2024-12-14

قمة المراهقين وثورة القاع .. للحكام ومسئولي الأندية فقط

2021-09-28

غزة – جهاد عياش

فصل جديد تطويه أندية الدوري الممتاز في قطاعنا الحبيب مع نهاية مباريات الأسبوع العاشر بعد أن من الله علينا بأمطار الخير والبركة وهطلت الأهداف وحصدت النقاط وعاد الأمل من جديد لبعض الفرق في انتظار الأسبوع القادم ولكن لا بد من شيء يقال حتى ذاك الزمان :

أولا : قمة المراهقين

انقضت مباريات الأسبوع العاشر من الدوري الممتاز لأندية قطاع غزة ولم يستطع أي فريق من الفرق المتنافسة على القمة على ضوء النتائج الحاصلة من تخطي سن المراهقة وبقيت كلها تحت ال20 في انتظار الجولة الأخيرة من الدور الأول، هذا الأسبوع شهد انكسارا في المستوي وتدني في النتائج لهذه الفرق ولم يستغل أحدهم سقطات الآخرين ولم يتحمل مدربو هذه الأندية ولاعبوهم المسئولية ، بل ظهر الخوف والهلع من الهزيمة على الرغم من معرفة بعضهم نتائج بعض السلبية ، وأول المراهقين الذي لم يتحمل المسئولية ولم يع حجم المكانة الذي تنتظره لو حقق الفوز هو نادي الصداقة الذي سقط بشكل مفاجئ وغريب أمام الهلال المتعثر بعد أداء باهت يعبر عن عدم احترام المنافس، ولو تحلي مدربه ولاعبوه بالشجاعة الكافية لابتعدوا في الصدارة بفارق 3 نقاط عن منافسهم المباشر شباب رفح والذي بدوره سقط في فخ التعادل السلبي أمام مضيفه شباب خانيونس ليتساوى الصداقة والزعيم ب19 نقطة ولكن فارق الأهداف لصالح الصداقة، في حين بقي رصيد النشامى 17 نقطة ثالثا ليشاركهم الجار اتحاد خانيونس بنفس عدد النقاط بعد تعادلهم المخيب أمام حامل اللقب خدمات رفح بدون أهداف ، وكان بإمكان البحرية خدمات الشاطئ الدخول على خط المنافسة بقوة لو تخطوا التفاح الشجاع ولكن زملاء شبير لم يتحلوا بالإرادة والعزيمة ولم يتحملوا المسئولية وخسروا بصورة مفاجئة ليبقى رصيدهم 15 نقطة في المركز الخامس. أسبوع ظهرت فيه أندية القمة بلا حول ولاقوة بلا طموح ولاهمة ، مدربون بلا جرأة ولاعبون بلا فطنة ، قمة بلا بطل ومستوى يثير الجدل وجماهير على عجل، الكل يريد المجد ولكن لايريد دفع الثمن . ثانيا : ثورة القاع

على عكس أهل القمة تماما كان حال أهل القاع ،أداء و إبداع عطاء و إقناع ، تصميم وإجماع ، بالفعل إنها ثورة القاع ثورة تشبع نهم الجياع ، ليس العجيب أن يحقق أحد فرق القاع الفوز على فريق منافس على القمة بل كل فرق المؤخرة انتفضت وصممت وعبرت منافسيها بكل اقتدارا وإصرار، لم نر الفوارق ولم نشاهد الرهبة ولم نلاحظ اليأس ، كل ذلك تحول إلي وقود نووي دفع بهذه الأندية إلي الأعلى فتفوقت على أندية الجماهير ،أندية الطموح أندية النجوم وكان أول المنتفضين نادي التفاح الصاعد الجديد في وجه خدمات الشاطئ في يوم ماطر وكأن التفاح ترعرع واستغلظ مع أول قطرة مطر ولم تفلح أمواج البحرية بكسر إرادة رفاق سامي الشنطي بل انحنت هذه الأمواج أمام صاعقة مصطفي الداعور الذي أعلن عن أولي مفاجآت الأسبوع بفوز غال وثمين للتفاح على الشاطئ ويتجه للمنطقة الدافئة برصيد 12 نقطة، وكان الثائر الآخر المارد الأحمر أهلي غزة الذي روض نمور المنطار وانقض عليهم بثلاثة سهام قاتلة للرامي أحمد المدهون سهمين والرامي بلال عساف سهم واحد ليصاب أبناء نعيم السويركي في مقتل ويقربه كثيرا إلي أندية القاع ونجح خدمات خانيونس من الخروج من عنق الزجاجة بفوز ثمين وكبير على متذيل الترتيب غزة الرياضي 3/2 ورفع رصيده إلي 10 نقاط متساويا مع الأهلي ، وكان آخر المنتفضين هلال غزة الذي لدغ الصداقة المتصدر لدغتين مميتتين بعد تألق لافت وأداء رائع للاعبيه حرمت الصداقة من الانفراد بالقمة في حين رفع الهلال رصيده إلي 10 نقاط متساويا مع الأهلي وخدمات خانيونس .

