آلية التعاقدات وضعف النظر
انتهت الجولة الاولى من دوري الوطنية للمحترفين تباينت خلالها موازين القوة والضعف للفرق وتسعى في فترة البيات الشتوي لإعادة تصويب اوضاعها وترك اعباء المرحلة الماضية مع تعزيز الايجابيات وتفادي السلبيات وفي طليعتها اساليب التعاقدات العشوائية والخاطئة التي اسهمت في افشال مخططات الاندية وعدم نجاحها في تحقيق انجازات ميدانية في المعترك الكروي فالغالبية العظمى من انديتنا وقعت في مطب التعاقدات العشوائية وظهرت السلبيات بعد خوض الفرق مباريات عديده تجاوزت النصف احيانا ليكتشف النقص الحاصل جراء عملية التعاقد الخاطئة .
ومع كل بداية موسم يتكرر نفس المشهد دون العمل على تفاديه ويعود ذلك لعدم احترافية القائمين على مقدرات الاندية وفقدانها العقلية الاحترافية وبعدها عن ثقافة الاحتراف او عدم درايتها بالخطوات اللازمة ومن بديهياتها التعاقد مع الجهاز الفني اولا وقبل كل شيء وللأسف لا يحصل ذلك في اغلب الفرق ويتم التعاقد مع اللاعبين اولا ومن ثم يتم استجلاب المدرب وتبدأ المشكلة وتتفاقم الاوضاع لعدم جهوزية الفريق بما يتطلب الوضع لتغطية جميع المراكز المطلوبة ويظهر الخلل في العديد من المراكز واحيانا يظهر تكدس لاعبين على سبيل المثال لا الحصر في لاعبي خط الوسط واهمال في باقي الخطوط بحيث لا يستطيع الجهاز الفني ايجاد ضالته ويجهد نفسه في التفكير في كيفية ملئ الفراغ الحاصل دون الوصول الى حل مقنع.
على العموم عملية التعاقد يجب ان تأتي حسب النقص الحاصل والموجود في الفريق لا ان تتم بطريقة التهافت والعشوائية وبشكل غير منسق او منظم ولا بد من وجود لجنة فنية احترافية في كل ناد مرتبطة في عملها بشكل مباشر مع الكادر الفني للوصول الى تعاقدات تسد النقص وتعالج الخلل على ان تكون التعاقدات تطويرية ومستقبلية وليست آنية كما هو حاصل في دورينا وأن لا تكون العملية تكديسيه تستنزف وترهق خزينة النادي دون تحقيق فائدة ويتوجب مراعاة المعايير الفنية في اختيار اللاعبين لتجنب السقوط في الاشكاليات .
الناظر لبعض الفرق المحلية يجد بأن فرقا بأكملها جل عناصرها قد تم استجلابها من فرق اخرى ولا تجد لاعب او لاعبين من ذخيرة النادي في ميدان اللعب يجعلنا نتساءل اين الفرق الرديفة والى اين ذهبت عملية التفريخ وليس من المعقول بان اندية تعتبر نفسها كبيرة ولها تاريخ وعراقة تعتمد فقط على لاعبين من خارج اسوارها وتهمل قطاع الناشئين وهذا ايضا جزء هام يخضع لعدم الاحترافية في عمل الاندية تجبرها على تعاقدات لا تلبي الطموح احيانا بل تصل الى توقيع لاعبين دون اجراء عملية الفحص الميداني للاعب وتكتفي بالظر الى الاسم فقط وتلهث خلف سراب اعلامي أهوج يساهم بشكل فاعل فيما يحصل من خلل.
على كل حال من يريد الاحتراف يتوجب عليه دراسة متطلباته وليس من المعقول ان يقود الاندية شخوص ليس لديها أي مقومات قيادية او ادارية وهذا موجود وهنا يكمن الخلل وضعف النظر وكان الله في عون رياضتنا .