2024-12-06

منتخب جيش التحرير يرفع رايات الجزائر من تونس الى بكين !

2020-12-04

بال جول – فايز نصار

   لا يختلف اثنان في كون الاستعمار الفرنسي للجزائر كان الأكثر سادية ، حيث اضطهد الفرنسيون شعب الجزائر الحر بين سنة 1830  و سنة 1962 …حين انتزعت الجزائر استقلالها ، بعد ثورة تحريرية مجيدة   ، كان وقودها مليون ونصف المليون شهيد .

ولم يمنع هذا الظلم شعب الجزائر من لعب كرة القدم ، في مختلف المدن والقرى الجزائرية ، وأسسوا كثيرا من الأندية ، التي أصبح لها شان في الحشد للثورة ، وتخرج من هذه الأندية كثير من اللاعبين الذين فرضوا أنفسهم في مختلف الأندية الأوروبية .

قبل جيش التحرير

    وتمكنت بعض الفرق الجزائرية من نشر الهوية الجزائرية على المستوى القاري كما فعل الشباب القسنطيني ومولودية الجزائر، بما رسخ فكرة توظيف كرة القدم في خدمة القضية الجزائرية  ، فظهرت  فكرة انشاء منتخب جيش التحرير   بعد   مؤتمر الصومام في 20 أغسطس/آب 1956 ، الذي كان من بين  قراراته  إنشاء منظمات خاصة بجبهة التحرير الوطني .

تجمع تونس

    وبسرعة بدأت الأحلام تتحول الى حقائق ، وتشكلت خلية للتواصل مع جميع نجوم الجزائر في الفرق الأوروبية … وانقسم أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني ، الذين تركوا أنديتهم للالتحاق بصفوف فريق جبهة التحرير الوطني إلى ثلاث مجموعات، مجموعة روما بقيادة بن تيفور، ومجموعة سويسرا بقيادة مختار العريبي  ، ومجموعة بلجيكا بقيادة معوش.. وبشكل متسارع، التحق الجميع بتونس مقر الحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية، حيث استوعب فرحات عباس، بسرعة الفوائد والمكاسب الكبيرة التي ستجنيها الثورة من هذا المنتخب، حتى  قال: إن هذا الفريق أكسب الثورة الجزائرية عشر سنوات.

ضربة لمنتخب فرنسا

   وتوجه رفاق رشيد مخلوفي، سراً إلى تونس عن طريق الدول المجاورة للتراب الفرنسي، وكان قرارهم بمثابة ضربة موجعة للشرطة الفرنسية، التي لم تتمكن من اكتشاف الأمر إلا بعد التحاق النواة الأولى للفريق بالعاصمة التونسية.

وشكل هروب اللاعبين الجزائريين المحترفين من فرنسا في 1958 والتحاقهم بصفوف ثورة التحرير المباركة أكبر مفاجأة للاستعمار، ومثل ضربة موجعة للمنتخب الفرنسي ، الذي كان يحضر لمونديال السويد  ، لأنه فقد بعض أعمدته ، وخاصة النجم العالمي رشيد مخلوفي ، فقامت فرنسا باستخدام نفوذها في الفيفا ، التي حاولت منع هذا التوجه ، ولكن إرادة المقاومين كانت أقوى .

بين تونس وبكين

       وبعد إعداد سريع للمنتخب بقيادة المدرب مختار العريبي ، بدأت رحلة منتخب الثوار في مختلف البلدان ، وجاب الجزائريون الاقطار ، مشكلين افضل سفراء للثورة الجزائرية ، وحط المنتخب  الرحال في العديد من الأقطار ، من تونس إلى بكين وبلغراد وهانوي وطرابلس والرباط وبراغ ودمشق وعمان والقدس … وغيرها من العواصم ، التي نزلوا بها حاملين راية الجزائر.

قرار الفيفا !

     وبعد توسع إنجازات منتخب جبهة التحرير الوطني ،أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” واثر احتجاج الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، أن أي فريق يواجه الجزائريين سيطرد من نهائيات كأس العالم ، ولكن الدول التي كانت تتعاطف مع ثورة الجزائر تحدت الفيفا ، كما فعلت تونس وليبيا خاصة ، فيما رضخت بعض الدول – ومنها دول عربية – لضغوط الفيفا.

تشكيلة طلائع المحاربين

               وضممت تشكيلة منتخب جيش التحرير كلا من :مخلوفي – برطال – شابري – حداد بن تيفور -مازوزة – بومزراق – بن فضة زيتوني -بوشوك – زوبة – معوش بوبكر -كروم – براهيمي –     دودو – الاخوان بوشاش – بوريشة – بخلوفي ستاتي. –  كرمالي – دفنون – الاخوان سوخان – عريبي – واليكان ـ    – رواي.

وزار المنتخب الجزائري  32 دولة ، ولعب 62 مباراة بين سنتي 1958 و 1962م ولعب منتخب الجزائر يومها 62 مباراة ما بين سنوات 1958 و1962 .62 مباراة ، فاز في 47 منها ، وتعادل في 11 ، وخسر اربعة فقط ، وسجل 246 هدفا ، وتلقى مرماه 66 هدفا فقط ، وكان هدافه الاول رشيد مخلوفي برصيد 42 هدف.

كلام للمختار

   ومن الدول التي زارها المنتخب الجزائري الصين الشعبية ، التي لم تكن كرة القدم منتشرة فيها ،ووفق ما قال لي المرحوم مختار العريبي طلب زعماء الصين من لاعبي الجزائر البقاء في الصين لنشر اللعبة ، ولكن مهمتهم في إسماع العالم صوت قضيتهم كانت أقوى من رغبة الصينيين .  

في القدس ونابلس !

   كما ان المنتخب الجزائري زار الأردن ، ولعب يومها على في عمان واربد ، وقد حدثني اللاعب والمدرب الأردني المعروف ابو عوض كيف تعلم الكثير من لاعبي الجزائر ، وخاصة رشيد مخلوفي … ويومها فاز الجزائريون بنتائج عريضة ، قبل لقاء الأردن على ملعبي نابلس والشيخ جراح ، وقد حدثني الإعلامي الراحل سليم حمدان كيف ان منتخب الجزائر جعله يحب كرة القدم !