2024-10-16

حذارِ من الانتصارات الكاسحة !!

2021-04-23

بال جول – بقلم : أمجد الضابوس

جميع نتائج الأسبوع الأول بدوري الدرجة الممتازة، وعلى الرغم من أهميتها، لكنها لا تعني شيئاً على صعيد تحديد البطل، أو الفرق المرشحة للمنافسة الحقيقية على إحراز اللقب. فالنهايات كي تكون كالبدايات، هناك شروط كثيرة، من اللازم توفرها، لمن أراد الوصول إلى النهايات السعيدة. ولكن هل يضمن أحد في ساحتنا الرياضية، أن يستمر المتفوقون في تفوقهم، والمهزومون في هزائمهم؟

بكل تأكيد، فالفوز على فريق مرشح، أو معروف بقوته أمام المنافسين، يمنح الفائز دفعات معنوية هائلة، ولكن هل هذا يكفي لإصدار أحكام مسبقة، والتنبؤ بما ستكون عليه خواتيم الدوري؟ أعجبني رد مدرب الصداقة عماد هاشم، حين رفض الانسياق وراء تنبؤات المتفائلين، بعد الفوز الكبير على اتحاد الشجاعية 4/0، ليكتفي بالقول إن الفوز مجرد بداية موفقة أمام فريق كبير!

لو كان الفوز الكبير على الشجاعية، يفيد حكما مسبقا بتتويج الصداقة في نهاية مطاف الدوري، فهذا يعني شيئاً آخر، وهو أن الهزيمة الكبيرة، تفيد حكما مسبقاً، أيضاً، بأن الشجاعية سيحجز مقعداً مع الهابطين إلى دوري الدرجة الأولى، في توقع أعوج، يكفي للحكم بأن شيئاً لم يُحسم بعد، رغم أهمية النتائج المسجلة!

لطالما كان إعلامنا الرياضي، محل اتّهام لدى شرائح كثيرة في وسطنا الرياضي. فتارة يرمى بالتحيّز، وأخرى بأنه لا يقول الحقيقة.. كما يعلم زملاؤنا الإعلاميون، أن الموسم الحالي، مرشح للمرور بأزمات متعاقبة، منها ما يخص الشغب الجماهيري، وأخطاء الحكام، وانفلات اللاعبين، وغيرها من الأزمات التي تهدد اللعبة، وطالما هناك اتفاق على ذلك، فمن الواجب علينا جميعاً، أن نساهم في سد كل الأبواب الموصلة إلى تلك الأزمات! 

صحيح أن رضا الناس غاية لا تدرك، وسيظل الحكم على أداء الإعلام الرياضي محل أخذ ورد، لكن هذا لا يعفينا من الحذر والانتباه، وعدم الوقوع في شرك أي خطأ يؤدي إلى فتنة. أقول هذا، بعدما قرأت وشاهدت في بعض المواقع، استخدام كلمات وتعبيرات من شأنها توتير الجماهير، مثل استخدام أفعال اكتسح وسحق، عند تحقيق النتائج الكبيرة.

كما أتمنى من الزملاء، الحذر وعدم إعطاء أحكام يقينية تخص قرارات الحكام، كما حصل في التعاطي مع حالة لاعب اتحاد خانيونس عيد العكاوي الذي طالب بضربة جزاء، خلال مباراة فريقه أمام شباب رفح، وأن نترك الحكم للقراء ولجنة الحكام ليدلوا هم برأيهم، دون أن نتبنى أي موقف أو قرار قد لا يلقى رضا الجمهور المشحون، وللبراءة من تهمة التحيّز!

أتمنى من الزملاء، أن لا يتداولوا الأفعال المستفزة، ولا يعطوا الأحكام سواء كانت صائبة أم لا. فواقعنا المحلي المشحون، لا ينقصه استخدام الكلمات وتبني المواقف المستفزة للمشاعر، كما أننا لا نتعاطى مع أخبار خارجية، عربية أو أوروبية، لنكتب فيها ما نشاء من ألفاظ تتناسب مع واقع الحالة.

المطلوب منا، أن نكون أدوات إطفاء للحرائق، لا أدوات إشعال لها، إن كنّا نريد خيراً لموسم كروي، جميعنا يدرك مدى صعوبته وخطورته على واقعنا الرياضي والاجتماعي.