2024-11-12

من الثوار الى رجوب ….. الى فلسطين خدوني معكم

2021-04-20

الخليل – خالد القواسمي

ليس للبعد الجغرافي والاختلاف في بعض الجوانب الثقافية والعادات والتقاليد اي تعارض مع الحب والعشق فكيف اذا كان الحبيب والمعشوق وطن وقضية بكل تأكيد سنشاهد جالة نادره وفريده لن تجدها لدى الشعوب الاخرى فحالة الحب والعشق بين اصحاب البندقية وبين ابناء الشهداء هي اصدق وارفع الدرجات وانبلها على الاطلاق .

فلسطين والجزائر مواطن الشهداء ودرب الكفاح والنضال تفرقهما الحدود ويختلف جواز السفر لكنهما يشكلان فيما بينهما اتصالا روحيا ويتواصلان برائحة الدماء الطاهرة الزكية التي سالت لتروي ارض الجزائر وفلسطين دفاعا عن الكرامة ودفاعا عن عروبة الارض ودحر الاحتلال الغاشم نعم هما قلبين بجسد واحد فالجزائر توأم فلسطين  المقاوم والقلب النابض للاحرار والثوار كيف لا ومنها قد صدر القرار بلسان قائد الثورة والثوار  الياسر ابا عمار ليقف معلنا باسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين في الخامس عشر من نوفمبر من العام 1988.

نعم يا سادة انه التاريخ الوحدوي والتاريخ المليىء بالحكايا والقصص الثورية بين شعبين لهما جذورهما المتعمقة في اكنان الارض تنبت ثمارا وسنابل قمح وزيتونا يفيض بزيت يشعل مشاعل دروب الحرية والفداء ويحرق كل مراحل ومحاولات تصفية القضية .

انه التاريخ وأي تاريخ يعبق بدماء الشهداء لن يمحى وكما قالها الراحل الرمز ياسر عرفات الجزائر لا تحتاج لتاريخ فالتاريخ هو الذي كتبها بحروف من ذهب نقشت في جميع مجلدات الشعوب المحتلة وفلسطين ليست بحاجة الى تاريخ كما هي الجزائر فهما يحملان نفس الصفات وعانى شعبيهما من ويلات الاحتلال والاستعمار وبعد المليون ونصف من الشهداء اعلن استقلال الجزائر في العام 1962 وانسلخ الاستعمار الفرنسي يجر خلفه اذيال الهزيمة ولا زال اهل فلسطين وبكل عزيمة واصرار يواصلون المقاومة لدحر آخر احتلال على وجه البسيطة حتى يعود الحق السليب وترتفع الراية على مآذن القدس واسوارها وعلى كنائس القدس وتنعم بالحرية والاستقلال .

فالثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية من اعظم الثورات في تاريخنا العربي  ولم يتوقف الامر عند حدود المقاومة العسكرية فالمقاومة لها اشكال اخرى ومنها مقاومة الثقافة الدخيله فكانت فلسطين من الاوائل في رفد الجزائر الحبيب بمدرسي اللغة العربية والكواد التعليمية لتدريس ابناء الجزائر اللغة العربية بعد ان طمسها الاحتلال الفرنسي في محاولة لفرنسة شعب الجزائر وابعاده عن لغته الام فكان لفلسطين دورا بارزا في  التعليم واخراج ابناء الجزائر من عالم الفرنسة الى عالم العروبة وهذا أمر لم ينسي اهل الجزائر الدور الكبير الذي لعبه ابناء  فلسطين في تدريس  ابنائهم واعادة اللغة الام لتكون اللغة الرسمية ولم يبخل الجزائريون وردوا على ذلك ونشاهد اليوم المئات من طلبة فلسطين ينخرطون في الجامعات الجزائرية بمنح  تقدمها الحكومة الجزائرية لابناء شعبنا .

ولم تتاتى مقولة  الزعيم الجزائري الراحل محمد بوخروبه المعروف باسم هواري بومدين حين قال نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومه من فراغ وهو اول من تحدث باللغة العربية في الأمم المتحدة مخاطبا دول الاستكبار بكل شجاعة ورفض الخدمة تحت العلم الفرنسي وتمت مطاردته والتنكيل بعائلته ولم يذعن لاوامر الاستعماريين ومع انطلاق الثورة الجزائرية تقلد العديد من المناصب العسكرية ابان الثورة ليعين بعد الاستقلال وزيرا للدفاع الى ان وقف على راس الهرم في الجمهورية الجزائرية .

ليعلن في قمة الرباط امام الزعماء العرب وامام اعين العالم ان لا وصاية على الفلسطينين ولا تفاوض ولا تطبيع ولا تعامل مع العدو وبجهوده وجهود الرئيس الحالي عبد العزيز بو تفليقه ودبلوماسيتهم تمكن الرئيس ياسر عرفات من القاء خطابه الشهير في الامم المتحده عام 1976 وهذا يعد انتصارا كبيرا لفلسطين قلب كافة الموازين كما انه يسجل للجزائر بتأيدها الاول للثورة الفلسطينية وباحتضانها اول مكتب للثورة ناهيك عن الدعم الكامل والشامل من هنا يستطيع المرء معرفة هذا الحب الجارف للجزائر وشعبها وهي التي لا تزال وفية ولا تزال على العهد .

