النادي المؤسسة ورجل التنظيم الناجح
لعل العمل الإداري وإدارة الأفراد تحديدًا مهارة لا يتقنها إلا من لديه مؤهلات وقدرات يستطيع من خلالها توظيف الموارد المادية والبشرية من أجل تحقيق أهداف المؤسسة ،ولا شك أن إدارة الأندية الرياضية بفلسطين مرت على مدار السنوات الماضية بمراحل متنوعة وقد صاحبها نجاحات طفيفة ،و كان الإخفاق حاضرا ويعود ذلك الإخفاق إلى أسباب كثيرة ولعل احد أسبابها مجالس إدارات تلك الأندية الرياضية ،ولأننا نعيش بوطن تحت الاحتلال وقد افرز ذلك الاحتلال أحزاب وتنظيمات أخذت على عاتقها محاربته وقد قادها مجموعة كبيرة من الكوادر والقيادات متنوعي الثقافة والدرجة العلمية ولأن الأندية الرياضية مؤسسات وطنية وأهلية كان من الطبيعي أن يتولى هؤلاء القادة والكوادر مناصب متنوعة في تلك الأندية الرياضية لا سيما أن الكثير منهم قد كان لاعبًا أو مدربًا أو حكمًا بتلك الأندية ومن هنا نستطيع القول أن تولى تلك القيادات والشخصيات مناصب بالأندية أمر جيد و تطورًا طبيعيًا لحركة المجتمع .
قيادة التنظيم
إن قيادة تنظيم أو حزب من قبل كوادر أو أشخاص تخضع لمعايير محددة ويعود ذلك لطبيعة العمل ومدى خطورته وأيضا عملية طريقة اتخاذ القرار يحكمها ضوابط ونُظم ولعل من أهمها السرية والروتين والتوازنات وكذلك الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،وأيضا الأفراد الذين يتم التعامل معهم بالتنظيم هم عدد محدد و لهم مواصفات مشتركة حيث الايدولوجيا والانتماء ،وقد يكون الدين والانتماء السياسي سببًا في تقبل أو رفض أي قرار تتخذه تلك الإدارة ،ولا ننسى أن الحكم على نجاح أو فشل ذلك الإداري يحكمها أيضًا معايير داخلية وخارجية متنوعة .
قيادة النادي الرياضي
إن قيادة النادي الرياضي من قبل أعضاء مجالس الإدارة يحتاج إلى كوادر بالدرجة الأولى على درجة علمية عالية ومؤهلات متنوعة تؤسس للعمل المؤسسي المرتبط بالقيادة التشاركية وخطوات منظمة في اتخاذ القرار والقدرة على تجنيد الأموال والتسويق الرياضي والاهم تعزيز رسالة الأندية الرياضية الأخلاقية والثقافية والوطنية وهذا يحتاج بالتأكيد إلى ممارسة وتأهيل مستمر والاهم أن إداري النادي لدية مهارة في الاتصال والتواصل .
الواقع :
بعد سردنا السريع للنموذج الأول لقيادة التنظيم والنموذج الثاني لقيادة النادي يمكننا القول بأن العقلية التنظيمية عندما تتولى مناصب إدارية بالأندية الرياضية تقوم بإدارة الأندية بنفس العقلية التي تُمارس بها القيادة بالتنظيم دون إدراك أن هناك اختلاف جوهري بين النادي والتنظيم ،فالنادي متنوع الانتماءات من حيث الأشخاص والأفراد ،ومختلف من حيث الأهداف وطريقة التعامل مع المشكلات وطرق حلها ،فمثلا الاختلاف في وجهات النظر بالأندية الرياضية يأخذ جوانب متنوعة ومعالجة الاختلافات تكون على الملأ وتشارك به الجمعية العمومية والجماهير أحيانًا ، في حيث أن الاختلاف بالتنظيم يكون سريًا والحلول تكون مقتصرة على أناس محددة والمجال لا يتسع لسرد أوجه الاختلاف بين الأمرين .
ومن هنا نستطيع أن نخرج بنتيجة هامة وهي أن تولى أي شخص من الأحزاب والتنظيمات لرئاسة نادٍ أوأن يكون عضوًا بالإدارة هو أمراً مقبول من حيث المبدأ ولكن بشرط أن يتخلى ذلك الكادر أو القيادي عن العقلية التي كان يقود بها التنظيم من قبل، وأن تكون عملية المشاركة في صنع القرار واتخاذه يحكمها العمل المؤسسي الذي يتقبل الاختلاف والنقد والمكاشفة .