نعيم السويركي فخور بإنجازاتي الكبرى مع الشجاعية
بال جول قلم فايز نصّار
بعد الاستقبال الكرنفالي الكبير ، الذي خصته للقائد الخليل الراحل أبي عمار منتصف التسعينات ، لا أعتقد أنّ مدينة الشهداء نظمت استقبالاً جماهيرياً حافلاً كاستقبالها وفد اتحاد الشجاعية ، الذي دخل الخليل دخول الفاتحين ، للقاء النادي الأهلي على نهائي كأس فلسطين.
يومها كانت حافلة رجال المنطار تشقّ طريقها بصعوبة بين أمواج الجماهير ، التي خرجت عن بكرة أبيها لاستقال رجال غزة العزة ، في عرس فلسطيني لا ينتهي ، جسد وشائج القربى الحميمية ، بين أبناء البلد الواحد.
ولا تغيب النكتة عن أحاديث الغزازوة والخلايلة ، فعندما يردد صاحب هذه الكلمات : ” اللي بيرضى بالقليل ، يسكن غزة والخليل ” يرد عليه الريّس بالقول : ” احنا قطع غيار لبعض ! ” .
يومها أدى رجال الشجاعية مباراة كبيرة على ستاد الحسين ، الذين اكتظ بجماهير بريئة ، شجعت القادمين من ترهات الحصار والانقسام ، تماماً كما فعل أبناء بلد المليون ونصف المليون شهيد ، يوم شجعوا رجال الفدائي ، في مواجهة محاربي الصحراء.
وعضّت دقائق تلك المباراة الأخيرة بنابها المدرب نعيم السويركي ، بهدف قاتل سجله أحمد ماهر ، الذي لم يستجب لرغبة الايطالي كازانو تبديله ، فحملت الجماهير الماهر على الأكتاف ، وحمل رجل الكالتشو حقيبته عائداً إلى بلاده.
ويبدو أنّ أبا حربي من أكثر المدربين صعوداً على منصة التتويج ، إن لم يكن أكثرهم ، من خلال جملة من الانتصارات الهامة ، التي حققها مع كتيبة المنطار ، وعدد من الفرق الأخرى ، التي تعاقب على تدربيها ، مع محطات لا تقل أهمية قضاها في كنف الفدائي.
والحق يقال : إنك تلمح علامات الوفاء في حديث الرجل الشجاعي ، الذي يعتز بأستاذه الأول اسماعيل المصري ، ويفتخر بكونه من الجنود ، الذي ساهموا في وضع الشجاعية على الخارطة ، بعد مسيرة محفوفة بالمكاره والسرور ، اتركه يرويها لكم ، كما سجلها التاريخ .
– اسمي نعيم حلمي محمد السويركي ” أبو حربي ” وتغلب عليه كنية ” أبو حلمي ” من مواليد الشجاعية يوم 10/2/1960 .
– كانت بداية ممارستي للكرة – كأي لاعب – في الساحات الشعبية ، ثم في مدارس حطين ، وهاشم بن عبد مناف ، ويافا الثانوية ، ثم مع نادي اتحاد الشجاعية منذ تأسيسه سنة 1976 ، الذي لعبت له مدة 19 سنة ، حتى اعتزالي سنة 1995 ، وبرزت كلاعب خط وسط مهاجم ، وكان الفضل الأكبر عليّ للمدرب الكبير إسماعيل المصري .
– بحمد الله حصلت على العديد من الدورات التدريبية ، وجاءت المجموعة منها في النصف الثاني من التسعينات ، ومنها دورة تدريب في المعهد البريطاني ، على يد المدرب جون براون ، ودورة في اللياقة البدنية ، مع مدرب اللياقة والأحمال الأرجنتيني راؤول ، ودورة تدريب كرة قدم ، مع المدرب الأرجنتيني بابلو ، ودورة تدريب في الأكاديمية المصرية في القاهرة ، ودورة تدريب من الاتحاد الدولي مع المدرب جيتا سينغ .
