سمارة: البيرة نموذج رياضي فريد يجب أن يُعمم
البيرة – محمود قراقرة
محمد سمارة، لاعب المنتخب الوطني الفلسطيني السابق والوافد الجديد لفريق مؤسسة شباب البيرة، في أول حوار إعلامي محلي مفتوح معه، يفتح قلبه ويتحدث عن أمور عديدة في حوار غلب عليه الوضوح والمكاشفة، اختزل فيه اللاعب المخضرم الكثير من الوقت ليبدأ بالحديث عن نفسه وعن عودته إلى فلسطين مرة أخرى ليكون لاعباً في أحد أنديتها، دخل في صلب الحوار وأفصح عما يستهويه فكان معه الحوار التالي:
1) ما هي آخر محطاتك الكروية قبل وصولك لمؤسسة البيرة ؟
– آخر الأندية التي لعبت لها قبل توقيعي للبيرة كانت غزل المحلة والداخلية المصريين، كما لعبت سابقاً لأندية المقاولون العرب، بتروجيت، بترول أسيوط والاتحاد السكندري.
2) ما هو الدافع نحو اختيارك للعب في البيرة، وهل كان هناك عروض فلسطينية أخرى ؟
– اخترت التوقيع لفريق مؤسسة البيرة بعد المفاضلة بين أكثر من عرض فلسطيني، وبعدما رشحه لي أصدقاء عديدون في فلسطين كأحد أفضل الفرق والأندية المحلية تنظيماً وفكراً، وبالفعل فوجئت من مدى الاحترافية في التعامل من قبل إداريي المؤسسة، ووجود كافة عناصر النجاح والتميز، وأعتقد ان قراري كان صائباً.
3) ما هو تقييمك للوضع الرياضي في مؤسسة شباب البيرة ؟
– بصراحة فوجئت من الحالة الرياضية الفريدة للمؤسسة، فعلى الجانب الإداري هناك إدارة واعية تفكر في المستقبل دائماً، تفني كل وقتها لدعم لاعبي هذه المؤسسة وضمان تحقيق النجاح في كل مناسبة رياضية، أجهزة فنية متكاملة على مستوى عالي من الفكر الرياضي، لا أعتقد أن أندية أخرى في فلسطين تمتاز بهذه الميزة وخاصة التكاملية فالأجهزة الفنية في المؤسسة لا ينقصها أي فرد فهناك مدربون متخصصون ويعملون كطاقم فني واحد بتعاون مدهش، إضافةً إلى البنى التحتية المميزة في المؤسسة الملعب، ومقر النادي، الأكاديمية الكروية والعدد الكبير للاعبين في الفئات العمرية للمؤسسة، كلها أمور مدهشة حقاً لا أعتقد أن هناك نادي فلسطيني آخر يتمتع بهذه الميزات، وأكثر ما فاجأني أيضاً هو وجود فريق كرة قدم نسوي، الأمر الذي يلخص كل شيء بالنسبة لتميز هذه المؤسسة والفكر الرياضي الذي يحمله كوادرها.
4) ما هي أبرز إنجازاتك الكروية على امتداد مسيرتك الرياضية ؟
– من الإنجازات الشخصية التي أفتخر بها حصولي على هداف دوري الممتازة “ب” مع فريق بترول أسيوط، ومن ثم انتقلت إلى بتروجيت الذي قدمت معه مستويات مميزة حيث استطعنا خلال موسمين من نيل المركزين الثالث والرابع على سلم ترتيب الدوري، وصلنا إلى نهائي كأس مصر وتأهلنا للبطولة الإفريقية مرتين، لذلك أعتبر هذه المواسم الثلاثة من أفضل الفترات الرياضية التي عشتها.
5) حدثنا عن تجربتك مع المنتخب الوطني الفلسطيني ؟
– بدايتي مع المنتخب الفلسطيني كانت في سنة 2002 عندما شاركت مع المنتخب بعمر التسعة عشر عاماً، كانت مباراتي الأولى ضد منتخب العرب في القاهرة واستطعت تسجيل هدف في مباراتي الأولى، وعلى امتداد السنوات اللاحقة عشت لحظات مميزة وحاولت رفقة زملائي تقديم كل شيء لإسعاد الجماهير الفلسطينية والارتقاء بمستوى الكرة الفلسطينية، لعبت مع لاعبين مميزين جداً كان لي الشرف باللعب الى جانبهم أمثال: صائب جندية، رمزي صالح، رامي الرابي، تيسير عامر وزياد الكرد، ومن ثم كانت مرحلة “جمال محمود” المدرب الأردني المميز والذي أعتبره شخصياً أفضل من استلم دفة الفدائي، لاستطاعته تكوين توليفة مميزة أسميها “جيل جمال محمود” وأعتبرها أيضاً الأفضل طوال فترة معاصرتي للمنتخب الفلسطيني، وتحقيقه لبطولة التحدي ومنافسته على لقبها في النسخة التي سبقتها والخروج أمام منتخب قوي جداً وهو كوريا الشمالية، وعمله لنقلة نوعية حقيقية للمنتخب الفلسطيني صعدت بالكرة الفلسطينية لأعلى تصنيف عالمي له في المركز 85، أما بالنسبة لأبرز المشاكل التي واجهتها داخل المنتخب فكانت للأسف مشكلة “الأحزاب” ، ليس بالمعنى السياسي وإنما بالمعنى الاجتماعي، فلطالما واجه المنتخب هذه المشكلة، وشخصياً عانيت كثيراً من “الشللية” كوني لاعب من الخارج ولم أعلم كيف يجب أن أتصرف في ظل هذه الأجواء، هذه المشكلة صراحة أفقدت المنتخب “الروح” المطلوبة في الكثير من المناسبات التي يستحيل النجاح بدونها.
6) ماذا تبقى من طموح رياضي لمحمد سمارة بعد هذه المسيرة الكروية الطويلة ؟
– حالياً كا تفكيري منصب على تقديم أفضل ما عندي بقميص البيرة والوصول بالفريق إلى دوري المحترفين، هي مسؤولية كبيرة جداً وتشغل تفكيري دائماً، لأنه في حال لم يصعد فريق بحجم البيرة إلى مكانه الطبيعي سأشعر صراحة بفشل كبير، لتخييبي على المستوى الشخصي لآمال جماهير عريضة وأناس وضعوا ثقتهم بقدراتي، لكن في البيرة الأمور دائماً إيجابية والكل يفكر نحو تحقيق هذا الهدف الذي سأقاتل رفقة زملائي لتحقيقه، هذا كل ما أتطلع له في الوقت الحالي، أما في المستقبل البعيد أطمح إلى الانتقال إلى عالم التدريب وأن تكون الانطلاقة من النادي الأهلي المصري.
7) رسالة أخيرة لمتابعي ومحبي الرياضة الفلسطينية وللوسط الرياضي الفلسطيني ؟
– رسالتي الأولى هي لسائر إدارات الأندية الفلسطينية، بأن تأخذ مؤسسة شباب البيرة كنموذج يحتذى به، وأن يعمم هذا النموذج على الأندية الفلسطينية للتوافق والتكامل الكبيران اللذان تمتاز بها هذه المؤسسة الكبيرة، أما رسالتي الثانية فهي لجماهير البيرة، أنتم الرقم 1 وليس الرقم 12 والروح مستمدة منكم ومن دعمكم لذلك أتمنى أن تستمروا في دعمنا حتى نتمكن من تحقيق الهدف المطلوب.