سقطة أخيرة والعودة قريبة
الخليل – خالد القواسمي
يا صرخة من فوق المخيم زلزلي …سيسجل التاريخ بأن السادس عشر من نيسان قد غاب ربيعه ولم يزهر واختفت رائحة الحنون والزعتر وأن عتمة الليل السرمدي قد خيمت على ازقة وشوارع المخيم الثائر قلعة الشهيد ابا عمار .
مخيم الامعري هذا المخيم الاسطوري بصموده وعنفوانه وتاريخه النضالي والرياضي بالأمس نكس الاعلام حزنا على تهاوي وسقوط البطل صاحب التاريخ الرياضي مركز شباب الامعري من حقق العديد من الالقاب والكؤوس وأول من نال لقب بطولة دوري الاحتراف الفلسطيني يشاهد اليوم وقد اصاب الجميع بحالة ذهول لما لحق به من سقوط كروي أدمى القلوب وأدمع العيون .
بالأمس كان الجميع يتغنى بالقلعة الامعراوية الرابضة على تخوم المدخل الرئيسي لمخيم الامعري ويضرب المثل بفريقها الكروي ومنافسته الدائمة على الالقاب ويحسب له الف حساب ويتمتع بالتفاف جماهيري كبير فماذا حصل له فلم يتبق الا العدد القليل من الجماهير التي اشاهدها في لقاءات الامعري الكروية لا زالت على العهد أين ذهب من كان تحتشد المدرجات بهم وتصدح حناجرهم وتتغنى باللاعبين والفريق وبفنهم الكروي وانتمائهم وعطائهم.
اين ابناء المخيم الذين قارعوا المحتل وهبوا على قلب رجل واحد لنصرة قائد ثورتهم وفك الحصار عنه بعد محاولة تصفيته والنيل من صموده ودفاعه عن وطنه وشعبه فكانت جماهير الامعري في طليعة المنتفضين وكان لهم كلمه في كسر الحصار عن القائد الشهيد ابا عمار .
انهيار القلعة كرويا له اسباب يجب معالجتها ودراستها واخذ العبر منها والعمل على اعادة الهيبة الرياضية لتتماشى مع الهيبة النضالية لهذا المركز العتيد وابناءه الصناديد .
نعم ندرك بأن الرياضة تعطي من يعطيها وبأن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ وتسقط من قواميسها كل مفهوم للعراقة والتاريخ فلابد لرجالات الامعري من اعادة صياغة الموقف الكروي الرياضي للعودة الى الامجاد والتربع على عرش البطولات ولملمة الجراحات وتضميدها وليأخذوا العبرة مما حصل من انتكاسة لم تكن في حسبان ووارد أكثر المتشائمين .
نعم سيبقى الامعري قلعة تحدي وصمود شامخة في وجه الاعادي وسيعود كبريائه فلكل جواد كبوة نعم سقط البطل ولم يسقط المخيم فيا ابناء المخيم اتحدوا واعيدوا البريق الى التوهج واللمعان قلوبنا تنفطر حزنا على ما اصاب الفريق الكروي من تصدعات اودت به الى مصاف اندية الاحتراف الجزئي ونرجو ان تكون سقطة أخيرة والعودة قريبة الى حيث اندية الكبار .