هل تصبح مدينة أريحا عاصمة الرياضة الفلسطينية؟؟!
بعدها التاريخي و الحضاري و الإنساني… محمياتها الطبيعية …طبيعتها الجغرافية..
كتب / أسامة فلفل
منذ فجر التاريخ نحن شعب عاشق للرياضة معبئ بكل قطاعاته وجماهيره الحية للالتفاف وحضانة الأبطال والقادة والرواد الذين حافظوا على بلورة وصياغة الهوية الوطنية معتزين بما حققوا من انجازات تاريخية في معارك النضال الرياضي بالمحافل الإقليمية والدولية ورفع علم فلسطين خفاقا.
فقد حبا الله فلسطين بموقع جغرافي متميز من حيث المناخ والتضاريس والظروف البيئية ,فمدينة أريحا بعمقها التاريخي تعتبر من أقدم مدن العالم باعتبارها جوهرة ربانية حباها الله سبحانه وتعالى ببيئة ومناخ ميزها عن مدن العالم ,حيث تنخفض بحوالي 400م عن مستوى سطح البحر ,فالله لم يخلقها سدى فقدر وجعل أسرارها خفية والاهتمام بها من خلال مسارها التاريخي والسماح بالتعرف عليها محليا وإقليميا ودوليا.
فاليوم بالإمكان استغلال ظروفها الطبيعية من حيث الضغط الجوي ,الجاذبية الأرضية ,نسبة الأكسجين ,درجة الحرارة في فصل الصيف والشتاء ,ظروف مناخية أخرى وتأثيرها على ممارسة الأنشطة الرياضية تحت تلك الظروف المناخية المعقدة حيث يصب ذلك لصالح تحسين ممارسة النشاط الرياضي من خلال التدريب تحت تلك الظروف المناخية من أجل النهوض بالأنشطة الرياضية وسينعكس ذلك بالإيجاب على اللاعبين والفرق والمنتخبات العالمية ,بحيث تصبح قبلتها الأولى في الرياضة المدينة التاريخية (أريحا).
من هنا لابد العمل على تخطيط استراتيجي عصري للمدينة بحيث تكون من أكبر وأضخم المدن ومراكز التدريب وبالإمكان جعلها المورد والداعم والرافد للاقتصاد الوطني والرياضة الفلسطينية بكل مساراتها ,وإذا ما تحقق ذلك ستصبح المدينة مركز يليق بتاريخ وعظمة مدينة أريحا التاريخية.
إن انطلاقة فكرة مدينة رياضية متكاملة حلم يراود الأسرة والقيادة الرياضية منذ عقود طويلة لما لهذا المشروع من فوائد جمة تعود على الوطن ومنظومته الرياضية بالنفع والفائدة العظيمة ، فالتفكير بمشروع المدينة الرياضية الذي يتضمن مسابح أولمبية، وملاعب لكرة القدم، كإحدى مكونات القرية الرياضية، وقاعات مغطاة متعددة الاختصاصات، وملاعب لكرة السلة والكرة الطائرة وكرة المضرب وأكاديمية رياضية عصرية ومضمار للجري، وفنادق، ومصحة رياضية، ومنطقة ترفيهية تضم متاجر مخصصة حصريا للوازم الرياضية، فهذا التوجه هو شكل من إشكال الاستثمار الرياضي، الذي هو في الأصل والأساس نشاط يستقطب الأموال من خلال تسويق ” فكرة المشروع” حسب الأنظمة والقوانين المعمول بها في الوطن فلسطين.
المشروع سيكشف عمق التاريخ والحضارة الفلسطينية
هذه المدينة الرياضية دون أدنى شك سوف تعكس إذا ما كتب لها النجاح انتباه العالم على عمق التاريخ والحضارة والأصالة الفلسطينية وتبرز المعالم التاريخية والأثرية والامتداد الطبيعي للجذور الرياضية الفلسطينية الضاربة أصولها في عمق التاريخ الإنساني وستنبه العالم للمكنون التاريخي والآثار النادرة وعراقة هذه البقعة الغالية من تراب فلسطين المغتصبة.
إن التحرك في هذه المحطة والاهتمام بمشروع المدينة الرياضية يدور في خلد قامة أكاديمية فلسطينية تعمل منذ أمد بعيد على دراسة معمقة ومستفيضة حيث برعت في تجنيد خبراء واستشاريين ومهندسين فلسطين الهوية ومجموعة كبيرة من الخبراء العرب في هذا الاتجاه ، حيث الاتصالات والحديث والتحاور قطع شوطا لا بأس به في هذا الاتجاه.
