بين خيبة جنوب إفريقيا وتألق البرازيل !
بال جول – فايز نصار ..
وكان النزيف الكروي ينعكس على معنويات الشارع الرياضي الجزائري ، لأن كرة القدم تمثل أكسجين الشعب الجزائري ، الذي يولي كرة القدم اهتماما كبيرا ، ويقدمها على كل الرياضات ، التي ساهمت في صناعة المجد الرياضي الجزائري ، وخاصة كرة اليد والملاكمة وألعاب القوى والجودو .!
الوئام الرياضي
وتنفست جائلا الشهداء الصعداء حين تحسنت الأوضاع الأمنية ، على خلفية قانون الوئام ، الذي وضعه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، فبدأت الحياة تعود الى الملاعب ، وأخذت الاتحادية الجزائرية الأمر على محمل الجد ، لتعيش كرة القوم الجزائرية نهضة متجددة ، بهمة القائمين على ملف لعبة الملايين ، وعلى رأسهم رئيس الاتحادية السيد محمد روراوة .
وشارك المنتخب الاخضر في بطولة افريقيا 2004 بتونس ، وتجوز الجزائريون الدور الاول بفوز على مصر 2/1 وتعادل مع الكاميرون ، وخسارة امام زمبابوي 2/1 ، ليخرج الاخضر من البطولة بالخسارة في دور الثمانية امام ليوث الاطلسي بنتيجة 3/1
خاض المحاربون غمار تصفيات مونديال المانيا بعزيمة ، فتجاوزا النيجر في الدور الاول بفوزين وسبعة اهداف ، لتكون المعارك الحقيقة في الدور لاثاني في مجموعة ضمت انغولا وزمبابوي ونيجيريا والغابون ورواندا ، ليخرج المحاربون غانمين من هذه المجموعة بأربع انتصارات وخمس تعادلات وخسارة واحدة ..لتتأهل انغولا عن هذه المجموعة وتقصى الجزائر .
وقبل النهوض الحقيقي للكرة لاجزائرية ، تلقى محابو الصحراء مرارة الغياب القسري عن نهائيات كاس افريقيا للامم في مصر سنة 2006 ، وفي غانا 2008 ، في مشهد كروي غريب على منتخب طال نال المجد من كل أطرافه في المنافسات الافريقية .
وتجاوزت الجزائر الدور الاول من تصفيات مونديال جنوب افريقيا 2010 على حساب غامبيا والسنغال وليبيريا بثلاثة انتصارات وتعادل وخسارتين ، لتلعب الدور الاخير في مجموعة اكثر قوة ضمت زامبيا ورواندا ، اضافة الى مصر ، فحقق الخضر اربع انتصارات في هذه المجموعة وتعادلوا مرة وخسروا مرة .
قصة الحافلة
وقبل اللقاء الحاسم كان المنتخب المصري خسر لقاء الذهاب في البليدة بنتيجة 3/1 ، وكان عليه ان يفوز بفارق أكثر من هدفين للتأهل ، فاستقبل المصريون محاربي الصحراء في أجواء مشحونة غذتها الصحافة غير الملتزمة ، ونفخ في كيرها بعض المنتفعين ،ممن لم يحسنوا معالجة اعتداء مجموعة من المشجعين على حافلة المنتخب الجزائري ، وإصابة عدد من اللاعبين ، فأنكروا الحاثة ، بدل تلطيف الأجواء باعتذار مهذب.
في أم درمان ..!
المهم ان المباراة أقيمت في ظروف مجنونة ، وانتهت بفوز “الفراعنة ” بهدفين ، جاء الثاني في الوقت المحتسب بدل ضائع ، فوقع المنظمون في حيص بيص ، وقرروا أن يلعب المنتخبان مباراة فاصلة في ام درمان بالسودان ، حيث نجح عنتر يحيى في تسجيل هدف ضمن للخضر التأهل لمونديال البافانا يافانا .
الثأر المصري
وقبل المشاركة في مونديال جنوب افريقيا ، شارك المنتخب الجزائري في بطولة أمم افريقيا في انغولا ، وتجاوز الدور الأول بفوز على مالي وتعادل مع انغولا وخسارة امام مالاوي ، وفي دور الثمانية تجاوز الأفيال بثلاثة أهداف لهدفين ، قبل أن يواجه المنتخب المصري في لقاء الثأر ويخسر في الدور قبل النهائي برباعية ، في لقاء شهد طرد لاعبين جزائريين ، بسبب عدم التحكم في الأعصاب .
تعادل مع انجلترا
ورغم الاستعداد الجيد ، ولعب مباريات ودية أمام منتخبات قوية ، الا أن نتائج الخضر في المونديال الإفريقي لم تلبي آمال الجمهور الجزائري ، اذ لم ينجح أبناء رابح سعداء في تسجيل ولو هدف واحد في ثلاث مباريات فبعد الخسارة مع سلوفينيا 1/ صفر تعادل الخضر مع ممثلي البريمير ليغ سلبيا ، وخسروا أمام الولايات المتحدة بهدف لصفر،ليغادروا مونديال جنوب إفريقيا من الدور الأول .
وغاب الافناك عن بطولة افريقيا 2012 ، وشاركوا في تاليتها 2013 بجنوب افريقيا ، فخسروا من تونس وتوغو وتعادلوا مع كوت ديفوار ، وغادروا البطولة من الباب الخلفي ، في انتظار مزيد من العمل الفني لهذا المنتخب الذي كان لا بد من تغيير كثير من عناصره .
وفي تصفيات مونديال البرازيل تصدر الخضر مجموعتهم التي ضمت منتخبات مالي وبينين ورواندا بخمسة انتصارات وخسارة واحدة ، ليلاقوا بوركينا فاسو في لقائي الفصل ، ويتاهلوا بعد فوز وخسارة ،بفضل الاهداف المسجلة على ارض المنافس .
وقبل رحلة البرازيل شارك الجزائريون في بطولة افريقيا بغينيا بيساو ، وكانوا افضل مرشح لعرش البطولة ، ولكنهم خرجوا منة دور الثمانية بخسارة 3/1 امام ساحل العاج ، وقبل ذلك كانوا تجاوزوا الدور الاول بفوز على جنوب افريقيا 3/1 وعلى السنغال 2/ صفر وخسارة امام غانا 1/ صفر .
الى البرازيل ..
ونجح المحاربون في التأهل لنهائيات المونديال للمرة الرابعة في تاريخهم ، وكان لقاؤهم الأول متوجسا ، وأفرطوا في الحذر الدفاعي ، ليخسروا أمام منتخب بلجيكا المتطور بهدف للمغربي الأصل مروان فيلاني ، بما حتم على المحاربين الجموح أمام النمر الآسيوي منتخب كوريا الذي استسلم أمام قوة المحاربين بأربعة أهداف لهدف .
ألمانيا بصعوبة
وضمن الخضر التأهل للدور الثاني بتعادل ثمين أمام الدب الروسي ، بهدف من رأسية لقائد الهجوم اسلام سليماني ، فكان اللقاء المتجدد أمام ألمانيا التي خططت للثأر من خسارتين سابقتين أمام الجزائر ، الأولى ودية والثانية في مونديال اسبانيا ، وحافظ المحاربون على رباطة جأشهم ، وجروا الألمان للوقت المحتسب بدل ضائع ، الذي كان في مصلحة الأكثر خبرة ، حيث فاز الألمان بهدفين لهدف بعد أداء مشرف للجزائر ، ليذهب الألمان بعد ذلك بعيدا ، حين فازوا باللقب على حساب رفاق ميسي ، بعد تجاوزهم للمنظم البرازيل بسباعية !