– وبدأت المرحلة الثانية من تكويني سنة 2012 ، فحصلت على شهادة دورة مدربي (C) من الاتحاد الآسيوي ، تحت إشراف المحاضر القطري ، عبد القادر أبو مغصيب في قطر ، وعلى شهادة دورتي المدربين ( B) و ( A) من الاتحاد الآسيوي ، تحت إشراف المحاضر نهاد صوقار ، إضافة إلى دورة اللياقة البدنية من الاتحاد الآسيوي ، تحت إشراف المحاضر د. طارق البناي .
– بدأت قصتي مع التدريب سنة 1994 مع اتحاد الشجاعية ، حيث كنت لاعباً ومدرباً في آن واحد ، لأتفرغ للتدريب بعد اعتزالي اللعب سنة 1995 .
– أعتقد أنّ أفضل طاقم تدريبي عملت معه هو طاقم موسم 2014 – 2015 ، يوم فزنا بالثلاثية مع نادي اتحاد الشجاعية.
– تشرفت بتدريب منتخب الشباب تحت سن 20 في الإمارات ، ضمن تصفيات أمم آسيا المؤهلة لكأس العالم عام 2002 ، وكنت مدرب منتخب الشباب تحت سن 20 ، في تصفيات أمم آسيا بسوريا عام 2003 ، ومدرب المنتخب الوطني الأول عام 2007 ، في بطولة غرب آسيا بالأردن ، ومدرب عام للمنتخب الوطني الأول عام 2007 في دولة قطر ، استعدادا للتصفيات المؤهلة لكأس العالم عام 2010 في جنوب إفريقيا ،
، وفي بطولة غرب آسيا في إيران عام 2008 ، وكأس التحدي بنيبال عام 2009 .
– وبتوفيق من الله أشرفت على عدة فرق ومنتخبات في مباريات خارجية ، وشمل الأمر المنتخب الأول ، ومنتخب الشباب ، واتحاد الشجاعية في بطولة الأندية العربية ، وأبطال الكأس والبطولة الآسيوية ، وأبطال الكأس ، وبطولة القدس في العراق .
– كما تشرفت بتدريب أندية اتحاد الشجاعية ، والجمعية الإسلامية ( الصداقة حاليا ) ، وهلال القدس ، وهلال غزة ، واتحاد خانيونس .
– أهم إنجازاتي في الملاعب الفوز بالعديد من البطولات الرسمية والودية ، منها الفوز مع اتحاد الشجاعية بكأس المحافظات الجنوبية سنة 1999 ، على حساب شباب رفح ، والفوز مع اتحاد الشجاعية بكأس فلسطين عام 1999 ، على حساب ثقافي طولكرم ، والفوز مع اتحاد الشجاعية بكأس السوبر ، على حساب خدمات رفح موسم 1999 – 2000 .
– ولمّا توقفت البطولات الرسمية بين عامي 2000 و 2006 بسبب الانتفاضة الثانية ، اتجهت الأندية الفلسطينية إلى تنظيم بطولات ودية ، ويومها كان اتحاد الشجاعية من أفضل الفرق ، ويضم في صفوفه العديد من اللاعبين المميزين ، فحصلنا على أغلب البطولات ، التي كانت تنظم من قبل الاتحاد.
– وبعد عودة النشاط الرسمي من قبل الاتحاد سنة 2007 بنظام المجموعتين ، تصدرت مع نادي اتحاد الشجاعية المجموعة الأولى ، وتصدر خدمات رفح المجموعة الثانية ، ومع الأسف خسرنا المباراة النهائية ( 2- صفر ) وحصلنا على المركز الثاني ، وكانت تلك أصعب لحظة.
– أفتخر كثيراً بقيادتي الشجاعية لتحقيق أول فوز خارجي في مباراة رسمية ، وذلك أمام نادي الوحدات الأردني 2/1 ، في بطولة كأس الأندية الآسيوية ، وكانت الفرحة مزدوجة لأنّ اللقاء كان الأول على ستاد فلسطين
.
