لكم كل الاحترام
يبدو ان تقدمي بالسن جعلني لا اتحمل الكثير من المواقف ، فما ان بدأوابعزف النشيد الوطني الفلسطيني في ملعب محمد بن زايد بالامارات حتى اغرورقت عيناي بالدموع ، وكنت حريصا على ان لا الفت انتباه زملائي في العمل الذي غالبا ما يترددوني على مكتبي في الاحداث الرياضية .
بدأ البث المباشر وحدقت النظر في الشاشة الصغيرة علي ارى صديق قديم لعبنا معا في ازقة المخيم ، او قريب اجبرته لقمة العيش على مغادرة الوطن والارض التي ولد فيها ، او ابن مخيم طارده الاحتلال سنوات طوال ونفاه في بلاد الله الواسعة ينتظر يوم عودته .
زادت دموعي غزارة بعد ان وقفت الجماهير وهتفت لفلسطين التي لم تمحوها سنوات الغربة من الذاكرة ، وسررت عندما شاهدت ماجدات الوطن يشجعن من خروجوا لاعلاء كلمة الوطن ويمثلوه في هذا المحفل الرياضي.
ارتحت كثيرا بعد ان تناولت كوبا من الشاي الاخضر قبل المباراة حتى لا يرتفع ضغطي وخاصة انني اعاني من هذا المرض منذ مدة ليست بالقصيرة ، وتنفست الصعداء بعد ان جاءت تسديدة الانيق ” تامر صيام ” في الدقيقة الاولى والتي باغتت فيها الحارس الاماراتي ، وقلت في نفسي “الاولاد ُمصِرين على الهجوم منذ البداية”.
في العموم أعجبت بما قدمه الفدائي الذي اصبح له شخصيته ،فقد تابعت المواقع الاماراتية ولاحظت مدى الاستعداد الذي قام به الاماراتيون لهذه المباراة حتى انهم وفروا الحافلات للمشجعين كما وفروا لهم وجبتي الغداء والعشاء بالاضافة الى المياه ، كما ان تصريحات المسؤولين الاماراتيين تدل على مدى خوفهم من الفدائي.
كان ينقصنا الهدوء وبالرغم من ان الحكم بالغ في اخراج البطاقات الملونة من جيبه ، وهذا ما علق عليه “مهدي علي ” المدرب الاماراتي حينما قال :الحكم بالغ في اعطاء البطاقات اثناء اللقاء ” الا ان المتابع للقاء لاحظ زيادة في حالات الاحتجاج على قرارات الحكم في منتخبنا، بالاضافة الى عصبية بعض اللاعبين ، وكاد هذا ان يكلفنا كثيرا خاصة بعد ان احتج البهداري مطالبا بركلة جزاء ، كما دفعنا ثمنا لذلك خروج محمد درويش من الميدان.
بالرغم من ذلك تذكروا اننا في البداية ، وما تحقق يعبر على عظمة الفدائي ، فشكرا للجميع ، واخص بالذكر المهذب الكابتن عبد الناصر بركات .