2024-11-22

مــا هذا القرار يا راعـــي الوحــدة الرياضية ؟!

2022-01-24

برأي الزميل عاهد فروانة، فإن الرياضة أصبحت هذا الموسم أكبر معزز للانقسام، بعدما كانت تخفف من آثاره في السنوات الماضية.. ومن شديد أسف، أن ما ذهب إليه الزميل “أبو عوني” يلامس الواقع تماماً، ليس هذا فحسب يا صديقي، بل أصبح واقعنا الرياضي مرتعاً، تمارس فيه، ومن خلاله، أبشع رذائل الخصومة، من فجور وانحراف، وصناعة الأزمات قبل تصديرها!

أليس ما يحصل، أكبر دليل، على فشل كل محاولات التهدئة والتهذيب، وفرض معاني الروح الرياضية في نفوس الجماهير المشحونة؟ وثالثة الأثافي، أن الفشل لم يقف عند هذا الحد، وإنما تمادى لما هو أخطر منه، ألا وهو اختلاق الأعداء، لتصدير الأزمات، بدلاً من تصويب البوصلة، بالطرق الصحيحة، والأساليب المشروعة.

هل يعقل أن يقدم ناد، بحجم خدمات الشاطئ، على اتخاذ قرار مقاطعة شقيقه غزة الرياضي، لمجرد إشكالية ومشاحنة حدثت بين كادرين، يمكن أن تُحل بفنجان قهوة، خاصة وأن مدرب العميد، الكابتن رأفت خليفة، قدّم اعتذاراً عن الواقعة؟!

سيقولون إن هناك أسباباً أخرى، يصعب ذكرها، وهذا كلام مفهوم، ولكن الكلام الصحيح الذي يسهل قوله، أن الخوف من ذكر الأسباب الأخرى، تم لما يحمله الكشف عن المستور، من تبعات تحمل إدانة ذاتية، لذلك فلا أحد يجرؤ على البوح بها، أو الكشف عنها!

نستغرب، كيف غاب عن أذهان المصدرين لقرار المقاطعة، رغم ما يحمله هذا القرار المتسرع والصادم من تبعات خطيرة، تساهم في تأجيج مشاعر الجماهير، التي تجلس تحت أعواد كبريت، قابلة للاشتعال في أي وقت، مع أن الحنكة عند الخصومة، تقتضي الإبقاء على شعرة معاوية، فالشديد من يملك نفسه عند الغضب!!

قرار المقاطعة، يتنافى تماماً، مع ما يقدمه نادي خدمات الشاطئ عن نفسه، أمام الآخرين، باعتباره واحداً من روّاد الأندية، التي تدعم الوحدة الوطنية، وقد أثبت النادي، فعلاً وقولاً، أنه كان كذلك، فقد كان رئيسه السابق، الأستاذ علي أبو حسنين، من روّاد المبادرات التوافقية، وكان النادي صاحب السبق، في تنظيم بطولة كروية في القطاع، بعد الأحداث المأساوية، وأطلق عليها لقب بطولة “الوحدة الرياضية”!!

وهنا، يحسب لمجلس إدارة نادي غزة الرياضي، أن ردّه على قرار المقاطعة، جاء كبيراً بحجم كبرياء “العميد”، فقد تعالى على الجراح، وحملات التشويه الفيسبوكية، التي طالته من فئة صغيرة، لا تعرف قيمة وتاريخ هذا الكيان الكبير.

نقدر الحالة العصيبة، التي اتَّخذ فيها مجلس إدارة “البحرية” قرار المقاطعة، بسبب الأوضاع الصعبة، التي يمر بها الفريق الأول لكرة القدم، لكن كان الأجدر بهذا المجلس، اتخاذ موقف شجاع، يتحمل بموجبه كامل المسئولية عما وصل إليه الفريق المهدد بالهبوط، خاصة وأن هذه ليست المرة الأولى، التي يعاني فيها أبناء البحرية من هذه الوضعية، التي تكررت في المواسم السابقة.

أولى خطوات النجاة، وتصويب الأخطاء، تكمن في القدرة على تحمل المسئولية، كما هي عادة القادة الحقيقيين، فهم لا يعرفون طريقاً لاختلاق الأعذار ولوم الآخرين، وهذا عهدنا الذي نتمناه لربّان سفينة “البحرية”، الذين نأمل منهم العودة عن قرار مقاطعة العميد، وتنقية الأجواء، حتى يحافظوا على مبادئ ناديهم العريق.