عماد هاشم : أمسيات رمضان بالعميد تصنع دفئاً خاصاً للياليه
كتب / أسامة فلفل
ذكرياتي في رمضان مرتبطة بزمن الحب والوفاء والإخلاص ،بهذه الكلمات المفهمة بالمشاعر والأحاسيس تحدث الكابتن عماد هاشم صاحب البصمة والتاريخ والانجاز الوطني والرياضي قائلا منذ نعومة أظافري وأنا انتظر قدوم رمضان ، كونه يجمع الأحبة والأهل على مائدة واحدة، وأتذكر عندما كنا نقف نرقب أضواء المئذنة وسماع أذان المغرب ونسارع إلى المنزل ابتهاجا بالانفطار.
لقد كنا ونحن صغاراً نصنع لرمضان احتفاليته الخاصة ونبدع في ابتكار أمسياته الجميلة وكانت حلقات سمر الكبار في الأندية الرياضية ولاسيما في نادي غزة الرياضي عميد الأندية الرياضية تصنع دفئاً خاصاً لليالي رمضان، ربما كان لها الفضل الكبير في أن تكون هي بداية شهرتي وجلوسي مع نجوم الزمن الجميل وفاكهة الملاعب الرياضية واللعب لصفوف العميد.
ويواصل هاشم حديثه الطيب قائلا كان رمضان يجمع بين الرحمة والتواصل الإنساني ,الجميع ينتهز فرصة الشهر الفضيل ليصل ما انقطع من أرحام وصدقات، ويضيف ما يفزعني الآن هو أن يصبح رمضان شهر سباق المسلسلات، بما يعني تكريس الانفصال والعزلة بدلاً من التواصل الإنساني، ما يؤلمني أيضاً أنه حتى الأحياء الشعبية التي كانت الحاضنة الحقيقية لرمضان بدأت تحدث لها متغيرات فلم تعد كما كانت بطولات صاخبة ونشاط غير طبيعي وحضور جماهيري على صعيد الساحرة المستديرة ، وصواعق وبطولات رمضانية مكثفة ،يستذكر كيف كانت الأندية الرياضية الحاضن لفرق الساحات الشعبية خاصة في شهر رمضان منجم الذهب والرافد الأساسي للنجوم والمواهب والخامات الرياضية الشابة.
وعن كيفية قضاء الوقت يقول عماد هاشم التلاوة والقراءة للقرآن أساس ومطالعة الأخبار الرياضية بشكل جيد ويضيف أفضل أن أقرأ أثناء نهار رمضان على عكس الآخرين.
ويقول هاشم يحمل لي رمضان ذكرياتٌ متناقضة بهجةُ الفرحة بالانجازات إلى جانب الحزن والألم على رحيل الأحبة ، وعلى الجانب الآخر يصمت قليلا وبكلمات يعتصرها الآلام رمضان موشح بالسواد حين أستذكر أخي و قرةعيني الشهيد عاهد زقوت صاحب الحضور والابتسامة الجميلة التي لا تكاد لا تفارق ثغره المبتسم على الدوام.
ويقول كلما شاهدت صورته أسمع صدى صوته وهو يناديني من بعيد ، أقف وأتأمل كثيرا و أترحم عليه وأدعو له بالرحمة ولكل الشهداء.
ويتابع حديثه الشيق رمضان كان له مذاق خاص وبهجة مستمدة من قدرتنا على مشاركة الكبار وسماع عذب حديثهم وخصوصا عمداء وشيوخ الرياضة الفلسطينية الذين اقترنت أسمائهم في صفحات وسجلات التاريخ الرياضي والوطني، فكان الجلوس والاستمتاع معهم حلم يراودنا منذ زمن بعيد.
ويسترسل في الحديث عن صلاة التراويح في نادي غزة وقيمتها الكبيرة والأجواء الإيمانية الرائعة وحضور كافة شرائح المجتمع والحرص على الصلاة، ويستطرد قائلا الصلاة في العميد تجمعك مع من تحب، بالأشخاص الذين لم تراهم على مدار العام تسعد بمقابلتهم في صلاة التراويح ، فتكون المتعة والجمال مع السهرات الرمضانية بعد انقضاء الصلاة والمرح والحديث عن شجون وهموم الرياضة وذكريات الزمن الجميل.
ويختتم حديثه أحرص في شهر رمضان على الاستماع إلى القرآن الكريم بصوت بعض المقرئين مثل الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الرحمن الحذيفي وقراءته أيضاً في فترات الهدوء والصفاء الروحي، وفي هذا الشهر تتجدد علاقتي بالقرآن الكريم لأنه منجم لا ينفد من جماليات اللغة والإحساس العميق والراحة والاطمئنان والرضا والشعور بالروحانيات العالية.