2024-11-22

والخونة يستحقون الملاحقة أيضاً .. !!

2020-10-20

يُقال إن أي عمل غايته بلوغ السعادة. وقد شعرت بمدى السعادة، التي عاشها زميلنا مصطفى جبر، بعد التحقيق الاستقصائي، الذي أعدَّه عن اتحاد ألعاب القوى، وأثار ردود فعل متباينة، ولازالت أصداؤه تتفاعل لغاية الآن.

والحقيقة، أن السعادة الحقيقية، تكمن في مقدار الفائدة التي تعم على مجتمعنا الرياضي، من وراء أي عمل صحفي، سواء كان مقالاً أو تقريراً أو تحقيقاً، وهذا يدفعني للتساؤل، هل استفادت ألعاب القوى من تحقيق الزميل مصطفى؟

لا أُشكك أبداً، بنوايا أي زميل في فريق “أستوديو الرياضة” بفضائية فلسطين اليوم، الذي نهض بالحالة الإعلامية، من خلال تألق الزملاء علاء سلامة وعاهد فراونة والدينامو مصطفى، وأعرف مدى حرصهم وتفانيهم في أداء رسالتهم الإعلامية، ولكني أُشكك بالنوايا التي دفعت مسربي المستندات إلى إبرازها في هذا التوقيت، الذي يؤكد على سوء نواياهم، وخبث تخطيطهم؛ لأنهم لو أرادوا خيراً للعبة، لما انتظروا أكثر من عامين لتقديمها، أمام المسئولين أو الجمهور!!

كان لنا أن نؤمن بأن مسربي الورقات، حريصون على مستقبل أم الألعاب الفلسطينية، ولكنّ الصمت لأكثر من عامين، واختيار التوقيت المشبوه، يلغي هذه الفرضية، ويؤكد على أن المسربين، مارسوا دور الشيطان الأخرس، ولمّا نطقوا، قالوا ما يكشف عن نواياهم المشبوهة، وسجايا الغدر والخيانة، التي تنطوي عليها مآربهم الخبيثة.

ناهيك، عن أن الوثائق التي حاولوا من خلالها ضرب اتحاد ألعاب القوى، لا تشبه الـ”ويكليكس”، فهي لم تُقدّم أي شيء يطعن في صدق الاتحاد، المستهدف في شخص رئيسه دكتور نادر حلاوة؛ لأن هذه الوثائق منشورة في التقرير المالي والإداري، ولا تتعارض مع قانون الاتحاد، كما تم إعداد تقرير بها للجنة الأولمبية الفلسطينية، ليفتضح أمر المسربين، الذين صار لسان حالهم “كأنك يا أبو زيد ما غزيت”!!

من يخون مرة، سيبقى خائناً إلى الأبد، ومن يخون من أجل مصلحته الشخصية، لن يكون مؤتمناً على المصلحة العامة، ولذلك، يجب أن يكون ماثلاً، عند إجراء أي تحقيق، أن عصابة أعداء النجاح، هي الأولى بالكشف والملاحقة.. فألاعيب الخونة، تؤكد أنهم لا همّ لهم، سوى في البحث عن مصالحهم الشخصية الضائعة!!

ولأن الصحافة صوت الحياة، ومسرّبي الورقات أرادوها صوتاً، أو سوطاً لهم، أهمس في أُذن الزميل العزيز مصطفى، بأن يحذر ألف مرة، في تحقيقاته المقبلة، من نوايا المتربصين وأعداء النجاح، الذين نبّه إلى خطورتهم أحمد زويل، بمقولته الخالدة “الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح وعندنا يحاربون الناجح حتى يفشل”، فعلى الدوام، كان اتحاد ألعاب القوى، أحد أبرز الاتحادات فاعلية، في الرياضية الفلسطينية!!

ولا يخفى، أن هناك فساداً حقيقياً يستشري في بعض الاتحادات الأخرى، ورموزه معروفون، وخطره لايزال ساري المفعول لغاية الآن، ومن باب أولى، أن يتم البدء بدك معالم رموز هذا الفساد، لمن يريد أداء الرسالة الصحفية الحقيقية، كما عبّر عن ذلك، تولستوي، في أصدق توصيف لصاحبة الجلالة!!

من يريد مصلحة الرياضة الفلسطينية، ومن يعتبر نفسه منحازاً لمبادئ مهنة المتاعب، يبدأ بكشف رؤوس الفساد، كما يتم البدء برؤوس الضلال في يوم الحساب والعقاب، ويُحاسِب القوي بنفس المستوى الذي يحاسب فيه الضعيف، وخلاف ذلك، يعني أن مصيرنا سيكون ما حذرنا منه نبي العزة، بالهلاك.

عندما يبتلى واقع ما، بغياب مبادئ الصحافة، التي هي جزء أصيل من مبادئ الحياة.. حين تضعف الجرأة، وحين تغيب العدالة، فلن يبقى لنا سوى الأحزان، على هلاك الاتحادات وألعابها الرياضية، ومن أجل ذلك، لا نملك إلا ندعو لزميلنا مصطفى بالسداد، لاختياره السير في درب ذات الشوكة، في مضمار صحافتنا الرياضية، بما يجلب له السعادة الحقيقية، ولواقعنا الرياضي الخير والفلاح!!