ثالثا : لماذا تراجع الحكام عن اضرابهم

التطورات الحاصلة في قضية الحكام تفرض على الجميع أن يقف وقفة جادة ومسئولة ،كي نخرج من هذا المأزق بحل تفرضه طبيعة الحكام البشرية ونابع من الحس الإنساني والعقلاني ويراعي المصلحة العامة للرياضة في قطاع غزة ،هذا يتطلب تضافر جميع الجهود من عناصر المنظومة الكروية برمتها، فالقوانين تفرض عقوبات على المعترضين على الحكام قولا وفعلا فما بالنا إذا تعرض الحكم للاعتداء وكانت حياتهم في خطر. الحكام اتخذوا قرارا بعدم إدارة المباريات وهذا حقهم ولكن لماذا تراجع الحكام عن هذا القرار بعد سويعات قليلة وكأن شيئا لم يكن ، فإذا كان قرار الامتناع عن التحكيم استفز البعض كونه جاء في جلسة ودية وغير رسمية فقرار تعليق الإضراب جاء مستفزا أكثر ، والقرار المثير للجدل أيضا هو العقوبة المخففة التي فرضت على اتحاد خانيونس بنقل مباراته مع خدمات رفح إلي ملعب اليرموك، ولكن الأكثر استفزازا هو امتعاض إدارة الطواحين من هذا القرار وتقديمها الاستئناف وكأنها مظلومة و هذا في تقديري خطأ اتحاد خانيونس كون الحدث كان كبيرا ومزعجا وله عواقب سلبية وبالرغم من ذلك كانت العقوبة لاتتناسب مع عظم الحدث وكان لزاما عليها أن ترضى بالعقوبة وتعتذر عما بدر من أحد مناصريها ولا يعني أن القوانين إذا كانت تسمح بالاستئناف أن أقوم بتقديم استئناف وأنا أعلم تماما أنني مخطئ فهذا يستفز الخصوم ويستفز اللجان المختصة بالبت في مثل هذه القضايا ويحرجها وربما هذا الذي استنفر الحكام وجعلهم ينحون هذا المنحي ، إضافة إلي أن أرضية ملعب اليرموك أفضل من أي أرضية ملعب آخر وعلى ذلك تعتبر العقوبة منحة وليست محنة .