ولم يتوقف الامر عند هذا الحد من التكاتف والتعاضد فالاعراس الكروية في الجزائر وفي فلسطين وفي كافة المشاركات الرياضية الخارجية للمنتخبات والاندية تصدح الحناجر بالهتافات تمجد الشعبين وهي ظاهرة تجتاح كل الملاعب في كلا البلدين وتجتاح المشاركات الخارجية للمنتخبات الجزائرية والفلسطينية وحين تشاهد الاعلام الفلسطينية والاعلام الجزائرية في ملاعب كرة القدم لا تستغرب وعندما تصدح الحناجر في ملعب المولديه وغيره من الملاعب وتهتز بالهتاف لفلسطين لا تستغرب وحين تجد اعلام الجزائر بايد الشباب الفلسطيني المقاوم على الحواجز  اثناء المواجهات مع الاحتلال وهو يرفع علم الجزائر ويقاوم باليد الاخرى لا تستغرب والمواقف كثيرة ولا ننسى موقف لاعبي المنتخب الجزائري اسود الاطلسي وموقفهم النبيل في كاس العالم عندما اعلنوا عن التبرع بمكافئتهم المالية لابناء الشعب الفلسطيني ابان الحرب على غزة فالشعار الذي اطلقه هواري بومدين ليس مجرد شعار بل هو فعل متواصل يطبق على ارض الواقع وحب فلسطين لدى ابناء الهواري حب بالفطره وترضعه حرائر الجزائر منذ لحظة  الولادة لاطفالها فالشعبان يتشاركان في كثير من الصفات والطباع المروءه والرجولة والشجاعة والبطولة والتضحية والفداء.

ومن يعنى بتاريخ العلاقة بين الشعبين يعي تماما معنى الاخوة الصادقة البعيده عن المصالح الآنية لذا كان الطرح لاختيار اللعب على  ارض الجزائر كملعب بيتي لفلسطين موضع نقاش ابان ظهور ازمة للقاء منتخبي فلسطين والسعودية في التصفيات المزدوجة لكاس العام واسيا علما بان الاشقاء في الاردن وعلى راسهم امير الرياضة العربية علي ابن الحسين لم يبخلوا يوما في تقديم كل ما يلزم ومن المعروف بان الاردن تشكل حصنا منيعا وحاضنة لفلسطين وتسخر كافة امكانياتها تحت تصرف الفلسطينيين كيف لا وهم التوأم وهما شعب واحد لا شعبين الا انه وعرفانا من قائد السفية الرياضية الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب للاشقاء الجزائريين كان بوده تكريم الشعب الجزائري ورياضييه بخوض اللقاء على ارض الشهداء لكن ظهور مبررات او هي تعقيدات اختلقت منعت اقامة اللقاء على ارض الجزائر ولم تنتهي قضية اللعب على ارض بلد المليون ونصف شهيد وبقيت خالدة في ذهن العرفاتي الثوري الجنرال جبريل الرجوب الا ان حان موعد الاعلان عن تحقيق اماني الجماهير باتفاق الرجوب ونظيره الجزائري مجمد روراوة على موعد اقامة اللقاء لتزدان الجزائر بالوان العلم الفلسطيني وترسم لوحة عرس طال انتظاره ستحكي عنه الشعوب الحره وتحدث اجيالها فالهدف ليس تحقيق فوز كروي وهذا ليس بحسبان اي من المنتخبين او جماهيرهما وقادjهما فللقاء اهداف أخرى اعلنها اللواء رجوب وكما قال حدث تاريخي  رياضي يحمل رسائل سياسية لمنتخبين شقيقين يحملان ويتقاسمان الكثير من الهموم ويكتنز بدواخلها الكثير من المحبة والاخوة الصادقة ومن هنا اعلنها صاحب الكريزما العرفاتية الرجوبي ان لفلسطين والجزائر طريق واحد يسير باتجاه واحد وبوصلة واحد الا وهي طريق التحرير وما الجزائر الا حصن منيع للثائرين على الظلم والاستبداد  فموعدنا قد افترب مع شركاء الروح الثورية وما اجمله من لقاء حتما يحلم الجميع بالمشاركة ومشاهدة هذا العناق الحار الاخوي لقاء يجمع الفدائيون الفلسطينييون بثوار الجزائر اسود الصحراء فهل هناك اجمل من هذا اللقاء وياليت ان الطريق سالكة للجزائر حتما ستجد كل ابناء فلسطين متجهين نحو الجزائر للمشاركة في هذا العرس الكبير حاملين معهم باقات الشكر والعرفان لهذا الشعب العظيم لما قدمه من دعم ومساندة لفلسطيننا قلوبنا تهوي كلما اقترب الموعد فهنيئا للفدائيون من لهم شرف تمثيل فلسطين مع اشقائهم الجزائريون الثوار ولسان حال ابناء الجزائر سيصدح مجلجلا بعد نهاية اللقاء وينادي فدائيي فلسطين وقائدهم الرجوبي كما صدح صوت كوكب الشرق ام كلثوم (الآن اصبح عندي بندقية الى فلسطين خذوني معكم ) هذا هو شعب الجزائر وهذا النداء سيشنف آذان اللواء جبريل الرجوب سيروا والله يرعاكم .