دفعة قوية للدينامكية التنموية
فالفكرة تعكس بجلاء هوية وطنية رياضية وغيرة ومسؤولية عالية لإعطاء دفعة قوية للدينامكية التنموية التي تشهدها الساحة الرياضية الفلسطينية بعد الانجازات التي أصبحت تلف عنق الوطن العزيز ومنظومته الرياضية ، كما تجسد هذه الفكرة الرؤية المستنيرة والفكر الرصين والبعد الرياضي والوطني والحضاري الذي سوف يجعل من الرياضة عنصرا رئيسيا لتطوير طاقات الشباب وملكاتهم الفردية وشحذ هممهم، وعكس صورة مشرقة ندية عن الانجازات الرياضة وحالة التطور والإبداع والاحترافية التي تعيشها الرياضة الفلسطينية رغم المعيقات والتحديات وطبيعة الاستهداف لكل مكونات الرياضة الفلسطينية.
وستشكل هذه المدينة الرياضية بملامحها التاريخية والحضارية ، ثمرة شراكة بين وزارات فلسطينية متعددة مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة والاقتصاد والمالية، والتربية والتعليم ، والقطاع الخاص، فضاء للتدريب الحديث والعصري والبناء السليم الذي من شأنه التحفيز على بزوغ مواهب رياضية جديدة في صفوف الأجيال الشابة.
تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة تحقق الأهداف
كما ستتيح المدينة الرياضية، التي تشكل فضاء ملائما لتنظيم الأنشطة والبطولات والمسابقات والتظاهرات الرياضية من مستوى عال،بالإضافة لتنمية الملكات الرياضية من خلال ضمان ولوج أوسع للتجهيزات والخدمات الأساسية ذات الجودة العالية.
على العموم هذا المشروع الحيوي سيسهم في تطوير ورفع المستويات الفنية من خلال ممارسة الرياضة داخل فضاء يستجيب للمعايير المعتمدة والوصول لتنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة تحقق الآمال والتطلعات والطموحات المرجوة ومواكبة العالم من حولنا.
وكما أسلفت مشروع المدينة الرياضية سوف يسهم في إعطاء دفعة قوية للتنمية الرياضية في فلسطين وإحداث دينامكية بالمدينة المحددة لإقامة المشروع فيها والتي تعج بمواهب كانت في أمس الحاجة لهذا المشروع الواعد لصقل مهاراتها في مختلف الرياضات.
إن مثل هذا المشروع الرياضي الواعد وغير المسبوق ستكون له انعكاسات إيجابية في إعطاء نفس وصورة جميلة جديد للمشهد الرياضي الفلسطيني ، وتوفير كافة التجهيزات اللازمة والمناسبة لممارسة الأنشطة الرياضية في فضاءات ملائمة وعصرية.
الثقة كبيرة بالقيادة الرياضية بانطلاقة هذا الفضاء الرياضي
نحن على يقين وثقة مطلقة أن القيادة الرياضية والتي يقف على رأس هرمها اللواء جبريل الرجوب سوف تولى هذا المشروع الوطني الكبير اهتماما خاصا على إعطاء انطلاقة هذا الفضاء الرياضي للنهوض بالقطاع الرياضي وتعزيز بنياته الأساسية، وكذلك مختلف المشاريع الرامية إلى تطوير قدرات الشباب وانتشالهم من مختلف مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي.
كما وسوف يعكس المشروع العزم الوطيد للإرادة الفلسطينية الصلبة على الارتقاء بمدينة أريحا التاريخية إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى، في تناغم تام مع الإستراتيجية الوطنية للرياضة الفلسطينية، والرامية إلى ضمان تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة للرياضة الفلسطينية بكل مساراتها ومسمياتها وجعلها عنوان من عناوين السيادة الوطنية.
بنيات تحتية تستجيب للمواصفات الأولمبية
إن تنفيذ هذا المشروع في المستقبل سيكون له صدى قوي ومؤثر على صعيد الانجاز الوطني والرياضي وترجمة عملية للحرص على النهوض بالقطاع الرياضي، وذلك من خلال إيجاد فضاءات رياضية حديثة تتوفر فيها كافة الوسائل التقنية من مرافق رياضية عصرية ستشكل، مستقبلا باهرا لبناء جيل رياضي فلسطيني واعد قادر على إنتاج وصناعة الانجاز الوطني للرياضة الفلسطينية.
