من الخارج وليس من الداخل، حتى لايحدث تدافع أو ضغط ،وأن يدخل أعضاء مجالس الإدارة ومن لديهم تصاريح بالدخول مع بعضهم البعض، وليس كما حدث، كل شخص أتي حسب مزاجه،وأن لا يسمح لأي عنصر من الجماهير بأن يدخل كما حدث، ودخل العديد منهم،القرارات يجب أن تكون صارمة جلية.