فؤاد تمراز سفير فوق العادة
الخليل – بال جول – خالد القواسمي
كغيره من أبناء فلسطين رحل وارتحل من أرض الاجداد بعد تعرض فلسطين التاريخية لمؤامرة دولية أفضت الى تشريد اصحاب الدار وتشتيتهم في الداخل وفي المنافي والشتات وكانت عائلة تمراز كغيرها من العائلات الفلسطينية شدت على الجرح واتجهت صوب قطاع غزة على أمل ان تجد هنالك مخرجا للعودة الى مسقط الرأس حيث ارث الاباء والاجداد ورائحة الزعتر البلدي وبرتقال يافا وهدير بحر يافا وعكا ونسمات كرمل حيفا ومرت السنون وضاقت الدنيا في الوجوه واغرورقت العيون وملئتها الادمع ولا زال حلم العودة متجذر في الصدور كجذر شجر الزيتون ومن وسط قطاع غزة وازقتها ومخيماتها نهض التمرازي العرفاتي فؤاد معلنا التمرد على حالة التقوقع والانهزامية وشد رحالة لمواصلة درب حياته في العام 1974 متجها صوب بلاد الفايكينج الاسكندنافية ليجد ضالته ويمارس حياته التعليمية والعملية في النرويج ولن ينسى للحظة قط وطنه وابناء شعبه وعمل على توطيد علاقاته مع المجتمع النرويجي لخدمة وطنة باستقطابه المؤيدين والمناصرين للقضية وتعاون مع رجال الحركة النقابية النرويجية لايصال رسالته الانسانية ومعاناة اطفال فلسطين .
وجاءت الانطلاقة في العام 1990 عندما حانت الفرصة واصبحت مواتية لاشراك اطفال فلسطين في مباريات كرة القدم ضمن بطولة كأس النرويج وجمع كل ما باستطاعته من مال خاص ومساهمات الى ان تمكن من مشاركة اطفال بلده في البطولة لتتوالى المشاركات لتجمع اطفال فلسطين في القطاع الحبيب مع اقرانهم واشقائهم في الضفة الغربية واخوتهم في مخيمات صبرا وشاتيلا في لبنان ليشكل الحضور الفلسطيني على ارض النرويج اقوى رسالة انسانية امام العالم بأن شعبا يملك هذا الانتماء والعطاء ويجمع الشمل بين الاشقاء وابناء العم المشردين بفعل الطغيان على ارض النرويج يستحق الحياة .
فؤاد تمراز هذا الانسان الفلسطيني سفير فوق العادة شاهدته في العام 1998 بعد اختياره لفريق يمثل مدينة خليل الرحمن وفريق للاناث من قطاع غزة الحبيب وشاهدت في عيونة التي اغرورقت بالدموع مدى انتماءه وحبه الذي لا يضاهيه حب حينما وطأت اقدام اطفال فلسطين ارض النرويج أجزم بان سعادته تفوق كل شيء فكان يصل الليل بالنهار ساعيا على راحة الجميع وينشد بعيون الامل لاسعاد اطفال وزهرات ابناء شعبه فكان بمثابة الاب والاخ لا يألو جهدا في تقديم وتأمين كل شيء وكم كانت الفرحة تغمر وتسبر اساريره بعد كل مباراة يحقق فيها الاطفال الفوز على اقرانهم من الدول المشاركة في اكبر محفل رياضي دولي يجمع اكثر من (80) فريقا من مختلف بلدان العالم .
ولم يكن يدري في خلد احد ان فؤاد تمراز قد وضع كل ما يملكه من مال واستدان مبالغ اخرى من اجل وصول اطفال فلسطين وتأمين مشاركتهم في بطولة كأس النرويج ورفع الراية الفلسطينية لتعلن عن الحضور الفلسطيني اسوة بباقي دول العالم .
نعم انه الفلسطيني صاحب الرسالة وصاحب الفعل أثبت بالقول والفعل بأن حمل شعار الوطن مسؤولية كبيرة وان المثاليون والشرفاء واصحاب الضمير والانتماء والعطاء لن يثنيهم البعد عن الاوطان عن تقديم واجبهم كلما سنحت الفرصة بشتى الطرق والوسائل الرياضية او غيرها كما هو فؤاد تمراز الذي حمل على عاتقه نشر ثقافة وطنه عبر كرة القدم رافعا شعار واعطي نصف عمري للذي يجعل طفلا باكيا يضحك وبالفعل طبق تمراز ذلك اودخل البهجة والسرور في نفوس اطفال فلسطين وخفف من معاناتهم فلك منا كل تحية وتقدير ويدا بيد من اجل تحقيق الحلم الفلسطيني.