العشرية السوداء ألقت بظلالها على الكرة الجزائرية !
بال جول – فايز نصار ..
واستبشر الشارع الجزائري خيرا بأول الغيث الإفريقي ، والذي تأكد بعد ذلك بالفوز بالبطولة الافرواسيوية ، بعد التغلب على بطل اسيا ايران ، بالخسارة 2/1 في ستاد ازادي بقلب طهران ، والفوز في ملعب الاستقلال بالجزائر ، بهدف ثمين، بما منح الكأس للجزائر اثر الهدف المسجل خارج القواعد .
الكرة تدفع الثمن
ولكن هذا الفوز الذي كان ينتظر ان يكون محطة تؤكد بطولة امم افريقيا تحول الى كابوس ، لأن الجزائر دخلت بعد ذلك أتون حرب غير مفهومة ، انعكست على كل مجريات الحياة ، بما في ذلك الرياضة التي دفعت ثمنا غاليا ، وخاصة كرة القدم الجزائرية التي غابت شمسها خلال العشرية السوداء .
والمؤسف ان المنتخب الجزائري الذي كانت سمعته تسبقه الى مختلف الملاعب الإفريقية والدولية أصبح صيدا سهلا ، ولم ينجح في التأهل للمونديال طوال التسعينات ، بل ان مشاركاته في كؤوس أمم إفريقيا أصبحت كلاما عابرا ، دون ان يترك الخضر أثرا يستحق الذكر .
الخطيئة الإدارية
وكانت البداية من بطولة أمم افريقيا بالسنغال ، حيث استهل المحاربون البطولة بخسارة ثلاثية أمام الافيال العاجية ،قبل التعادل مع كونغو بهدف لهدف ومغادرة البطولة ، لتتأكد الكارثة بالغياب غير المفهوم وغير المبرر عن نهائيات بطولة الأمم في تونس 1994 ، حيث ابعد المنتخب من النهائيات ، على خلفية خطيئة إدارية .
غياب عن مونديال 94
تزامن ذلك مع ضربة اخرى في تصفيات مونديال العم سام ، اذ بعد تصدر الخضر لمجموعتهم في الدور الأول أمام بورندي وغانا واوغندا ، خسروا رهان التأهل في الدور الثاني امام نيجيريا وكوت ديفوار ، حين تأهل النسور الخضر عن هذه المجموعة ، وأبدعوا في مونديال الولايات المتحدة .
تواصل الإخفاق
وفي بطولة الأمم بجنوب افريقيا 1996 جاءت مشاركة المحاربين متوسطة ، حيث تعادل الجزائريون مع زامبيا وفازوا على سيراليون 2/صفر وعلى بور كينا فاسو 2/ 1، ولكنهم خسروا في دور الثمانية أمام منتخب الابناء المنظم 2/1 .
وكانت هذه المرارات ضربة لجيل من اللاعبين الجزائريين ، الذين لم تستثمر قدراتهم ، ومنهم موسى صايب وفرحاوي وبلال دزيري …وغيرهم .
الإقصاء المرّ
وأقصي المحابون من تصفيات مونديال فرنسا 1998 أمام منتخب كينيا المتواضع ، في مشهد درامي هز مشاعر الجزائريين ، ممن كانوا يُمنون النفس لعزف نشيد قسما في قلب فرنسا ، ولكن الرياح لم تجري كما اشتهى رفاق رفيق صيفي ، فخرج الأخضر من الدور الاول تاركا الجارين تونس والمغرب يمثلان عرب الشمال الإفريقي في فرنسا .
من يعلق الجرس؟
وجاءت الكارثة الأكبر في المونديال الإفريقي ببوركينا فاسو سنة 1998 ، حيث خسر الافناك مبارياتهم الثلاثة في الدور الأول ، أمام غينيا 1/ صفر ، وامام بوركينا فاسو 2/1 وامام الكاميرون 2/1 بما علق الجرس في أروقة الاتحادية الجزائرية ، واقتضى إصلاحات ، لا يبدو انها كانت ناضجة .
الكاميرون مرة أخرى
وفي كأس أمم افريقيا 2000 قي غانا ونيجيريا ، تقدم المحاربون على الغابون 3/1 ، وتعادلوا مع جنوب افريقيا 1/1 ، ومع الكونغو صفر صفر ، ليقصوا من دور الثمانية امام الأسود غير المروضة بنتيجة 2/1 .
أسوء النتائج
وقبل ذلك لم ينجح الخضر في التأهل للمونديال الآسيوي في كوريا واليابان بعد عجزهم عن المرور من مجموعة الموت ، التي ضمن مصر والمغرب والسنغال ، وكانت الصدمة مضاعفة على ايقاع النتائج المخيبة ، بالخسارة الخماسية في القاهرة ، والخسارة ذهابا وايابا امام المغرب ، والخسارة بالثلاثة في داكار .
خيبة باماكو
وتواصل كابوس النتائج الرديئة في بطولة امم افريقيا 2002 ، بمالي حين خسر الجزائريون امام نيجيريا 1/ صفر وامام مالي 2/ صفر ، ولم يخرجوا الا بتعادل 2/2 امام منتخب ليبيريا ، ليغادروا البطولة من أضيق الأبواب !
الظروف الامنية
ولعل أهم الأسباب التي فاقمت الوضع خلال العشرية السوداء ان المنتخب الجزائري لم يكن يحسن التجمع والإعداد للاستحقاقات ، بسبب الظروف الأمنية ، ورفض كثير من المنتخبات إجراء المباريات الودية في الجزائر .