رحل الرياضي الأصيل والملاكم الكبير عصمت الحلبي
كتب / أسامة فلفل
البعد عن الوطن وفراق الأحبة والأهل والعشيرة مؤلم وموجع، فالحنين لترابه العزيز كان على الدوام حلم الفقيد الراحل المرحوم الحاج عصمت الحلبي أحد أهم ركائز وأهرامات الرياضة الفلسطينية منذ عقود طويلة.
كان الفقيد الراحل قلبه معلق في العودة إلى أرض الوطن وقضاء ما تبقى من العمر في أحضان مدينته التي تربيى في أحضانها وقضى ريعان شبابه على شواطئها التي اليوم تفقد البطل الفلسطيني الذي قهر التحدي وانتصر للوطن والرياضة الفلسطينية في كل مشاركاته العربية والإقليمية والدولية وأضاف وصنع الانجازات في محطات استثنائية.
تلقت الأسرة الرياضية الفلسطينية عامة وأسرة العميد خاصة خبر وفاة المرحوم الحاج عصمت الحلبي بطل فلسطين والعميد في لعبة الملاكمة والأب الروح لها ببالغ الحزن والأسى واعتبرت رحيله خسارة كبيرة للحركة الرياضية.
اليوم التاريخ يشهد للبطل والملاكم الفلسطيني المرحوم الحاج عصمت الحلبي يوم أن وقف بالدورة العربية الأولى بالإسكندرية كالطود الشامخ يدافع بقفازاته عن الهوية الوطنية والرياضية وألوان العلم ويحقق المركز الثاني على مستوى العرب حيث حصلت فلسطين على المركز الثالث بعد مصر وسوريا.
اليوم نادرا ما يرتبط إنسان بالرياضة بالصورة التي ارتبط بها المرحوم عصمت الحلبي, لقد كان رياضيا منذ طفولته لم يتوقف عطائه حتى آخر أيامه كان عنوان بارزا للرياضة الفلسطينية ومرجعا خصبا وأرشيف زاخر ، فهو من الذين عملوا في كل ميادين الرياضة لاعبا ومدربا وحكما وقائدا فذا تجلى ذلك في رئاسة الوفود والبعثات على المستويين الإقليمي والدولي ورئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة على الساحة المصرية ، ورئاسة الاتحاد الفلسطيني للملاكمة في العام 1972م حتى 1982م ، و مشاركته في بطولات القارات الثلاثة ، إضافة للعبه أكثر من 42 مباراة رسمية فاز خلالها بالضربة القاضية ، ومشاركته بالدورة العربية الثالثة بالدار البيضاء بالمغرب ،وفي بطولة الجينفو الأفروآسيوية عام 1961م في جاكرتا ، ومشاركته بالدورة العربية الرابعة بالقاهرة عام 1965م ، كذلك عمل سكرتيرا للاتحاد الفلسطيني للسباحة.
كان الفقيد يتميز بابتكاراته وإبداعاته في مجال الرياضة ، حيث كان مولع بالرياضة والعمل الوطني لدرجة كبيرة ، وصاحب انجازات عظيمة مازالت محفورة في ذاكرة التاريخ وتشكل جزء أصيل ومهم من انجازات الرياضة الفلسطينية.
ليس الألم في رحيل من نحب ولكن الألم في رحيل أرواحنا معهم فهي غصة تسكن في خلجات القلب وباختصار شديد ستبقى وعلى الدوام لحظة الرحيل لمثل هذه القامات الرياضية والوطنية تذكرنا برموز وأبطال صنعوا التاريخ وكتبوا وسطروا حروف المجد في محطات استثنائية خالدة.
ختاما …
سيبقى الفقيد الراحل الحاج عصمت الحلبي غصن الشجرة اليانع المزدهر في كل المواسم وستبقى أرواق هذه الشجرة الخضراء حلة جميلة تزين جبين رياضتنا الفلسطينية وتعيد لها أمجادها وسيبقى هذا الغصن يورق في قلوبنا الحب والأمل والعطاء.