2024-11-21

قف وأدي التحية للجزائر الأبية

2020-08-12

دولة بعظمة وتاريخ الجزائر لا تعرف المستحيل بسواعد ابناءها الثوار قدمت الى العالم نموذجا يضرب به الامثال في تضحياتها ابان الاستعمار الفرنسي وها هي اليوم تحتفي على ملعبها صاحب ذكرى الاستقلال 5 جويليه  باستقبالها الاسطوري للفدائيين الفلسطينيين الثائرين في اشارة نوعية لوقفة مشرفة حتى  دحر آخر استعمار عرفة التاريخ  باحتلاله لفلسطين ويأتي ضمن احتفالية مبهرة  اعدها الشعب الجزائري بحضور رسمي وشعبي لتسطر ملحمة وطنية يقف العالم لها منبهرا امام عظمة المشهد .

حفاوة الاستقبال لبعثة منتخبنا الفلسطيني تجعلنا نقف عاجزين عن التعبير امام هذا السيل الجارف للحب المتيم من جزائر الثوار لاخوتهم الابطال الاحرار ليصنعوا مجدا وانتصارا جديدا معلنين بشموخ وهامات مرفوعة قولا وفعلا بأن فلسطين وشعب فلسطين شريان الحياة وقلب الامة النابض رغم كل ما يصيبها من سهام غدر وطعنات حقد لم تفت في عضدها فشريانها المغذي لقلبها ولصمودها ولتضحياتها ينبع من ارض الجزائر وشعبها فمن يحظى بحب الجزائر حتما سينتصر .

الجزائر الماضي التليد والحاضر والمستقبل المشرق تواكب كل كبيرة وصغيرة لشعبنا الفلسطيني وها هي اليوم برياضييها تواصل نهج العطاء والسخاء وتلتف بالملايين خلف ابنائنا وبعثتنا الرياضية التي حطت اقدامها على ارض مروية بدماء الشهداء تنبت قمحا وسنابل  لملاقاة محاربو الصحراء ليس لتحقيق فوز كروي هنا او هناك فالقاء الكروي مع جزائر فلسطين يحمل سمات وجينات واحدة لشعبين تجمعهما وحدة واحدة منذ الازل ليست موضع نقاش ولم تأتي باتفاقات موقعة ففلسطين هي الجزائر والعكس صحيح وما يصيب الشعب الفلسطيني تجد صداه في قلب كل جزائري وحكاية اللقاء الكروي ليست سوى احدى أهازيج وشكل من اشكال المقاومة يقودها الفدائي المتمرس الرجوبي جبريل .

حقا تقف الكلمات عاجزة امام وصف المشاعر وعظمة المشاهدات التي تتوالى تباعا من ارض الجزائر وكأن منتخبنا الفلسطيني بحضوره وتواجده في جزائر الثوار قد حط من السماء ليلهب المشاعر ويعيد التاريخ واستحضار الارث الثوري مستلهمين كل ذلك لحظة الاعلان عن موعد اللقاء الكروي لتبدأ التحضيرات والتجهيزات لاستقبال الفدائي الفلسطيني بما يليق بتضحيات ونضالات شعب فلسطين لتعلن الجزائر الثورة من جديد وتجدد ديمومتها وعهدها حتى تحقيق النصر وعودة القدس .

نعم حدث تاريخي غير مسبوق ربما من الصعوبة تكراره على مدى التاريخ بين شعبين آخرين لا يحملان نفس مواصفات وجينات  شعب فلسطين والجزائر فهما من صمد ومن تحدى الات البطش وغرسا حب الاوطان ودافعوا عن كرامة امتنا العربية .

من يصدق اليوم بان شعبا لم تطأ قدماه منذ زمن بعيد ارض فلسطيني يتوق شوقا ويدفع ويقدم كل ما باستطاعته لتحرير الارض والانسان الفلسطيني كما دافع عن ارضة وقدم اكثر من مليون ونصف شهيد اليس هذا بأمر اعجازي لا تجده الا في شعب الجزائر واحرارها.

الا يكفي دموع اللقاء التي ذرفتها حائر الجزائريات مع اول مشاهدة لبعثة منتخبنا الفلسطيني وكان لها وقع اصاب لاعبينا وبعثتنا بالذهول لما شاهدوه من حفاوة وعناق الاخ لاخيه السجين لم يره منذ عام 1948 فعناق الحرية وعناق الفرح سخونته طاغية هذه هي الجزائر التي حدثنا عنها اجدادونا هذه هي الجزائر التي تقف معنا في السراء والضراء هذه هي الجزائر مهوى قلب الراحل الرمز ابا عمار الذي اعلن بكلماته مدى متانة العلاقة وشهامة الشعب الجزائري بمقولته لابناء شعبه ( اذا ضاقت بكم الدنيا ولم تجدوا مفرا فعليكم بالجزائر فان بها رجال ) صدق راحلنا الكبير والشواهد والدلائل على عظمة الجزائر قولا وفعلا يراها الجميع ويقف العالم مذهولا لما يشاهدة ويتابعه عبر الفضائيات وعبر الاعلام المكتوب والمسموع أي شعب ومن اية طينة انت يا شعب الجزائر يا شعب الهواري وبن بيلا وبوحيرد وبوتفليقه شعب فلسطين الثائر ينحني امام عظمة عطائكم ووفائكم شكرا جزائر الشهداء على امل لقياكم على ارض القدس الحبيبة وقد تحررت من رجس ودنس الغاصبين المحتلين والحديث يطول عن الجزائر فالمتابع الرياضي يرى الجماهير الجزائرية وهي تهتف وتلهب حناجرها في الدوري الجزائري وفي مباريات منتخباتها تهتف لفلسطين الشهدا وتزين المدرجات بعلم فلسطين بوركتم ايها الجزائريون ومحبتكم دائمة في وجدان وقلب كل فلسطيني.