رابعا : سكوت أمني في ملاعبنا وليس سقوط

عبارة نسمعها كثيرا بل ونرددها وأصبحت نظرية صحيحة ومسلم بها وشاعت على ألسنة الخاصة والعامة كلما أردنا أن نبرر تقصيرا أو أن نخرج من مشكلة ونتهرب بها من المسئولية عبارة ” ملاعبنا ساقطة أمنيا” والحقيقة أن هذا الحديث خطأ شائع والدليل أن كل ملاعب العالم تكون فيها المدرجات قريبة من الملعب ونشاهد كثيرا كم هو قرب الجماهير من أرضية الملعب بدليل أن بعض الجماهير تصافح اللاعبين أثناء وبعد انتهاء المباريات ويهدي بعض اللاعبين الجماهير قمصانهم وهم في أماكنهم على المدرجات، بل والأدهى من ذلك أن بعض المهوسيين يخترقون رجال الأمن وينزلون إلي الملعب بسهولة كبيرة لمصافحة النجوم كميسي وكرستيانو ونيمار وبيل وغيرهم ويتم أيضا إلقاء بعض المقذوفات والعلب الفارغة وحتى الموز قذف على اللاعبين تعبيرا عن العنصرية ويتم التعامل مع ذلك بحكمة وحسب القوانين، وربما تكون الاحتياطات الأمنية عندنا أكثر منهم كون عدد الجماهير في ملاعب العالم يقدر بعشرات الآلاف ربما يصل في بعض الأحيان إلي مئة ألف فأي أمن سيسيطر على هؤلاء إن لم تكن الثقافة موجودة والقوانين واللوائح محترمة ، فلا تجد في الملعب إلا من لديه مهمة واللاعب المعاقب لايجلس في الملعب والمدرب المطرود لا يرافق الفريق والإداري الموقوف لايرافق الفريق وبالعكس تماما عندنا نجد كل المعاقبين من لاعبين ومدربين وإداريين داخل أرضية الملعب إضافة إلي بعض الشخصيات التي لها اعتبارات غير رياضية إضافة إلي الأصدقاء والجيران وهكذا فمن سكت عن دخول هؤلاء ومن سمح لهم بالدخول وإثارة الفوضى ولماذا لا يحترم هؤلاء الأشخاص القوانين ولماذا لا تطبق لجان الاتحاد ورجال الأمن القوانين على هؤلاء ولماذا تنهار القيم والمبادئ والقرارات أمام سطوة هؤلاء ونفوذهم.

خامسا : للحكام ومسئولي الأندية فقط

• في الدوري الفرنسي وهو أحد الدوريات الأربع الكبرى جرت يوم السبت الماضي مباراة في كرة القدم بين فريقي ميتز وليون على أرض الأول وفي اللحظة التي كان يتقدم فيها ميتز بهدف ألقيت بعض الصوارخ والألعاب النارية على مرمى فريق ليون وأصيب الحارس فما كان من الحكم إلا أنه ألغي المباراة وأمر اللاعبين للدخول إلي غرف الملابس دون أن يتدخل فلان أو علان فالقانون قانون .

• في مباراة في الدوري الإنجليزي للدرجة الأولي كان طرفاها بريستون نورث وشفيلد ونزداي طرد حكم المباراة لاعبي بريستون نورث ( أوين دويل وجيرمين بيكفورد )لشجارهما مع بعضهما البعض دون أن يتغاضي عن الحادثة ودون أن يتدخل أحد ويقول مثلا: وما دخل الحكم ، والعجيب أن المدرب لم يعترض بل صرح قائلا : أنه لن يعتمد على هذا الثنائي مستقبلا ولم يبرر فعلتهما كما يفعل الكثير من مدربينا كما فرضت الإدارة غرامة مالية على اللاعبين وقالت أنها لن تستأنف على القرار.

• في مباراة الصداقة والهلال وبعد انتهاء المباراة بفوز الهلال أخذ لاعبو الهلال بالاحتفال مما أزعج بعض لاعبي الصداقة وحدثت مشادات تطورت إلي اشتباكات بالأيدي بين رجال الأمن وبعض اللاعبين في مشهد غير لائق تماما من جميع الأطراف بسبب تدخل البعض في عمل الآخرين والغريب أن مجلس إدارة الصداقة أصدر بيانا حمل فيه رجال حفظ النظام المسئولية والأغرب من ذلك أن الحكام كانوا في غرفة تغيير الملابس الخاصة بهم ولم يرو شيئا والمفروض أن يخرج الحكم من الملعب بعد مغادرة جميع اللاعبين وكأن ما يحدث بعد انتهاء المباراة لايعني أحد.