ويتوخى هذا الفضاء الرياضي الكبير الذي يشتمل على بنيات تحتية تستجيب للمواصفات الأولمبية في مختلف الرياضات، تأهيل مدينة أريحا لاحتضان التظاهرات الرياضية الدولية وإعطاء دينامكية لقطاع الرياضة، وتمكين الأندية الرياضية من تحسين مستوى فرقها وممارسة أنشطتها في ظروف مناسبة، وتكوين رياضيي المستقبل.
استثمار المواهب وتحسين الجاذبية السياحية
ومن المؤكد أن مشروعا واعدا من هذا القبيل سيعطي نفسا جديدا لقطاع الرياضة في فلسطين بشكل عام ومدينة أريحا بشكل خاص من أجل استثمار المواهب الرياضية التي يزخر بها الوطن في مختلف الرياضات وتحسين الجاذبية السياحية، وتوطيد أرضيات التبادل والاتفاقيات الرياضية ، علاوة على التأهيل وتهيئة البنيات التحتية اللوجيستية رفيعة المستوى للمساهمة في تحقيق وإضافة الانجازات والوصول للمنصات الاولمبية.
إننا اليوم وفي هذه النظرة الاستشرافية لمستقبل الرياضة الفلسطينية ومعنا القيادة الرياضية الفلسطينية والكل الرياضي لم نغفل ونتجاوز الذاكرة الرياضية الفلسطينية ولن تنسى قادة ورواد وعملاقة وأبطال ونجوم الوطن، الذين مكنوا الشعب بكامله من تقاسم لحظات فرح وسعادة لا تنسى منذ فجر التاريخ وحافظوا على الهوية الوطنية الرياضية، ورفعوا العلم الوطني الفلسطيني عاليا في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
إننا اليوم نقف وقفة عز وشموخ ونخلد أسماء هؤلاء والاعتراف بما أسدوه للوطن والرياضة الفلسطينية ، وما هذا المشروع وهذه الفكرة التي يطل علينا بها د .أحمد حمدان الرجل الأكاديمي والوطني الغيور ,الباحث والمفكر حيث ولدت الفكرة خلال مشاركته في المؤتمر العلمي الدولي الأول “الممارسة الرياضية بين المنظومة السياسية والبيئية” الواقع والتحديات” بجامعة البويرة بالجزائر ،وما هذا الجهد إلا امتدادا للذين حفروا وصنعوا للوطن والحركة الرياضية الفلسطينية دروب الانتصار وأعادوا للوطن المكلوم والرياضة الفلسطينية رد الاعتبار.
الهدف الإقلاع والتحليق في فضاء الانجازات التاريخية
من جهته يقول الأستاذ فتحي أبو العلا أن هذا المشروع الوطني العملاق، سوف يندرج في إطار تعزيز البنيات الرياضية الفلسطينية بمدينة تاريخية تعتبر أول حاضرة بالتاريخ ، وأضاف هذا المشروع القومي يروم استهداف شريحة واسعة من الشباب والممارسين لكافة الأنواع الرياضية بهدف صقل مواهبهم وتطويرها، وتحفيزهم على ممارسة الرياضة، وتأطيرهم ضمن ثقافة وطنية رياضية في الوطن ، وبالتالي الإسهام في الإقلاع والتحليق في فضاء الانجازات التاريخية.
وأشار إلى أن هذا المشروع وحسب الفكرة الرائدة للدكتور أحمد حمدان سوف يشمل إنجازات رياضية عصرية ومرافق وتجهيزات رياضية متنوعة، وبالتالي سيصبح مشتلا حقيقيا للتنقيب عن المواهب والمهارات الرياضية الفردية القادرة على تمثيل الوطن في مختلف التظاهرات الرياضية العالمية، إضافة إلى كونه فضاء ملائما بإمكانه احتضان كبريات الأحداث الرياضية على الصعيد الوطني والدولي.
أخيرا… فلسطين ببعدها التاريخي والحضاري والإنساني ومكونات شعبها وعمق جذورهم الممتدة في عمق التاريخ تعتبر طريق محفز للنجاح وترجمة التطلعات والطموحات وإصابة النجاح والوصول للأهداف المنشودة وتحقيق الحلم الرياضي الفلسطيني وانجاز مشروع النهضة الرياضية الشاملة ، الذي حملته القيادة الرياضية منذ تسلمها مقاليد دفة القيادة لعجلة الحركة الرياضية الفلسطينية ، واعتبرته ركيزة أساسية للإستراتيجية الوطنية للرياضة الفلسطينية.