بلاطة جرأة غير معهودة في الصفقات وآمال عرضية للظفر بالألقاب
نابلس – كتب – احمد العلي
بتصوري أن مركز بلاطة يمرّ الآن بأصعب مراحل عمره في النسخ المختلفة لدوري المحترفين، إذ يواجه حالياً صعوبات جمّى وصراعات على جبهات عدّة.
اعتدنا في النسخ الماضية من الدوري بوضوح تشكيلة مركز بلاطة، إذ كان الاعتماد على 11 لاعباً أساسياً نادراً ما يتم تغيير أحدهم، مع وجود 3 أو 4 لاعبين على دكة البدلاء، يُستعان بهم في أوقات نادرة جداً جداً.
اليوم يدخل بلاطة الدوري وقد أنجز صفقات عدة، أثلجت صدور الجماهير العاشقة، إلا أنّه وفي المقابل أدخل الجهاز الفنّي المكوّن من المدرب علاء البدرساوي وكمال حمدان، في متاهة وامتحان كبيرين، ومرهق نفسياً وذهنياً في سبيل الاعتماد على التشكيلة التي ستخوض المباريات الرسمية في ظل وجود مجموعة من اللاعبين المميزين بواقع لاعبين اثنين في كل مركز تقريباً. الصراع الثاني هو بلا شك ارتفاع الطموحات في تحقيق الألقاب، فبلاطة الذي كان يخوض المواسم الماضية بأقل الامكانيات على مستوى التعاقد مع اللاعبين، إلا أنّه كان ندّاً قوياً ومميزاً وصارع على العديد من الألقاب، فما بالك والآن ازداد لديه عدد اللاعبين المميزين.
أما الصراع الثالث والأهم فهو كيفية خطف الألقاب في ظل منافسة شرسة، مع مجموعة من الفرق التي عززت صفوفها بشكل مميز وفي مقدمتها هلال القدس وشباب وأهلي الخليل.
“الحياة الرياضية” كانت حاضرة عصر الخميس لمتابعة حصة تدريبية لمركز بلاطة على ملعب بلدية نابلس، حيث كان اللافت في الأمر هو الراحة النفسية التي بدت على وجوه اللاعبين، وحضور كافة اللاعبين للتدريب حتى أدهم أبو رويس الذي لم يشارك في التدريب بداعي المرض، إلا أنّه كان حاضراً لمتابعة تدريبات زملائه، فيما غاب حسام وادي للراحة حيث كان قد وصل نابلس قبل ساعات قليلة من التدريب، وطلب الخلود للراحة بسبب مشقّة السفر، علماً أنّه كان قد أجرى تدريباً أخيراً له في قطاع غزة قبل دخول الضفة بيوم واحد، مع استمرار غياب يوسف أبو رويس أحد أهم نجوم مركز بلاطة الذي خضع قبل فترة لعملية رباط صليبي، ومشاركة محمود أبو وردة في تدريبات فريقه رغم أنّه كان بتدريب خاص صباحاً برفقة المنتخب الأول ضمن معسكره التدريبي الذي يخوضه الفدائي في رام الله استعداداً لودية طاجكستان بداية شهر أيلول القادم.
وفي حوار خصّ به “الحياة الرياضية”، أعرب علاء البدرساوي عن ارتياحه بما حققه اللاعبون، خلال منافسات الدور الأول من بطولة كأس أبو عمّار، بعد أنّ انهى مبارياته الخمس، دون أي خسارة أو تعادل، وتأهل إلى الدور الثاني بالعلامة الكاملة، مشيراً إلى أنّه وعلى الرغم من النتائج الطيبة وأهمية البطولة من الناحية المعنوية والوطنية، إلا أنّ البطولة بالنسبة له لا تتعدى كونها مجموعة من المباريات الودّية المهمّة استعداداً لخوض غمار المنافسات الرسمية سواء على مستوى الدوري أو الكأس.
وأضاف البدرساوي أنّ المباريات أفرزت مجموعة من النتائج الايجابية المهمة على أصعدة مختلفة، منها الوقوف على جاهزية اللاعبين وقراءة كاملة لمستوياتهم الفنية والبدنية والذهنية.
وفي سؤال حول مدى إمكانية تغيّر طريقة لعب بلاطة المعتادة، وهل من الممكن أن تتأثّر في ظل وجود عناصر جديدة عدة في التشكيلة ؟، قال البدرساوي: “على العكس تماماً أخذنا بعين الاعتبار هذا الأمر، إذ حافظنا على طريقة اللعب المعتادة ولكن تمّ تطويرها ايجابياً أيضاً، وسيظهر ذلك لاحقاً بشكل واضح”.
