2024-10-30

مبروك جبريل الرجوب

2021-04-17

بقلم : صفوان أبوشنب
إعلامي رياضي فلسطيني

لا أحد اليوم يحتفل بالموت ويستقبله بالزغاريد والتهاني سوى في فلسطين فالدفاع عن الوطن والحرية لا يزال الواجب المقدس لهم ومن ضحوا بأنفسهم في وجدانهم وقناعاتهم هم شهداء أو أسرى ومن منطلق هذه العادة الفلسطينية الأصيلة من واجبنا اليوم تهنأة جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بمناسبة إيقافه من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا لمدة عام، لذا نقول للأخ الرجوب ألف مبروك يا زعيم

نيشان آخر يضاف الى أوسمة جبريل الرجوب ، هذه المرة مقلداً بوسام “الشجاعة” من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا وبتوصية من لجنتها التأديبية بسبب دفاع الرجوب عن الحقوق الفلسطينية والعربية في القدس المحتلة، لا غرابة فيما نقول فما يعتبره أحدهم عقوبة هو تكريم في نظر المؤمنين بالحقوق الفلسطينية

لم يعد سراً أن اسرائيل بدأت تلقي بثقلها السياسي والدبلوماسي في الفيفا وتوظف علاقاتها في عالم كرة القدم لتبرير انتهاكاتها بحق الرياضة الفلسطينية خصوصاً بعد الحرج الكبير الذي واجهته في أكثر من مناسبة في السنوات القليلة الماضية حين طالب فيها الرجوب نفسه بتجميد عضوية الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم رداً على تلك الانتهاكات ودفاعاً عن حق الفلسطينيين في ممارسة كرة القدم أسوة بكل شعوب العالم

إن المحزن في قرار إيقاف جبريل الرجوب هو أنه جاء استجابة لاتهامات إسرائيلية بشأن تصريحات للرجل تدعو “للكراهية والعنف” حسب نص بيان الفيفا في وقت لم يحظى به الفلسطينيون بذات العدالة من الفيفا حين تقدموا بعدة شكاو ضد من مارس ولا يزال الكراهية والعنف بحق رياضتهم منذ سنوات بل وموثقة بالصورة والصوت، لم يكن للجنة التأديبية التابعة للفيفا أن تجرؤ على إقحام نفسها في صراع تاريخي حول القدس لولا ضعف وهوان النفوذ العربي في أروقة الفيفا ولم يكن ليحدث هذا في زمن كان للعرب فيه صوت مسموع في الاتحاد الدولي عندما كان رجال كالشيخ فهد الأحمد الصباح أوعبدالله الدبل رحمهما الله أو حتى قبل وقت ليس ببعيد عندما كان محمد بن همام عضواً مؤثراً في الفيفا

لاشك في أن القصة لن تنتهي بقرار الإيقاف وما نعرفه عن الرجوب أنه لا يستسلم لكن إلى أي حد سيكون قادراً وحده على إقناع الفيفا وأعضاءها الجدد بأن مدينة القدس ليست مجرد نزاع حدودي وأن أي إقرار للأمر الواقع فيها بفعل قوة الاحتلال هو انتهاك لقرارات دولية صادرة عن هيئة الأمم المتحدة ينبغي على الفيفا احترامها بالنأي بنفسها عن أي محاولة لإقحام السياسة بوجهها القبيح في اللعبة الجميلة.