2024-12-14

أبا كمال لؤلؤ مكنون بالرقة واللمعان

2021-02-26

كتب / أسامة فلفل

تدفعني أمواج الحب والأخوة الصادقة على الدوام أن أظل أقاوم الرياح العاتية والعواصف وأن لا أهدأ أبدا على رحيل وغياب الأحبة الذين يسكنون هناك في أعماق خلجات القلوب والذين تربينا وإياهم على القيم النبيلة والفضائل الكريمة.

في ذكرى الرحيل الأولى للؤلؤة الإعلام الرياضي الفلسطيني شاهر خماش أقول لن يغيب أبدا عن ذاكرتنا التي أرهقتها الآلام والأوجاع وطوفان الأحزان فهو باقي في القلب والذاكرة لأنه بالحب والعطاء والوفاء الخالص صدق الوعد والعهد مع الإخوة ورفاق الدرب والمسيرة الشاقة.

اليوم ورغم طول عمر الغياب الذي جاوز العام مازالت انجازات وعطاءات أبا كمال النبيلة المعطرة بمسك العنبر تغدوا في كل الأوقات لن تغطيها تقلبات الرياح مهما تراكمت فوقها حبات الرمال ستظل تنمو بالطهر وتزهر بالوفاء.

من الصعب أن تترك لنا الحياة جميع من نحبهم ونجلهم ونسعد بمجالستهم والاستماع إلى عذب حديثهم لذا علينا أن نبقى أوفياء لمن يغادر ويرحل ويستقر هناك في دار الخلود.

يجب علينا أن نبقى ونظل على العهد لسيرتهم العطرة ونستذكرهم في لحظات الفرح والآلام ويجب ألا تنسينا رياح النسيان من سكنوا في خلايا الدم وأصبحت شمس محبتهم تشرق في كل زمان ومكان.

أقول للتاريخ ولمن يريد أن يزهوا ويتباهي بشيم الرجال ، أبا كمال الإنسان الذي رحل في دراما حزينة قلبه مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة واللمعان والصفاء والنقاء والعفة والطهارة.

اليوم وعلى إيقاع ذكرى الرحيل للأخ والصديق الإنسان أبا كمال جلست هناك في الركن المعهود الذي تعودنا أن نجلس فيه سويا بنادي غزة الرياضي تحت شجرة السرو الباسقة فتحت صندوق الحب الخالد وبدأت أسترجع شريط الذكريات فانهمرت وسالت من عيني الدموع فتذكرت من كان للوطن وللإعلام الرياضي الفلسطيني مصدر البسمات وصانع الانجازات.

تذكرت البكاء الخشن للأحبة والرفاق الذين ودعوا أبا كمال قبل مغادرة القطاع في مستشفي دار الشفاء … تذكرت أبا كمال في المشهد الأخير وهو يرقد على سرير الشفاء بروح وثابة وإيمان راسخ يبتهل لله بالدعاء والرجاء أن يمن عليه بالرحمة والشفاء... تذكرته وهو يطلب مني ومن الحاضرين الدعاء له بالشفاء ….تذكرت لحظة الخبر الذي هز كياني ووجداني وأفقدني صوابي ونال من نفسي وأصابها بحرقة … خبر فاجعة الرحيل.

اليوم أقول من قلب متيم بحب الإنسان أبا كمال رغم الحزن الذي يخيم على سمائنا وبحرنا وجونا سوف يظل شذى ذكرى أبا كمال يعطر نفوسنا ويروي جفاف عروقنا … سيظل صوته الهادر فينا ملئ السمع والفؤاد ما حينا.

ختاما…

سأبقى لك يا أبا كمال يا رفيق الدرب بالإخاء صادقا وفيا وسيبقى عهدنا حتى الممات وأدعو الله رفقت بالجنان، فنم وأنت مرتاح البال ، فشموع الأخوة الصادقة حتما سوف تبدد اليأس وترسم ابتسامة الأمل طال أو قصر الزمن.