2024-11-24

الصافرة المظلومة وعنف اللاعبين

2020-09-20

الخليل- خالد القواسمي

في مباريات كرة القدم وأنت تتابع وتشاهد وفي ذروة الانسجام والاستمتاع ينقلب الحال فجأة دون مقدمات وتعكر الاجواء ويلتهب الموقف وتضج المدرجات وتنقسم بين مؤيد ومعارض لصافرة حكم المباراة احتسب خطأ على لاعب ارتكب مخالفة تستوجب اشهار البطاقة صفراء ام حمراء حسب الحالة وخطورتها وحسب ما ينص عليه القانون فيبادر اللاعب للاعتراض مما يثير حفيظة الجماهير المؤيدة لفريقه وفي قرارة نفسه يدرك بتعمده ارتكاب المخالفة لكنه باحتجاجه يهدف الى تبرير فعلته ولفت انظار الجميع وايهامهم الى تعرضه لظلم وهذه وسيلة وطريقه لاتهام الحكم بالانحياز للفريق المنافس ويتأجج الوضع وتعلوا الهتافات والصيحات المقززة والتهديدات المبطنة ما يؤثر على الحكم وصافرته وفي اقلها تعرضه للاهتزاز النفسي.

والمؤسف وفي كثير من المواقف ينجر خلف تصرفات اللاعب واحتجاجه البعض من الاداريين والجهاز الفني غير مدركين خطورة ما ارتكبه لاعبهم من سوء سلوك وغير مراعين قواعد اللعب النظيف فسلامة اللاعب المنافس في قاموسهم ليس لها أي اهمية أو اعتبار.

وفي حالة الطرد تقع العقوبة ليس على اللاعب فقط بل تلحق الاذى بفريقه ربما تنقلب الامور رأسا على عقب وبدلا من تقدم فريقه على سبيل المثال ينعكس الوضع ويتعرض للخسارة ناهيك عن الغياب الذي سيتركه جراء العقوبة الانضباطية التي ستؤخذ بحقه من لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم ليبدأ المسلسل وتنشط مواقع التواصل الاجتماعي وربما بعض الاذاعات الموالية لهذا الفريق لبث السموم وتوجيه الاتهامات بحق الاتحاد ومكوناته ولجانه تصل حد القذف والتشهير وكل ذلك بسبب عدم الاتزان الاداري والجهل بالقانون والتحشيد المسبق للجماهير من قياداته التي تعاني من انعدام الثقافة الرياضية واعتقادهم بأن الامور تسير على مبدأ الز عرنة والبلطجة والتهديد والوعيد ووفق قانون الغاب .

من هنا وبظهور مثل تلك التجاوزات من لاعبين يفترض ان يكونوا محترفين في كل شيء ومن يجري في فلكهم يؤكد لنا وجود خلل في الثقافة وفي عملية الاعداد والبناء والتأسيس السليم مصاحب لقصور في فهم مضمون الاحتراف من جانب انديتنا فالسواد الاعظم منها كما نلحظ تغلغل في مجالس اداراتها شخوص تملك المال وتفتقد للمستوى العلمي وليس لديها اطلاع على ادنى متطلبات الاحتراف فكيف لها ان تبني ففاقد الشيء لا يعطيه او كما يقول المثل (هات لحق يا حميدان).

السلوكيات السلبية وما يشاهد في المباريات مؤشر كشف العورات لفكر الاداري والمدرب واللاعب فمن المستحيل ان تكون الجماهير بأفضل حال منهم فالعملية والعقلية الاحترافية مبنية على أسس تعليمة وتربوية وثقافة فالتصرفات الخارجة عن نطاق مبادئ الروح الرياضية مفسده للفن الكروي ولأجواء الابداع والامتاع والتقارب بين افراد المجتمع .

من يستمع لبعض البرامج الرياضية يشعر وكأنه بساحة معركة والسبب تصرف غير منطقي من لاعب أخطأ واخذت بحقه عقوبة مستحقة انجر خلفه اداريين ومدربين وجماهير ورداحين ممن يسمون او يعتقدون بأنهم اعلاميون وهم في الحقيقة بعيدين كل البعد عن الاعلام ومقوماته سوى حصولهم على لقب اعلامي ويا حيف على غياب الرقابة الاعلامية  والمجتمعية تحت مسمى حرية التعبير التي تسمح كما يعتقد الجهلاء ان من حقهم اثارة الرأي العام بحق كوادر لها قيمتها وقامتها او ضد مؤسسة سيادية كاتحاد كرة القدم.

على العموم تصرفات اللاعب المحترف داخل الميدان مسؤولية يتحملها اللاعب نفسه وبالدرجة الاولى ناديه فعلى عاتقه تقع مسؤولية التوجيه والارشاد والتثقيف ومتابعة سلوكيات اللاعب وضبطها وفق ما تنصح عليه اللوائح ونظام العقوبات وهذا يحد من عنف اللاعبين .

اذا الاحتراف بحاجة الى تطبيق الانظمة واللوائح الانضباطية من جانب الاندية بكل ما يتضمن من نقاط مع عدم التغاضي والانجرار خلف مصوغات وأوهام لا تسمن ولا تغني فاللاعب المحترف لابد وان يعي معنى الاحتراف كما هي الاندية عليها ان تدرس الاحتراف وان تعمل باللوائح الخاصة بنظام الاحتراف وباللهجة العامية (القصة مش طبب ولا فزعة عرب ) فلا تظلموا صافرة الحكم كلما انطلقت لضبط المسلكيات وعنف اللاعبين .