2024-10-16

هل يتعلم شباب خانيونس الدرس بعد خسارة الكأس ؟

2020-10-22

شيء غريب، حصل في كأس فلسطين، بين شباب خانيونس وأهلي الخليل.. إذ كيف للفريق الأهلاوي، أن يكون الأفضل خلال مباراة الذهاب، التي أُقيمت بملعب اليرموك، وانتهت بفوزه بهدف، رغم أنه لعبها بدون أبرز لاعبيه، ثم لا يستطيع، أن يفرض نفس الأفضلية على الشباب، عندما استقبله في مباراة الإياب، على ملعب الحسين بالخليل، مكتفياً بنتيجة التعادل الإيجابي 1/1، رغم أن فريق خانيونس، لعب اللقاء، وهو يفتقد خدمات دينامو الفريق محمد بركات، بل وكاد يقلب النتيجة، في أكثر من مناسبة؟!

هل هي العزيمة، عزيمة لاعبي شباب خانيونس، وإصرارهم على تجاوز أخطاء اللقاء الأول، وتحسين صورة الفريق، التي تضررت، خاصة أم أنصاره ومشجعيه.. أم هي الثقة المطلقة بالفوز، لدى لاعبي الأهلي، بعد الركون إلى الفوز في مباراة الذهاب؟ ربما يكون لذلك، أو بعضه، دور فعّال، في الإجابة على ما هو غير متوقع، من تقلبات المباراتيْن، لكنَّ الثابت، أن هناك أمراً آخر، أرخى بظلاله، وقاد الأهلي للعبور الصعب.

إنه الهدف المباغت، الذي سجّله إسلام البطران، في ملعب اليرموك، وخلط به خطط وأفكار المدربيْن، ناهض الأشقر وأيمن صندوقة. فالأول، وجد صعوبة بالغة، في إيصال مهاجميه، إلى مرمى عزمي الشويكي، بعدما نجح الثاني، في إغلاق المساحات، والاعتماد على المرتدات، التي كادت تُعزز الهدف بأهداف أخرى، تم انتظارها في ملعب الحسين، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وقد تبين أن قائد “الفدائي” السابق، استفاد من أخطاء التجربة الأولى.

ويبقى السؤال المطروح بعد مباراة الإياب: هل تعلم شباب خانيونس الدرس، فتهدأ مشاعر الحسرة والغضب، لدى مشجعيه، والتي تملكتهم بسبب خسارة مباراة الذهاب، وعدم الرضا عن أمور إدارية تتعلق بتنظيم المباراة، خاصة وأن فريقهم أبلى بلاءً حسناً خارج الديار، وعكسَ صورة طيبة، بعدما كانت الأغلبية، تتوقع حدوث هزيمة ثقيلة، ومشاهدة أداء سيئ، من جانب اللاعبين، استناداً إلى مجريات مباراة الذهاب؟!

أتمنى زوال هذه المشاعر، من نفوس جماهير ولاعبي الشباب، والعمل على استثمار هذه التجربة المفيدة، في المرحلة المقبلة، التي سيخوض فيها الفريق، مباراة كأس السوبر أمام خدمات رفح، قبل انطلاق منافسات الدوري الجديد. فالفريق سيدخلها متسلحاً بأفضلية، عن بقية الفرق، من حيث التجهيز والإعداد، اكتسبها من خوضه مسابقة كأس الدولة، أمام فريق قوي، ويضم عناصر مؤثرة، لمعت أسماؤها في مسيرة منتخبنا الوطني.

وفي المقابل، أعتقد أن الحديث عن اتّساع الفجوة في المستوى الفني، بين أنديتنا في الضفة، وأنديتنا في غزة، وإن كنّا لا نحبّذه، هو حديث مبالغ فيه؛ لأن أهلي الخليل، ورغم ما يمتلكه من مقومات، تفوق ما يمتلكه شباب خانيونس، لم يتمكن من التتويج بالبطولة، بأفضلية كاسحة، أو انتصار كبير، وإنما عانى الأمرّين، في طريقه للوصول مرة ثانية، إلى مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، في تكرار لمشهد الوصول الأول، على حساب اتحاد الشجاعية.

وخلاصة القول، إن مجمل تقلبات كأس الدولة، تَرشد إلى كثير من الدروس، التي يجب أن تستلهمها فرقنا المحلية، ففيها تُكتشف أسرار اقتناص الفوز، في ظلال الأزمات والغيابات، وفيها تبرز أيضاً، قيمة ومعنى، أن يكون الفريق هو النجم، الذي يقضي على الأنانية، وعلى غدر الساحرة المستديرة.