من جهة أخرى أكّد البدرساوي على أنّ المتعارف عليه هو الحفاظ على التشكيلة التي تحرز الانتصارات، ولكن ورغم ذلك فإنّ الجهاز الفنّي لم يقرر حتى اللحظة التشكيلة الرسمية الخاصة ببلاطة، مشدّداً على أنّ مراكز اللعب ليست حكراً على أحد، إذ وجود العديد من اللاعبين المميزين، سيمنحه الفرصة لاختيار الأفضل، وهذا يعني بالضرورة أن يرتفع الحس التنافسي بين اللاعبين ليظفر كل واحد منهم بمركزه الأساسي.
وأضاف البدرساوي، أنّ لكل مباراة قراءتها الخاصة، والتشكيلة دائماً ستعتمد على طبيعة الخصم وطريقة لعبه وما يمتلكه من لاعبين، وهذا يعني بالضرورة إمكانية التغيير في المراكز وفق الرؤية والحاجة، وبما يضمن تحقيق الفوز.
وختم البدرساوي قائلاً: “إنّ التجربة الحالية في بلاطة وضعت حملاً نفسياً ثقيلاً على كاهل الجهاز الفنّي، وتحقيق النتائج الإيجابية يتطلّب استقرار إداري ومادي والكثير من الصبر والدعم من الإدارة والجماهير”.
أسئلة كثيرة حضرت في ذهني ربما كان من الصعوبة طرحها لحساسيتها، ولكن بلا شكّ الإجابات عنها ستأتي لاحقاً مترجمة عملياً على أرض الواقع، وربما أهمها، كيف سيتعامل الجهاز الفنّي مع مركز قلب الدفاع بوجود القائد المحبوب بهاء البدرساوي، والتعاقد الأخير الذي أجرته الإدارة مع قلب دفاع الشجاعية حسام وادي، فكلاهما يمتلكان خبرة مميزة في قلب الدفاع، ولكن يبدو من الصعوبة أن يتواجد كلاهما معاً في ذات المركز، وذلك لحاجة بلاطة إلى لاعب أكثر حركة ونشاطاً وهو بالتأكيد وسيم عقاب، الذي بتصوري سيكون المحور الأساسي فيما ستتبادل المراكز بين بهاء وحسام، إلا إن قرر الجهاز الفنّي على سبيل المثال الدفع بحسام وادي بجانب معالي كوارع أمام كل من بهاء ووسيم، وهي طريقة مثلى أخرى ستزيد من قوة خط دفاع بلاطة.
أمّا التساؤل الثاني حول أدهم أبو رويس ومركز لعبه في التشكيلة، في ظل تعاقد الإدارة مع مهاجمين وهما قاسم محاميد وعودة فادي لافي، علماً أنّني على الصعيد الشخصي مازلت أنتظر الموسم الذي أرى فيه أبو رويس مهاجماً صريحاً منذ بداية الموسم وحتى نهايته، إذ وعلى الرغم من أنّه لم يحظُ بفرصة كاملة للعب هذا الدور في المواسم الماضية، إلا أنّه كان دائماً ما يسجّل أهدافاً مميزة ومؤثّرة، ولكن بشكل عام يسجّل للاعب الروح القتالية التي يتمتّع بها، ونجاحه في كل مركز يضطر اللعب فيه، نزولاً عند حاجة الفريق.
يذكر أنّ مركز بلاطة دخل سوق الانتقالات الصيفية لهذا الموسم بقوة، إذ تعاقد مع 11 لاعباً، حيث استرجع أبناء النادي أمثال الحارس سائد أبو سليم ومحمود أبو وردة وعمر أردنية من شباب الخليل، وحصل مرة أخرى على خدمات المخضرم فادي لافي الذي كان بلاطة بمثابة بوابة عودة بريقه في الموسم قبل الماضي، إضافة إلى التعاقد مع كل من حسام وادي وقاسم محاميد وجهاد عبدالعال وحازم الريخاوي ومعالي كوارع وفارس أبو جليل ومحمد بدارنة، فيما فقد الجدعان جهود نجمه أحمد حويطي الذي انتقل إلى هلال القدس، وأيضاً الظهير العصري محمد جمال الذي لعب دوراً مميزاً في صفوف بلاطة الموسم الماضي والذي انتقل إلى ثقافي طولكرم، إضافة إلى انتقال اللاعب الشاب ابراهيم جبارة للعب في دوري الدرجة الثانية برفقة السيلة الحارثية، وهي خطوة ذكية من اللاعب، وتجربة مهمّة كي يكسب المزيد من الثقة ولعب المزيد من المباريات الرسمية، التي بلا شك ستعود بالفائدة عليه، ويشتدّ عوده قبل العودة الأكيدة لاحقاً إلى فريقه الأم بلاطة.
ووفق جدول بطولة كأس أبو عمار سيخوض مركز بلاطة اليوم السبت مباراة أمام مؤسسة البيرة، ضمن منافسات الدور الثاني على ملعب فيصل الحسيني تمام الساعة السادسة مساءً.سس