– ومن إنجازاتي أيضاّ الحصول على بطولة دوري الدرجة الأولى مع نادي هلال غزة ، والصعود به إلى الدرجة الممتازة موسم 2011 / 2012 ، والفوز بالثلاثية مع اتحاد الشجاعية 2014 /2015، ووصيف كأس فلسطين موسم 2014 / 2015 ، والفوز بكأس السوبر مع اتحاد الشجاعية موسم 2019 / 2020 ، والحصول على لقب أفضل مدرب في فلسطين 4 مرات عام ، لمواسم ( 1999 / 2000 ) و (2004 /2005 ) و ( 2008 /2009 ) و ( 2014 / 2015 ) .
– أكثر ذكرى أليمة في حياتي الرياضية يوم خسارة اتحاد الشجاعية أمام أهلي الخليل في الوقت الضائع 2/1 في نهائي كأس فلسطين .
– مثلي الأعلى في الملاعب وخارجها النجم الكبير ناجي عجور ، وأعتقد أنّ أفضل النجوم الذين أسستهم جيل موسم 1999 / 2000 ، وجيل الثلاثية موسم 2014 / 2015 مع اتحاد الشجاعية .
– أفضل تشكيلة دربتها تضم الحارس اياد دويمة ، والمدافعين سالم وادي ، وحسام وادي ، وخيري مهدي ، ومصطفى حسب الله ، ولاعبي الوسط فضل قنيطة ، وحربي السويركي ، ومحمد وادي ، وفي الهجوم عمر العرعير ، وعلاء عطية ، ويسار الصباحين .
– أمّا أفضل تشكيلة لنجوم فلسطين أيامي فتضم الحارس سليمان هلال ، والمدافعين زكريا مهدي ، ومحمود عايش ، وطلب الخباز ، وخالد أبو كويك ، ولاعبي الوسط محمد الصباح ، ونعيم السويركي ، وحازم صلاح ، وعماد الزعتري ، والمهاجمين عبد القادر الأبزل ، وعماد التتري ، ورزق خيرة ، وغسان البلعاوي ، وناجي عجور ، وطلال فايز .
– أرى أنّ جميع المدربين مظلومون ، لأن الذين يقومون على تقييم المدربين ليس لهم علاقة بكرة القدم ، والتقييم حسب النتائج والأهواء ، وحتى يتطور عمل المدربين الفلسطينيين أقترح تصنيفهم ، لأنّ الشهادات لا تعني شيئاً للمدرب ، مالم يتدرج في التدريب من الناشئين إلى الدرجات المتقدمة .
– اللاعب المفضل محليا بالنسبة لي محمود وادي ، وعربيا رياض محرز ، وعالميا : ميسي ، ومدربي المفضل محليا محمد الصباح ، وعالميا غورديولا ، وأعتقد أنّ المدرب اسلام أبو عريضة سيكون له شان في الميادين .
– من وجهة نظري الإعلام الرياضي موجه وضعيف.
- أقول لاتحاد كرة القدم في غزة : الله يعطيكم العافية ، كفيتم ووفيتم ، وما حصل في نهائي الكأس من قرارات مسك الختام .
– ولا بدّ هنا من كلمة للقائمين على الأكاديميات كي يهتموا بالمواهب ، والأمور الفنية أكثر من النواحي المادية والربحية ، مع ضرورة تكثيف البحث عن المواهب وتطويرها .
– كان أطرف ما حصل معي في الملاعب ، في أول مباراة للشجاعية في الضفة الغربية ، مع نادي أهلي الخليل على كأس مقدمة من شركة سفن أب ، وقبل بداية المباراة رفض أهلي الخليل اللعب – لأننا فريق غير معروف – إلا إذا لعب معنا أبو السباع ، الذي قال لهم : لقد اعتزلت اللعب ، ولكن إذا لم يعجبكم الفريق ، سأنزل في الشوط الثاني ، ويومها انتهت المباراة لصالح الشجاعية (8 – 1) لتتسابق فرق الضفة على طلب اللعب معنا بعد تلك المباراة .
– أخيراً أتمنى من القائمين على المنظومة الرياضية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، بعيدا عن المحاصصة … نعلم أنكم تعملون في ظروف صعبة ، ولكن من أجل تحقيق الأهداف ، يجب توفير إمكانيات وأدوات النجاح.