الأندية الرياضية الخلية الأساسية لمنظومتنا
لاشك أن واقعنا الرياضي الفلسطيني مؤلم وصعب فيه كل أشكال التحديات والمعيقات ولكننا كشعب عريق وأصيل صاحب إرادة وتجربة نضالية رياضية طويلة قادرين أن نختزل كل هذه الهموم ،فبالقراءة البسيطة لواقعنا الرياضي المحلي يبرز وجود مجموعة من مناحي النقص التي تستدعي مضاعفة الجهود لتجاوزها، كحالة الاعتماد والموازنات المالية المرصودة للتسيير الرياضي والتي تصرف بشكل هبة أو مساعدة، في العادة قبل انطلاق المسابقات الرسمية لبطولة الدوري العام لكرة القدم ، فقد اتفق الكل الرياضي ومعهم المسئولين على أن هذا الاعتماد، وقلة وعدم كفاية التجهيزات للملاعب الرياضية وغياب الموارد المالية المخصصة لصيانتها، كلها عوامل كانت من بين الأسباب المساهمة في تواضع المستوى الرياضي المحلي والوطني بصفة عامة سواء من حيث الممارسة أو الإنتاج والنتائج.
فالإحصائيات على مدار المرحة المنصرمة والأعوام السابقة من عمر البطولات الرسمية تبرز بالملموس أن المشكلة المركزية التي تعاني منها الأندية الرياضية الفلسطينية هو غياب الدعم والموازنة المالية الثابتة.
لذلك نقول وبصوت مسموع وعال لابد أن نصل إلى قناعة مطلقة وهي أن الأندية الرياضية الفلسطينية الخلية الأساسية لمنظومتنا الرياضية الفلسطينية بكل مكوناتها واتجاهاتها ومساراتها، فإننا إذا ما أرددنا تحقيق الإصلاح الرياضي ومعالجة الإخفاقات التي تعاني منها الرياضة الفلسطينية لابد في الدرجة الأولى القيام بتحسين ظروف عمل الأندية الرياضية واعتماد موازنات مالية ثابتة تلبي حجم الاحتياجات المطلوبة لتنفيذ الأنشطة والبرامج لكافة القطاعات لتدور عجلة الحركة الرياضية دورتها الطبيعية بالشكل الصحيح وحسب الأهداف المرسومة، ولابد من الإقرار بأن الأندية الرياضية تشكل العمود الفقري للمشهد الرياضي الفلسطيني بصفة عامة.ومن أجل إقلاع رياضي حقيقي بمساقات علمية ومهنية ،لابد من أن تكون تشريعات وقوانين عصرية وحديثة للأندية الرياضية تتوافق مع الأنظمة والقوانين المعمول بها على المستوى الآسيوي والدولي كخطوة نحو تصحيح المسار الرياضي وصولا إلى الطموح ،وإستراتيجية الأندية الرياضية الفلسطينية لابد أن تكون ضمن فلسفة جديدة تأخذ بعين الاعتبار المسؤولية الوطنية بالشكل الصحيح في الفعل والأداء حيث تقع على كاهلها مهام محددة داخل المجتمع وتتلخص في توسيع قاعدة الممارسة الرياضية على جميع الفئات ذكورا وإناثا وفي مختلف أنواع الرياضيات وتعتبر مؤسسة جامعة وشاملة للتنقيب والبحث عن الخامات والطاقات والمواهب لتطعيم وتغذية المنتخبات الوطنية ورفد الساحة الرياضية بالنجوم والعمل على صقل مهاراتهم للوصول بهم إلى الهدف المنشود فهي المستودع الرئيس الجامع الشامل لرواد ونجوم الحركة الشبابية والرياضية والكشفية والثقافية الخ.، بالإضافة إلى تعزيز دور الثقافة الوطنية والرياضية وتعميق مفاهيمها بالشكل والأسلوب العلمي الرصين للمحافظة على الهوية الوطنية والرياضية والثقافية من التعريب والضياع حيث جزء من الاستراتيجة الصهيونية يرتكز على استهداف الهوية الوطنية الرياضية وطمس معالمها وإخفاء الحقائق ومصادرة المطبوعات والكتب والنشرات لتنكر للمورث الوطني والرياضي والثقافي الفلسطيني ، وبرامج وأنشطة الأندية يجب أن يشرف عليها إطار رياضي متخصص من حملة الشهادات المعتمدة يقوم بعملية التدريب والإعداد وفق فلسفة ومنهج علما صحيح وأسلوب تربوي بتدريب لتطوير المهارات البدنية والفنية وغرس قيم الاحترام واتخاذ المبادرة والتعاون والعمل الجماعي ، والانضباط الذاتي واحترام الآخرين والتفاهم المتبادل لتعزيز التعاون والتواصل وتعميق روح المحبة والإخاء وترسيخ ثقافة التسامح والحوار الديمقراطي والممارسة الحضارية في المشاركة وحمل المسؤولية.
وأؤكد أن الأندية هي الشراع الأساس لسفينة الحركة الرياضية الفلسطينية ومنارتها الباسقة لتنمية النشاط الرياضي والشبابي والكشفي وتعتبر موردا ومصدرا للتنمية , باعتبار الأندية الرياضية تعزز الصداقة والمنافسة الشريفة، وتعلّم روح العمل في الفريق والانضباط والاحترام، وتعلم المهارات اللازمة لكي ينمو الرياضي بمراحل ويصبح فرداً يحرص على رعاية الآخرين وتساعد في إعداد الشباب لمواجهة التحديات التي سيتعرضون لها في حياتهم، والقيام بأدوار قيادية داخل مجتمعاتهم المحلية.
ولتحقيق هذه الغايات والأهداف الوطنية يجب العمل أيضا على تعزيز الشراكة الحقيقية ما بين الأندية الرياضية والرياضة المدرسية من خلال بروتوكول تعاون مشترك يوقع ويتم إشهاره ليكون انطلاقة حقيقية في إنعاش حالة المد الحقيقي لمناهج تربوية رياضية تشتمل على كل ما يتم التوافق علية في إطار الاتفاق المبرم وبما يخدم المصلحة الوطنية والرياضية بعيدا عن الأجندات الخاصة والجهوية وغيرها.
يجب الاهتمام بمشاريع البنية التحتية للأندية الرياضية مع العمل على أن تحدث ملاعب المدارس الرياضية للرياضة والتعليم.
في ذات السياق يجب العمل على توفير الموارد البشرية والمادية لتلبية المعايير المطلوبة لتحقيق الأهداف المستدامة واستثمار مقوماتها لخدمة المجتمع الفلسطيني بالشكل العام والرياضي بالشكل الخاص ، كما لابد أن يكون عدل وإنصاف التوزيع الجغرافي للملاعب مع تعزيز روح التعاون بين الأطراف الفاعلة والشركاء في الميدان الرياضي ، كذلك مطلوب إشراك البلديات في مجال الرياضية وتعزيز اللحمة والتعاون الايجابي بما يعود بالنفع والفائدة على المجتمع.