2024-12-04

المسئولية المجتمعية للحركة الرياضية الفلسطينية

2020-10-20

كتب / أسامة فلفل

منذ فجر التاريخ لطالما التزمت الحركة الرياضية الفلسطينية بتقديم الخدمات للمجتمع الفلسطيني لضمان الحفاظ على أسلوب حياة مستدام للأجيال القادمة وذلك من خلال نظرة بعيدة المدى وتفكير مستقبلي, حيث شرعت قيادات العمل الوطني والرياضي ورغم شظف العيش والتحديات الكبيرة والمعيقات لرسم سياسة ممنهجة تحمل في طياتها الأدوار التكاملية للحركة الرياضية وتسليط الضوء على حجم المكاسب والانجازات التي سجلتها الحركة الرياضية الفلسطينية حيث كان النشاط والحراك الرياضي والشبابي يأتي في إطار المسؤولية المجتمعية اتجاه الأجيال والمجتمع بأسرة.

حقيقية حين وضع المفكرين وأصحاب الرأي السديد ومعهم رواد وقيادات العمل الوطني والرياضي الإستراتيجية الوطنية للحركة الرياضية خلال العقود الغابرة حرصوا على أن تخدم الرياضة الفلسطينية بكل مستوياتها ومساراتها وتم التركيز في هذا الجانب على دور الأندية الرياضية والاتحادات كونها تمثل بوصلة التطور والتقدم في تحقيق النهضة الرياضية الفلسطينية الشاملة.

إن الحركة الرياضية الفلسطينية بتاريخها الطويل والمتجذر في أصول التاريخ الرياضي يؤكد أن الحركة الرياضية قد حافظت على العلاقة المتينة والقوية بينها وبين جماهيرها وعززت الارتباط الوطني والرياضي في كل المحطات حيث انعكس هذا الارتباط على ولاء الجمهور الحقيقي للرياضة الفلسطينية والأندية الرياضية وزيادة روابط الثقة والاحترام والشواهد والمشاهد كثيرة ولعل أبرزها ما كان سائد خلال الانتفاضة المجيدة الكبرى تحت مظلة رابطة الأندية الرياضية الفلسطينية التي نجحت إلى حد كبير في ترسيخ هذه المسؤولية.

اليوم وفي هذه المرحلة الهامة وأمام حالة التطور الكبير التي تسود العالم في المجال الرياضي والاجتماعي والإنساني يقع على كاهل الإعلام الرياضي مسؤولية وطنية كبيرة في تغطية جميع النشاطات لكافة الألعاب وعدم اقتصار الأمر على لعبة كرة القدم حيث تلك الرياضات لها جمهورها وشعبيتها بين قطاعات عريضة من المجتمع.

فإذا ما أردنا تحقيق الصورة الاجتماعية الجميلة في المشهد الرياضي المحلي وفي الأندية الرياضية لابد من معالجة المشكل والأزمات بشكل عملي وحضاري وترسيخ ثقافة وطنية للعمل المؤسساتي السليم والذي من خلاله يمكن ملامسة النجاح وتحقيق المطلوب بشكل يتناسب مع حالة التطور التي تسودها المسؤولية الاجتماعية بالمؤسسات الرياضية.

إن العشوائية والمبادرات الفردية بالتأكيد لا يمكن أن تسهم ولا بأي حال من الأحوال في النهوض بالمسؤولية المجتمعية وفي النهاية تبقى شاخصة النادي التي تحمل شعار رياضي ثقافي اجتماعي مجرد لوحة فارغة من محتواها.

ختاما …

دعم المسؤولية الاجتماعية وتطويرها بشكل مهني في أنديتنا وجمعياتنا الرياضية سيكون له أثر طيب وملموس في تعزيز الارتباط بين صناعة الرياضة والمجتمع وبهذا النمط تتطور وتتقدم وتزدهر الرياضة نظرا لقناعة المجتمع أن هذه المؤسسات الرياضية هي جزء أصيل ومكون رئيس من مكونات النهضة الرياضية وقاعدة ارتكاز يعول عليها في تحقيق الأهداف المرجوة وإضافة الانجازات.