2024-11-23

الكرة الذهبية والأفضل لميسي.. المهارة والأهداف تهزم الألقاب

2021-01-28

د ب أ – قبل ثلاثة شهور، كانت معظم التكهنات تشير إلى فوز الهولندي فيرجيل فان دايك مدافع ليفربول الإنجليزي بجائزة “الأفضل” لعام 2019 والتي تمنح إلى أفضل لاعب في العام باستفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وذلك بعد الدور البارز الذي لعبه فان دايك في فوز ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا.

ولكن الفيفا فاجأ الجميع بإعلان الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني فائزا بالجائزة خلال حفل جوائز الفيفا الذي أقيم بمدينة ميلانو الإيطالية في 23 أيلول/سبتمبر الماضي.

وحقق ميسي رقما قياسيا خاصا للغاية بعدما أصبح أول لاعب في التاريخ يفوز بالجائزة ست مرات متفوقا بذلك على منافسه التقليدي العنيد البرتغالي كريستيانو رونالدو شريكه السابق في صدارة القائمة الذهبية للجائزة حيث أحرز رونالدو هذه الجائزة خمس مرات.

ولم تمض سوى أسابيع قليلة حتى أحرز ميسي جائزة أخرى على نفس القدر من الأهمية وهي جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم والمقدمة من مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية المتخصصة.

ونظرا لاختلاف معايير التقييم بين الجائزتين العريقتين واختلاف هوية الفائز بالجائزتين في بعض الأعوام سابقا، كان فوز ميسي بكليهما في 2019 تأكيدا على أحقيته بالجائزتين وعدم وجود مجاملات في منحه أي منهما رغم إخفاقه مع برشلونة في دوري الأبطال ومع المنتخب الأرجنتيني في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي استضافتها البرازيل منتصف هذا العام.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحرز فيها ميسي كلا من الجائزتين منذ 2015 لتكون الأولى له في كل منهما بعد فك الشراكة التي جمعت بين الفيفا و”فرانس فوتبول” بين عامي 2010 و2015 علما بأن ميسي توج بالجائزة خلال تلك الفترة أربع مرات بخلاف فوزه أيضا بكل من الجائزتين على حدة في 2009.

والحقيقة أن ميسي لم يحرز لقب دوري الأبطال الأوروبي مع برشلونة في الموسم الماضي 2018 / 2019 وأخفق مجددا في الفوز بأول لقب له مع المنتخب الأرجنتيني بعدما سقط مع الفريق في مواجهة المنتخب البرازيلي في المربع الذهبي لكوبا أمريكا 2019.

ولكن النجم الأرجنتيني الشهير قدم من العروض والأهداف الغزيرة في عام 2019 ما نجح من خلاله في الحصول على أكبر قدر من الأصوات في الاستفتاء على كل من الجائزتين متفوقا بهذا على فان دايك الذي لعب دورا بارزا في فوز ليفربول بلقب دوري الأبطال للمرة الأولى منذ 2005.

ولعبت العروض الفنية المميزة لميسي ومهارات وأهداف اللاعب التي أمتعت عشاق اللعبة دورا أكبر من منصات التتويج والقوة في الأداء.

وكان ميسي حل خامسا في الاستفتاء على جائزة الكرة الذهبية في 2018 والتي فاز بها الكرواتي لوكا مودريتش نجم ريال مدريد الإسباني لدوره في فوز الريال بلقب دوري الأبطال الأوروبي وبلوغ المنتخب الكرواتي المباراة النهائية لكأس العالم 2018 بروسيا.

ولكن ميسي تصدر التصويت على كل من الجائزتين في 2019 متفوقا بفارق كبير على فان دايك والبرتغالي كريستيانو رونالدو الذي حل ثالثا خلف فان دايك في كل من الجائزتين.

وإذا كان فاز مع فريقه بلقب الدوري الإسباني ورفع رصيده من الألقاب إلى 34 لقبا مع برشلونة منها عشرة ألقاب في الدوري الإسباني ساهم في فوزه بلقب جائزة “الأفضل” فإن الأهداف لعبت دورها في فوزه بجائزة الكرة الذهبية حيث أحرز اللاعب المخضرم 46 هدفا وصنع 17 لزملائه في 54 مباراة خاضها في مختلف البطولات مع ناديه ومنتخب بلاده خلال 2019 حتى موعد تتويجه بجائزة الكرة الذهبية في الثاني من كانون أول/ديسمبر الحالي.

وبلغ متوسط انتصارات ميسي في المباريات التي خاضها خلال 2019 نحو 5ر68 بالمئة كما رفع اللاعب رصيده من الأهداف التي يحرزها من الركلات الحرة إلى 52 هدفا في مسيرته الكروية حتى الآن ومن بينها 46 هدفا لبرشلونة وستة أهداف للتانجو الأرجنتيني.

ورغم هزيمة برشلونة أمام ليفربول في المربع الذهبي لدوري الأبطال، تصدر ميسي قائمة هدافي البطولة في الموسم الماضي برصيد 12 هدفا في عشر مباريات خاضها مع الفريق كما اختير الهدف الذي سجله من ضربة حرة في مرمى ليفربول ليكون أفضل هدف في البطولة بالموسم الماضي.

وأحرز ميسي ثلاث ثلاثيات (هاتريك) في 2019 ليعادل عدد مرات الهاتريك التي سجلها رونالدو في الدوري الإسباني برصيد 34 هاتريك لكل منهما.

وإلى جانب أنه أصبح اللاعب الأكثر حصدا للبطولات في تاريخ برشلونة، عادل ميسي رصيد الأسطورة تيلمو زارا في عدد مرات الفوز بجائزة “بيتشيتشي” التي تمنح لهداف الدوري الإسباني خلال الموسم حيث أحرز الجائزة للمرة السادسة في مسيرته الكروية حتى الآن وهو ما لم يحققه أي لاعب منذ أن نجح زارا في هذا عام 1953 .

كذلك عزز ميسي رقمه القياسي في عدد مرات الفوز بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا على مدار الموسم حيث تصدر القائمة برصيد 36 هدفا ليفوز بالجائزة للمرة السادسة كما أصبح أول لاعب يفوز بهذه الجائزة في ثلاثة مواسم متتالية.

كما توجت جائزتا “الأفضل” و”الكرة الذهبية” عاما رائعا لميسي على مستوى العروض الكروية حيث لا يزال اللاعب يقدم المستويات التي تحظى بإعجاب وإشادة عشاق الساحرة المستديرة.